اخبار العراق الان

عاجل

مؤتمر: قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2015– تقدير استراتيجي 2016

مؤتمر: قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2015– تقدير استراتيجي 2016
مؤتمر: قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2015– تقدير استراتيجي 2016

2017-02-16 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


بيروت ـ “راي اليوم”:

عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الأربعاء 15/2/2017 مؤتمراً علمياً تحت عنوان: “قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2016 – تقدير استراتيجي 2017″، في فندق “كراون بلازا” في بيروت، وجرى خلاله تقييم التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية بمختلف محاورها خلال سنة 2016، إضافة إلى محاولة استشراف اتجاهاتها المتوقعة في سنة 2017.

وقد شارك في المؤتمر، الذي توزعت أعماله على ثلاث جلسات، نخبة من المتخصصين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، ناقشوا خلالها المحور الفلسطيني الداخلي، والمحور العربي الإسرائيلي، والبيئة الخارجية المؤثرة في القضية الفلسطينية.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر هذا يندرج ضمن إطار سلسلة ندوات التقييم والتقدير الاستراتيجي للتطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي يعقدها المركز على رأس كلّ سنة، وهو ينعقد للسنة الثامنة على التوالي.

الافتتاح والجلسة الأولى

في البداية ألقى د. محسن محمد صالح، مدير عام مركز الزيتونة، كلمة الافتتاح، حيث رحّب بالحضور، واستعرض أبرز النقاط التي سيتناولها برنامج المؤتمر.

وتحدث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في افتتاح المؤتمر مباشرة عبر “الفيديو كونفرنس″، عن التجربة الوطنية الفلسطينية ودور حماس فيها وآفاقها المحتملة.

وتناول مشعل ثلاثة محاور:

نظرات وملاحظات حول التجربة

نظرات حول دور حماس في إطار هذه التجربة

الآفاق والمستقبل

وحول التجربة الفلسطينية، قال مشعل: “من البداية، نؤكد أننا نعني أولاً الشعب الفلسطيني قبل أن نتحدث عن الفصائل والقوى الفلسطينية، فالشعب هو الأساس، وقدم خلاصة ما عنده من بطولة واحتضن المقاومة وتمسك بها، فالشعب هو أساس في الحديث عن التجربة وما صنعه القيادات والفصائل والقوى ما هو إلا تجربة. مما يحسب للتجربة في هذه المرحلة أولاً القدرة على البقاء والصمود والاستمرارية والقدرة على العمل والنضال والمقاومة”.

وتحدث مشعل عن ملاحظات في دور حماس في التجربة الفلسطينية:

“أذكر نفسي وإياكم أن حماس عندما وفدت الساحة سنة 1987 وإن كان تأسيسها سبق بـ 10     سنوات، أستطيع أن أقول وأنا أحد المؤسسين وهذا شرف لي .. في إطار المشروع الوطني الفلسطيني الكبير، يحددها دافعان كبيران حين اندفعنا للتأسيس:

هو أداء الواجب والمسؤولية الشرعية والوطنية، واستعادة وتجنيد دور الحركة الإسلامية الفلسطينية في النضال ومقاومة الاحتلال، غاب أو ربما غُيّب بظروف قسرية، استعادة الدور الفلسطيني في النضال.

أما الدافع الثاني هو إدخال الرغبة والإصرار على إدخال زخم جديد وإضافة نوعية إلى مسيرة المقاومة والمشروع الفلسطيني.

يحسب لحماس منذ انطلاقتها حققت ما يلي: أسهمت إسهاما مع باقي الفصائل في إعادة مشروع المقاومة الفلسطيني إلى واجهة الصراع في زخم كبير، وتصنيع سلاحه وبناء جيش محترف وهو كتائب القسام الذي أذل الاحتلال على حدود غزة وعزز ثقة شعبنا في مواجهة الاحتلال. ويُحسب للمقاومة في أنها نجحت في أسر جنود العدو وإبرام صفقات تبادل الأسرى”.

