الصدر يطرح مشروعًا لمرحلة ما بعد تحرير الموصل
إيلاف من لندن: أعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر اليوم مشروعا من 29 فقرة لمرحلة ما بعد تحرير مدينة الموصل الشمالية من سيطرة تنظيم داعش دعا فيه إلى تشكيل خلية دولية تعمل لازالة الانتهاكات الطائفية والعرقية وإشراف أممي على العملية السياسية في المناطق المحررة وفتح حوار شامل للمصالحة الوطنية وجمع السلاح المتناثر وتسليمه إلى الدولة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن أمس بدء العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من قبضة داعش الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014 وهي آخر معقل للتنظيم المتطرف في العراق ومنها أعلن زعيمه أبو بكر البغدادي دولة "الخلافة" في العام نفسه.
خلية أممية لإزالة الانتهاكات الطائفية والعرقية
وفي كلمة متلفزة له الاثنين تابعتها "إيلاف" دعا الصدر إلى فتح صندوق دولي لدعم حملة الإعمار في جميع المناطق المتضررة في داخل العراق وان لايقتصر الإعمار على المناطق المحررة فقط وانما يكون ذلك بإشراف حكومي من خلال المؤسسات المختصة.. وضرورة إيصال المساعدات المهمة بصورة عاجلة وفورية لإغاثة المتضررين في المناطق المنكوبة بواسطة الجيش العراقي.. وتشكيل خلية دولية تعنى بحقوق الإنسان والأقليات تكون مهمتها الإشراف على إزالة الانتهاكات والتعديات الطائفية والعرقية بالتنسيق مع الجهات الحكومية والبرلمانية المختصة.
إخراج القوات الاجنبية
ودعا الحكومة العراقية إلى المطالبة "بخروج جميع القوات المحتلة بل والصديقة إن جاز التعبير من الأراضي العراقية للحفاظ على هيبة الدولة وسيادتها".. والعمل على فتح حوارات تتولاها الجهات الشعبية من الوجهاء وشيوخ العشائر والنخب الاجتماعية لإزالة التوترات الفئوية والطائفية وغيرها.
وأشار الصدر في مشروعه إلى أهمية إدامة الحوار السياسي الجاد والفاعل من أجل الحفاظ على وحدة العراق وأمنه وسيادته لا على الصعيد السياسي فحسب بل الأعم من ذلك.. وضرورة العمل على تأمين الحدود العراقية كافة بواسطة الجيش العراقي وقوات حرس الحدود حصراً.
وأكد على أهمية فتح دورات تربوية وتثقيفية في المناطق المحررة لإزالة القلق والخوف وإبعاد الأفكار التشددية وخطر الطائفية ووضع برنامج متكامل تعليميا وثقافيا واجتماعيا لإزالة الفكر التشددي والقضاء عليه.
كما أكد الصدر على ضرورة تشكيل لجنة إغاثة عراقية وبالتعاون مع الجهات الإنسانية مثل الهلال الأحمر وغيره للوصول إلى أماكن المعاناة الحقيقية.. وتمكين الجيش العراقي والقوات الأمنية حصراً من مهمة مسك الأرض في المناطق المحررة والمناطق المتنازع عليها.
إشراف أممي على العملية السياسية في المناطق المحررة
وأوضح الصدر أن الوضع السياسي في المناطق المحررة بحاجة إلى وقفة جادة لإنهاء كل الصراعات وإبعاد المتعاونين مع الإرهاب من خلال ما يلي:
ـ تشكيل لجان أهلية عشائرية تعنى بالخدمة الشعبية.
ـ السعي لإجراء انتخابات أولية محلية.
ـ إشراف أممي على العملية السياسية في تلك المناطق.
حوار جاد مع الاطراف الكردية
وطالب بفتح حوار جاد وفاعل مع الأطراف في كردستان من أجل الوصول إلى حلول تنفع واقع العراق وشعبه منوها إلى امكانية ان يكون ذلك برعاية أممية. وشدد على ضرورة السعي الحثيث على المستوى الدولي من أجل إنهاء أزمة التدخلات التركية عبر الطرق الدبلوماسية والسياقات الدستورية القانونية للدولة وفي حال فشل ذلك يتحول العمل في هذا الملف إلى سياق آخر.
