معارك الحشد الشعبي غرب الموصل
تعتبر مناطق غرب الموصل ذات غالبية صحراوية خاليه من المعالم وهي بذالك تحتاج الى أجهزة ملاحه للتنقل فيها او استخدام ادلاء من ذوي الخبره في تتبع الاثر، ويعد تكليفُ الحشد الشعبي بالسيطرة على هذه المناطق التي بحاجة الى تجهيزات ومعدات خاصه للتغلب على صعوبات وتحديات الصحراء يمثل طفرة نوعية في العمليات النوعية التي يخوضها الحشد الشعبي ضد داعش الإرهابي في اكثر المناطق المفتوحة.
وما حصل في جنوب غرب تلعفر في عين الحصان الشمالي والجنوبي يمثل نموذجاً من المعارك الكبيره التي حشد لها داعش بأفضل إمكانياته ووضع احتياط ضخم لإسناد العملية التي كانت تستهدف فتح ثغره في جدار الدفاعات السيارة التي أنشأها الجهد الهندسي للحشد الشعبي لغرض فتح الطريق بين الرقه السورية والموصل ، وفشل الهجوم الذي استمر لست ساعات والذي استخدم داعش فيه سلاح الدبابات وقوه من عناصر النخبه تجاوزت مأتي مقاتل الأمر الذي يؤكد الإدارة الناجحة للمعركة الدفاعية التي خاضها الحشد الشعبي لتدمير قوة داعش واستعادة التوازن التعبوي على مساحة الهجوم بكاملها وتكبيد داعش خسائر فادحه جدا مع الاستمرار بالضغط على قوة الاحتياط وهزيمتها .
وكان للواء علي الأكبر الدور الاستثنائي وخاصة فوج عاشوراء في ادارة الدفاع ببسالة وحنكه كبيره .هذه المعركه اعطت منهجا واضحا ومعياراً مهماً للحشد لاستمراره بالسيطرة على الصحراء وحرمان داعش من الاستفادة من المميزات التي تقدمها له وتعطي لقواتنا تفوقاً حاسماً في استمرار نهج العزل لمدينة الموصل وعدم السماح لداعش الارهابي بالتواصل مع سوريا بالاضافة الى اضعاف الاهداف في الموصل وتلعفر وحرمان قياداته من التواصل او نقل الاوامر والطلبات التي تؤمن استمرار داعش بالقتال .
ان هذا النجاح كان نتيجتاً طبيعيتاً للعمل الدؤوب للجهد الهندسي الكبير للحشد الشعبي بانشاء الاف الكيلو مترات من السواتر الترابية الحاكمة على الطرق وانشاء المقرات التعبويه وسط الصحراء مع النقاط الحصينه وكان الوقت القصير الذي انجزت فيه هذه المهمات مذهلا وفعالا وهو احد العوامل الحاسمه التي تحقق فيها هذا النصر الكبير اضافتاً لارادة القتال العالية.
اللواء الركن المتقاعد
عبد الكريم خلف