وحول آفاق المستقبل قال مشعل أن هناك أولويات أساسية وهي:

ترتيب بيتنا الفلسطيني وأوراقنا الداخلية، تجديد المؤسسات في الداخل والخارج، تفعيل دور الخارج الفلسطيني على كل الصعد.

إعادة تعريف المشروع الوطني وإعادة الاعتبار له بالتوافق بين جميع القوى والخروج من التفاصيل التي أغرقنا فيها العدو للتحرر.

 التوافق الوطني الفلسطيني على استراتيجية تزاوج بين السياسة والمقاومة.

إدارة القرار والتحرك السياسي والدبلوماسي والجماهيري في إدارة وطنية مشتركة متوافقة مع الأهداف والتكتيكات، ومتوافقة مع الفعل المقاوم على الأرض وضلك أنجع وأقدر في التعامل مع القوى الإقليمية المختلفة ومع البيئة الدولية.

وختم مشعل: “حماس هي جزء من الساحة الفلسطينية ومكونات القضية وبالتالي الأولويات الأربعة هي ما تعمله حماس مع بند إضافي هو أن تحافظ على برنامج القوة لديها وأن تسخرها لصالح هذه الأوليات الأربعة.”

الجلسة الثانية

تناولت الجلسة الثانية، التي أدارها أ. جابر سليمان، المحور الفلسطيني الداخلي، والكيان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، والعالم العربي والقضية الفلسطينية، وتحدث فيها كلّ من أ. هاني المصري، رئيس المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية، ود. عباس إسماعيل، أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانية، مختص بالشأن الإسرائيلي، ود. أحمد سعيد نوفل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، متخصص في العلاقات الدولية والصراع العربي – الإسرائيلي وقضايا الوحدة العربية والإصلاح السياسي.

وفي ورقته حول المحور الفلسطيني الداخلي تحدث المصري عن بعض المعطيات والمتغيرات التي ستؤثر على المسارات الفلسطينية، منها: وصول ترامب إلى البيت الأبيض، والأزمات الداخلية في الدول العربية، والواقع الذاتي الفلسطيني. وذكر المصري أن الوضع الفلسطيني الداخلي يعيش أزمة وهو في مأزق ومهترئ، ولم يتمكن من مواجهة التحديات والمخاطر، وعجز عن تحويلها إلى فرص لإنهاء الانقسام، مشدداً على أن إمكانية استعادة الوحدة الوطنية صعبة جداً.

كما شدد المصري على ضرورة إعادة تعريف الوحدة الوطنية. وأشار إلى أن الفراغ الفلسطيني الداخلي أدى إلى ظاهرة الانتفاضة الفردية، وهي تظهر بموجات، يمكن أن تقف أمام البقاء على ماهي عليه، أو تصعيد المواجهة بشكل محدود، أو الخضوع والعودة إلى المفاوضات، أو انهيار السلطة، وشدد المصري على ضرورة الاستعداد الخيار الأخير. كما أكد على أهمية الخيار الوطني والاستعداد للمواجهة الشاملة، وطالب المصري باعتماد شراكة حقيقية.

وفي ورقته حول الكيان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية والتطورات والمسارات المحتملة أشار د. إسماعيل إلى أن انتخاب ترامب هو الحدث الأهم إسرائيلياً في الشأن الفلسطيني، وذكر أن التطورات التي تركت تأثيرها في المقاربة الإسرائيلية للوضع الفلسطيني هي تراجع الانتفاضة، واستمرار الجمود السياسي للسلطة الفلسطينية، وانتخاب السنوار في قطاع غزة، وتوظيف العلاقة مع قطر وتركيا لفتح قنوات مع حماس والوضع في غزة.

    كما أشار د. إسماعيل إلى غياب الأفق السياسي وإلى الأزمة الاقتصادية وأزمة القيادة في أراضي السلطة الفلسطينية، كما أن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة قد يؤدي إلى أزمة إنسانية خطيرة.

    وتطرّق في الختام إلى المسارات والخيارات في المرحلة المقبلة، ومنها غياب أي أفق لتسوية سياسية، بالإضافة إلى رهان أكبر في إسرائيل على فرصة التعاون مع الدول العربية.