وأكد على "أهمية العمل على وضع استراتيجية متكاملة لإيجاد فرص عمل لجميع المجاهدين الأبطال الذين كانت لهم بصمة واضحة في عمليات التحرير".. والسعي الحثيث والجاد من أجل دمج العناصر المنضبطة في الحشد الشعبي مع القوات الأمنية بما يحفظ للقوات الأمنية استقلالها وقوتها وسيادتها من خلال إقرار نظام خاص بها.
حوار شامل لتحقيق المصالحة
ودعا الصدر إلى فتح حوار شامل للمصالحة الوطنية وفقا للشروط التالية:
ـ أن لايكون الحوار محددا بالطبقة السياسية بل يكون حوارا للمصالحة الشعبية والوطنية يشمل جميع الأديان والمذاهب والأقليات والتوجهات برعاية علمائية.
ـ أن لايشمل البعث والإرهاب.
ـ أن لا يكون قائما على أسس سياسية انتخابية بل اسس تضمن السلم الأهلي والاجتماعي.
جمع السلاح
وطالب بجمع السلاح المتناثر في العراق وتسليمه إلى الدولة من خلال آليات واضحة وصارمة مع الحفاظ على هيبة الجهاد والمقاومة.. و ضرورة العمل على تصفية السلك الأمني كافة من العناصر غير المنضبطة ووضع قوانين صارمة تعيد للجيش والمؤسسات الأمنية الأخرى هيبتها واستقلالها.
وشدد على أهمية تولى القضاء العراقي النزيه محاسبة المتعاونين مع داعش بما يضمن الابتعاد عن العقوبات الجغرافية ومساوئ المخبر السري.. ودعا الحكومة ووزارة العدل خصوصا إلى تدقيق النظر في ملف المعتقلين الأبرياء ومحاسبة الإرهابيين والمفسدين والمعتدين مع ضرورة عدم التمييز بين طائفة وأخرى. وطالب بغلق جميع مقرات الفصائل المسلحة أو تحويلها إلى مؤسسات ثقافية أو مدنية أو اجتماعية أو إنسانية.
استثمارات
وطالب بفتح الأبواب أمام الشركات الأجنبية والاستثمارية من أجل إعادة البنى التحتية وفقا لقانون الاستثمار الوطني. وأشار إلى ضرورة عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة من جميع النواحي ومنوها إلى أن تدخل تلك الدول مرفوض أيضا.
ودعا لارسال وفود عشائرية من وسط وجنوب العراق إلى المناطق المحررة وبالعكس للعمل على رفع الاحتقان الطائفي... وضرورة العمل على إقرار استراتيجية واضحة للإعلام الوطني بجميع مستوياته بما يضمن بث الروح الوطنية بين جميع أبناء الشعب العراقي.
اتمام التحقيق بسقوط الموصل
وشدد الصدر على ضرورة إتمام التحقيق في قضية سقوط الموصل ومجزرة سبايكر وإعلان النتائج إلى الرأي العام بل وغيرها من القضايا.
وطالب بإيجاد آلية حكومية لتوثيق جرائم الإرهاب والعمل الدؤوب على انسيابية عودة النازحين إلى مناطقهم المحررة ورفع جميع العقبات التي تحول دون ذلك.. اضافة إلى تأسيس مجلس أعلى لشؤون الأقليات في العراق.
معروف أن الصدر قد دأب على تنظيم احتجاجات وتظاهرات تطالب بالاصلاح ومكافحة الفساد والحد من هيمنة المليشيات وتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين. وكانت اخر الاحتجاج التي نظمها اتباعه قبل اسبوعين قد اصطدمت مع قوات الامن بساحة التحرير وسط بغداد ما ادى إلى مقتل اربعة اشخاص منهم واصابة 200 آخرين بجروح.