اخبار العراق الان

يوميات حلب 100.. حلب الشرقية..ملحمةُ حلب لم تنجدها مؤتمرات التسويف

يوميات حلب 100.. حلب الشرقية..ملحمةُ حلب لم تنجدها مؤتمرات التسويف
يوميات حلب 100.. حلب الشرقية..ملحمةُ حلب لم تنجدها مؤتمرات التسويف

2017-02-19 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو - أربيل

مؤتمر جنيف4 بكل حيثياته الداخلية والإقليمية والدولية مازال يراوح ما بين الإنعقاد واللا إنعقاد، روسيا والاتحاد الأوروبي تدفعان إلى إنعقاد المؤتمر سبيلاً للوصول إلى حل سياسي للمعضلة السورية، إيران والنظام يدفعان إلى العرقلة لأن إنعقاد المؤتمر لا يصب في صالحهما، فهما يستقتلان على التشويش على الجهود السلمية، تلك الجهود الدولية والإقليمية ستفضي في النهاية إلى تغيير ما في هيكلة الحكم السوري، و هذا ما لا ترضاه طغمة الأسد وإيران.

المعارضة السورية بعد خروجها من حلب الشرقية فقدت أكبر ورقة ضغط باتجاه ليِّ ذراع الحكومة و حلفائها من الروس والإيرانيين. المعارضة بعد ذهابها الى آستانة1و2 رأت نفسها فاقدةً للنصير الحقيقي رغم وجود الحليف التركي وما يسمى دول النواة الصلبة التي تدعم الشعب السوري ضد النظام وايران صاحبة المشروع الطائفي في سوريا.

المبعوث الأممي دي مستورا وما يحمله من أجندات توفيقية ترضي جميع الأطراف المتنازعة، هو الآخر يضغط بإتجاه الحل السياسي القائم على بنود مجتزأة من مرجعيات جنيف1 والقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة السورية. فالمبعوث الشخصي دي ميستورا يطرح أمام المعارضة مشروع كتابة الدستور السوري الجديد و من ثم الإنتقال إلى الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية، وهذا يطيح مشروع الثورة والمعارضة السورية الذي يقوم على إطاحة الاسد و من ثم الإنتقال إلى الحكم و مسائل الدستور والإنتخابات.

أغلب المعارضين غير متفائلين بمخرجات مؤتمر جنيف4 وكذلك المسؤولون الأمميون الذين يرون في عدم إلتزام الحكومة السورية وحلفائها من المجموعات الشيعية بالإتفاق الصفقة لوقف النار والهدنة إخلالاً بالمقدمات الصحيحة التي تفضي إلى مؤتمر سياسي قابل بالسير بالمفاوضين إلى نهاياتٍ سارة.

الأتراك من جانبهم يسرعون الخطى إلى الحل السياسي الذي فيه مصلحتهم الكبرى، لأن الأوضاع الداخلية التركية لا تبشر بمستقبل سعيد للسلطان أردوغان الذي سببت له صدمة تموز المنصرم العسكرية دربكة كبرى في المشهد الداخلي، بل أن تمدد الوحدات الكوردية في الشمال السوري بدعم عسكري أمريكي يستنزف كل مفاعيله الداخلية والإقليمية، فقد تخلى السلطان عن المعارضة في حلب الشرقية بعدما شعر أن كياناً كوردياً في طريقه إلى التشكل على يد الوحدات الكوردية التي تحارب داعش بمساندة أمريكا بلا هوادة، وترك جبهة حلب الغربية مكشوفة لقوات النظام وحلفائه بعدما سحب كل مجموعاته التركمانية من غرب و شرق حلب فاستطاع النظام الزحف إلى إلمعقلين المكشوفين والإطباق على المعارضة خلال شهر، فاستسلمت المعارضة المسلحة في حلب الشرقية قابلةً بالإنسحاب مع المدنيين إلى إدلب المجاورة.

أمريكا ترامب من جانبها مازالت صارمةً في حربها على داعش و لكنها لم تحسم أمرها بصدد التعامل المباشر مع نظام الأسد الذي كثرت مثالبه في الآونة الاخيرة من حيث ارتكاب المجازر بحق السجناء والمعتقلين وكذلك عدم إلتزامه التام باتفاق الهدنة.

وحسب غرف الإستراتيجيات البراغماتية التي تتلون كل فينة وأخرى فإن ترامب سيعد العدة لإتخاذ إجراءات صارمة بحق الوضع المشتبك في سوريا برمته، فداعش والنظام والمجموعات الإرهابية ستكون حسب تلك الغرف الـمنية في مرمى ضربات الكلادياتور الامريكي ترامب، الذي أرسل أخيراً رسائل إستباقية إلى كل من إيران وروسيا ودول الجوار السوري، حيث لا تستقيم الإستراتيجية الإمريكية و تلك الإنتهاكات التي تقوم بها تلك الدول ضمن الحيد و الحيّز الجيوبوليتيكي الإمريكي الذي لا يقبل القسمة على إثنين.

قصة حلب الشرقية إنتهت عسكرياً و لكنها مازالت تجرر أذيالها سياسياً في أروقة المؤتمرات الدولية وتلك المؤتمرات التسويفية التي لا تستطيع إيجاد نهاية مناسبة لتلك الملحمة التي مازالت تنتظر المفاجآت، فحلب الشرقية بكل حيثياتها و تداعياتها و تبعاتها الإنتربولوجية والسياسية إلى أين؟!