    وتحدث د. نوفل في ورقة حول العالم العربي والقضية الفلسطينية والتطورات والمسارات المحتملة، وأشار إلى أن التدخل العربي أضر بالقضية الفلسطينية أكثر مما أفادها. وذكر أن القضية الفلسطينية تعرضت لظروف وتطورات حساسة بعد الثورات العربية، وانعكس عدم الاستقرار في العالم العربي بشكل سلبي على القضية الفلسطينية، حيث جعلت الأنظمة العربية الربيع العربي حجة في تخاذلها.

    وأشار نوفل إلى أن القضية الفلسطينية تراجعت في قاموس الأنظمة العربية، وعبّر نوفل عن خشيته من ضغط أمريكي على هذه الأنظمة من أجل التخلي عن القضية بشكل كامل.

واستنكر نوفل قيام أكبر دولة عربية بفرض حصار على قطاع غزة، وشدد على أن الجماهير العربية تعي ماهية الصراع، وتقف في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولكنه أشار إلى أن الخطر يكمن في التطبيع الرسمي العربي مع “إسرائيل”. وحذر من سعي عربي لجعل سنة 2017 سنة إنهاء للقضية الفلسطينية.

الجلسة الثالثة

تناولت الجلسة الثالثة، التي أدارها أ. بشار شبارو، الرئيس السابق لاتحاد الناشرين العرب، وتحدث فيها كل من د. طلال عتريسي، أستاذ علم الاجتماع التربوي وعلم النفس الاجتماعي في الجامعة اللبنانية، ود. سعيد الحاج، باحث مختص بالشأن التركي وعضو اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، ود. مجدي حماد، رئيس الجامعة اللبنانية الدولية في بيروت، ومدير دائرة التخطيط في منظمة التحرير الفلسطينية سابقاً.

وقال عتريسي في ورقته حول إيران والقضية الفلسطينية أن عام 2016 اتسم بـ 3 سمات:

  1. استمرار الصراع على مستوى المنطقة والتدخل الخارجي.

  2. شهود وجه سلبي للقضية الفلسطينية تمثّل بتراجع القضية الفلسطينية، وتزايد التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

  3. شهود وجه إيجابي لفلسطين، وتمثل بانتفاضة القدس، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان. أما فيما يتعلق بإيران فإن إيران انشغلت بما يجري حولها من حروب وصراعات.

وذكر عتريسي أنه كلما تقدمت المقاومة فإن هذا يدفع إيران وغيرها من الدول إلى الازدياد في تأييد المقاومة، كما أن إيران لديها ثابت في تأييد حق الشعب الفلسطيني وتلتزم بالوقوف إلى جانب المقاومة في مواجهة الكيان الإسرائيلي. وبهذا تتميز إيران عن باقي الدول.

وعن علاقة إيران مع فصائل المقاومة الفلسطينية، أشار إلى علاقة إيران مع حماس تعرضت إلى البرودة في السنوات الأخيرة، وقد حاولت إيران من جهة وحماس من جهة اخرى إعادة ترميم هذه العلاقة.

ورأى عتريسي أن الأنظار ستبقى موجهة للصراعات الدائرة في العراق وسورية واليمن وربما تتراجع القضية الفلسطينية أمام هذه الصراعات. ولفت إلى احتمال شن حرب على قطاع غزة لضرب قدرات المقاومة.

ومن جهته تحدث د. سعيد الحاج عن العلاقة بين تركيا والقضية الفلسطينية والتطورات والمسارات المحتملة، وتحدث عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل خلال 2016 والأحداث التي أدت إلى ذلك. واعتبر أن الموقف التركي بالنسبة للقضية الفلسطينية قد تراجع، وشكل ذلك خسارة للقضية الفلسطينية.

وحدد د. الحاج متغيرين مهمين هما:

  1. انتخاب ترامب، فتركيا تفاءلت بانتخاب ترامب بعدما وصلت العلاقات في عهد أوباما إلى الحضيض، ورأت تركيا أن “إسرائيل” قد تكون أحد المفاتيح في توثيق العلاقة مع الولايات المتحدة.

