أوقات صعبة في حياة ليلى مراد.. دعم إسرائيل ومحمد نجيب والولادة
2017-02-18 00:00:00 - المصدر: راي اليوم
القاهرة-راي اليوم
اسرت القلوب بصوتها الساحر، وعاشت حياة مليئة بالأسرار، وأثارت جدلاً لم ينته بوفاتها قبل 22 عاماً، إنها الفنانة المصرية الراحلة ليلى مراد، أشهر من غنى للحجاج، وواحدة من النجمات القلائل اللاتي سمينّ أفلامهن بأسمائهن.
وتحل اليوم الذكرى الـ99 لميلاد ليلى مراد، تلك المطربة اليهودية التي أشهرت إسلامها، بعد زواجها من أنور وجدي، أحد أساطير السينما المصرية في النصف الأول من القرن العشرين.
ولدت ليلى زكي مردخاي (ليلى مراد) في 17 فبراير عام 1918، وينتمي والدها زكي مراد لأسرة يهودية مغربية، وهاجر إلى الإسكندرية في صغره، حيث التقى والدة ليلى، جميلة إبراهيم روشو، ليتزوجها، ويقيما في حي محرم بك أحد أقدم أحياء عروس البحر الأبيض المتوسط، حيث ولدت ليلى، قبل أن تنتقل أسرتها حي العباسية بالقاهرة.
وكان زكي مراد صديقاً مقرباً لكبار المثقفين والأدباء والفنانين المصريين، وكان ملحناً ومغنياً وشارك الموسيقار سيد درويش في أوبريت “العشرة الطيبة”، كما كان صديقاً لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي رشح ليلى لمشاركته بطولة ثالث أفلامه “يحيا الحب” سنة 1938، بعد أن تقدمت للإذاعة المصرية كمطربة عام 1934 ونجحت، بعدها سجلت أسطوانات بصوتها.
وغنت ليلى مراد حوالي 1200 أغنية، ولحن لها كبار الملحنين من أمثال: محمد فوزي، محمد عبد الوهاب، منير مراد، رياض السنباطي، زكريا أحمد، والقصبجي.
ولليلى مراد 27 فيلماً سينمائياً من أشهرها قلبي دليلي، غزل البنات، ليلى بنت الفقراء، ليلى بنت الأغنياء، ليلى في الظلام، ليلى بنت مدارس، بنت الأكابر.
ويقول الكاتب أشرف غريب، صاحب كتاب “وثائق في حياة ليلى مراد”، إن ليلى برغم امتلاكها حنجرة ذهبية وصوتاً قدمت به كل ألوان الغناء وبراعتها في الأداء التمثيلي، كانت خجولة مما دفع المخرج محمد كريم مخرج فيلمها الأول إلى أن يقول في مذكراته بأنه اضطر للاستعانة بفتاة من الكومبارس لتسجيل صوت ضحكة لأنها كانت تخجل حين تضحك.
ويذكر المؤلف أن السبب في عدم وجود توثيق دقيق عن أعمال وأغنيات ليلى مراد كاملة؛ هو أنها توارت عن الظهور العلني قبل أن تعرف مصر عصر التلفزيون بخمس سنوات، لذا فإن أكثر تراثها هو ما حفظته ذاكرة السينما ومقدمات أفلامها وقصاصات الصحف.
ويرى غريب أن السر وراء اعتزال ليلى مراد مبكراً لم يكن يتعلق بجمالها وخوفها على صورتها أمام جمهورها وإنما كان لأسباب وظروف سياسية مرت بها مصر آنذاك، ويكشف المؤلف أن علاقتها بالرئيس محمد نجيب كانت السبب في ذلك، كما أنها لم تقرأ المشهد السياسي جيداً.
ويذكر غريب أن المنتجين خوفاً من موقفها من الرئيس الأسبق محمد نجيب وتأييدها له بدأوا في الاستغناء عن الاستعانة بها، مما أدى إلى أفول نجمها.
وأشهرت ليلى مراد إسلامها رسمياً أمام قاضي المحكمة الشرعية في يوم 7 ديسمبر/كانون الأول 1947 على يد الشيخ محمود أبو العيون، أحد علماء الأزهر الشريف في ذاك الوقت.
وساهمت أصولها اليهودية في ربطها بزيارة مزعومة إلى إسرائيل وتقديمها دعماً لحكومتها في الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أن وثيقة بيان بتحركات ليلى مراد الصادر عن القنصلية المصرية في باريس في 17 سبتمبر عام 1952 تكشف أنها كانت متواجدة في فرنسا وليس إسرائيل، بحسب أشرف غريب.
تزوجت ليلى 3 مرات، الأولى من أسطورة السينما المصرية أنور وجدي، ثم الضابط بالقوات المسلحة المصرية وأحد الضباط الأحرار، وجيه أباظة، وأنجبت منه ابنها أشرف، ثم المخرج السينمائي فطين عبد الوهاب، وأنجبت منه ابنها زكي.
ومن القصص المؤثرة التي تبرز إنسانية ليلى مراد وعاطفة الأمومة لديها، قصة ولادة ابنها زكي فطين عبد الوهاب حيث واجهتها محنة صحية كبرى كادت تودي بحياتها أثناء الولادة للدرجة التي دفعت طبيبها الشهير، الدكتور علي إبراهيم، لتخييرها هي وزوجها بين حياتها أو حياة الجنين، فاختار زوجها فطين حياتها بينما هي فضلت حياة الجنين قائلة: “لا.. المهم طفلي” مما اضطر الزوج لمغادرة المستشفى هرباً من صعوبة الموقف، وبعد ساعات أخبره الطبيب بنجاة ليلى وابنها زكي.