  2. النظام الرئاسي في تركيا، والذي قد يكون له إيجابيات على القضية الفلسطينية.

أما عن أبرز التحديات خلال عام 2017، فرأى أنها تتلخص بالآتي:

  1. حالة التطبيع الشعبي، وهو خطر انتقال التطبيع من المستوى الرسمي إلى المستوى الشعبي.

  2. تحدي غاز البحر المتوسط، فتركيا بحاجة للطاقة وتريد تنويع مصادر استيراد الغاز.

  3. حلول بدأت ترسم معالمها الأساسية حل الأوضاع الدولية وانتخاب ترامب.

  4. الاندفاع التركي في التصريحات.

وتناول د. مجدي حمّاد التأثير الدولي وخصوصاً الأمريكي في القضية الفلسطينية ومساراته المحتملة، ورأى أن أهمية التأثير الدولي على القضية الفلسطينية تتضاعف، كما كان حال عليه في جنوب إفريقيا قبل إسقاط النظام العنصري، بالنظر إلى الفرضية الأساسية التي يتبناها الباحث بهذا الخصوص؛ والتي تتمثل في أن خبرات الصراع، وتوازنات القوى المحلية والإقليمية والعالمية تشير إلى أن الحل العادل سوف ينبع من الخارج.

 وأشار د. حمّاد إلى أنه بات من الملحّ إجراء مراجعة لمكانة فلسطين الدولية قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، لا سيما في ظلّ التطورات بالغة السوء التي حدثت خلال الفترة القصيرة الماضية كثمرة خبيثة لما تشهده الدول العربية من حروب وتفكك وانقسام. فقد شهدت سنة 2016 عدد من المؤشرات الدولية تجاه “إسرائيل”، حملت من المعاني ما قد يدعو الى الالتباس، لتراوحها بين إشارات سلبية وأخرى إيجابية؛ وفيما يأتي القائمة بوجهيها.

الاختراقات التي أحدثتها إسرائيل على المستوى الدولي:

  1. رئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة

  2. تطوير العلاقات الإسرائيلية الروسية استراتيجياً

  3. إعادة تطبيع العلاقات مع تركيا

  4. اختراق إسرائيل لإفريقيا وإقامة علاقات مع بعض الدول الإفريقية

  5. اختراق نتنياهو لكازاخستان وأذربيجان

أما بالنسبة للسلبيات لإسرائيل على المستوى الدولي فتتلخص في:

  1. نشاط حملة المقاطعة الدولية BDS

  2. قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الاستيطان

  3. إنشاء مجلس حقوق إنسان يتضمن قائمة سوداء للشركات العاملة في المستعمرات

  4. قرار اليونيسكو بأن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين

وعن احتمالات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قال د. حمّاد أن الرئيس ترامب يريد أن يكون مختلفاً عن غيره من الرؤساء، ومن ثم قد يندفع في طريق نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لكن المحدد الرئيسي لتوجهاته سيكون مؤسسات الدولة الأمريكية —من ناحية، والدول العربية التي يعدُّها ترامب بشكل أو آخر حليفة أو صديقة لبلاده—. من ناحية أخرى.

أما بالنسبة إلى النتائج المترتبة على نقل السفارة، فهي أولاً، ضرب الشرعية الدولية والقانون الدولي والمصالح الدولية المتعددة في القدس، وثانياً، ضرب إمكانية تحقيق السلام عبر التسوية السياسية، وثالثاً، إخراج الولايات المتحدة من موقع الوسيط، ووضعها في موقع الدولة الخارجة والمعادية للعرب والمسلمين.

الختام

وفي ختام حلقة النقاش، شكر د. محسن صالح الحضور، منوهاً بما تمّت مناقشته من تقييمات وتوقعات لمسار القضية الفلسطينية، آملاً أن تسهم في خدمة القضية والأطراف العاملة لأجلها.

مؤتمر: قضية فلسطين: تقييم استراتيجي 2015– تقدير استراتيجي 2016