اخبار العراق الان

عاجل

واشنطن وموسكو.. "صراع" سياسي ضحيته الطائرات المقاتلة في العراق وسوريا

واشنطن وموسكو..
واشنطن وموسكو.. "صراع" سياسي ضحيته الطائرات المقاتلة في العراق وسوريا

2017-02-24 00:00:00 - المصدر: زوراء


العراق/بغداد

عبر مسؤولون عسكريون أمريكيون عن رغبتهم بتنشيط المحادثات مع روسيا حول العمليات الجوية في العراق وسوريا، وذلك بهدف حماية الطيارين من الاصطدام، إلا أن مخاوف وزارة الدفاع الامريكية من أن يبدو الامر وكأن واشنطن وموسكو قد بدأتا في التعاون في ساحة المعركة أدى إلى عرقلة المحادثات.

يذكر ان تلك المحادثات، والمعروفة باسم "deconfliction"، أو منع التصادم، بدأت في عام 2015 بعد نشر قوات الجيش الروسي في قاعدة حميميم الجوية، وهي منشأة عسكرية على طول الساحل السوري على البحر المتوسط استخدمت لإطلاق الضربات الجوية ضد قوات المعارضة في سوريا لدعم نظام بشار الأسد.

ان وصول روسيا الى سوريا ادى الى تعقيد العمليات التى تقودها الولايات المتحدة ضد المجاميع الارهابية التي يقودها تنظيم داعش في سوريا، والتي بدأت في العام السابق.

وقد تم توقيع اتفاق بين واشنطن وموسكو في خريف 2015 دعا لاستخدام ترددات اتصال محددة وإنشاء خط هاتف ساخن بين عقيد في القوات الامريكية في قطر ونظيره الروسي في سوريا لغرض "فك التصادم" بانتظام ولكن بدون تقاسم المعلومات.

وحول ذلك ذكر الجنرال جيفري هاريجيان، القائد الأعلى لقوات سلاح الجو في الشرق الأوسط  انه عندما تكون هناك نقاط خلاف بين الجيشين، على الرغم من الترتيب الذي تم الاتفاق عليه، إلا انه ليس هناك العديد من الخيارات للضباط الامريكيين.

وقال "لقد كانت وجهة نظرنا أن هناك حاجة إلى طبقة أخرى تسمح لنا بإجراء مناقشة رفيعة المستوى وعلينا أن نعمل من حيث تلك "الطبقة".

وقال هاريجان أن الطائرات الأمريكية "في بعض الأحيان تخرج عن المسار أمام الطائرات الروسية، وكان هذا يحدث بالفعل وبشكل خاص منذ بضعة أشهر عندما أطلق البلدان الغارات الجوية بانتظام بالقرب من مدينة تدمر السورية، لكن مثل هذه القرارات يمكن أن تعيق العملية الشاملة".

وأضاف هاريجان "لقد كان لدينا بعض الرغبات التشغيلية المتضاربة التي في نهاية المطاف عرقلت طريقنا في العمل بالمشروع ولم نعد قادرين على رفع هذا النقاش"، متسائلا "هل فقدنا الأهداف؟"، فيما علق "لست على يقين من ذلك، لكني أود أن أقول أننا ذهبنا وراء ذلك، برغبة شديدة، لكن بطريقة مختلفة".

وقد دعا مسؤولون عسكريون امريكيون أيضا الى رفع مستوى التكنولوجيا المستخدمة للتواصل مع الروس، وقال العقيد في سلاح الجو جون توماس المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، ان ذلك من شأنه أن يعزز سلامة عمليات الطيران، "وهذا بالتأكيد سبب كبير للنظر في جعل الاتصال أكثر قوة".

ويذكر ان مسؤولين عسكريين أميركيين كبار ناقشوا مع إدارة أوباما في العام الماضي إنشاء قناة جديدة أعلى مستوى للتواصل مع روسيا حول سوريا، لكن وزير الدفاع آشتون كارتر اختار عدم إجراء تغيير قبل أن يغادر منصبه، وذلك وفقا لأشخاص، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتاتهم من أجل التحدث بصراحة، كانوا على بينة من المناقشات في ذلك الوقت.

 من جانبها علقت إليسا سلوتكين، وهي مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الامريكية انه وحتى قيام إدارة ترامب باتخاذ القرارات السياسية حول الكيفية التي تريد بها أن تتفاعل مع روسيا فيما يتعلق سوريا، فلن يكون من الحكمة زيادة التفاعل بين الولايات المتحدة وروسيا  أكثر من اللازم للحفاظ على امن الطيارين، وذكرت ان وزير الدفاع جيم ماتيس قد يقوم بمعالجة هذه المسألة في خطة من المقرر ان يسلمها في نهاية الشهر الى ترامب حول كيفية تسريع الحرب ضد داعش.

وتتزايد المخاوف من احتمالات حدوث اصطدامات في الهواء مع تزايد تقارب الطائرات الامريكية والروسية والسورية والطائرات التركية بذات المناطق السورية، مثل مدينة الباب.

وقد افاد الطيارون الذين قاموا مؤخرا بطلعات قتالية على العراق وسوريا أن الطرق الحالية لـ"منع التصادم" لا تعمل دائما بشكل جيد وان الطيارين الروس في بعض الأحيان لا يستجيبون للاتصالات اللاسلكية.

وقال الجنرال تشارلز كوركوران، قائد جناح الحملة الجوية التي تتولى مهام قتالية ضد تنظيم داعش انه  في أكتوبر، أثير قلق مسؤولين عسكريين امريكيين وخاصة بعد حادث طائرة روسية مرت ضمن نصف ميل من رادار تابع الى قوات الائتلاف، يعرف باسم (اواكس)، وكانت الطائرة قريبة منه للغاية الى درجة قيامه بإطلاق مؤشرات الإنذار.

وقال كوركوران ان العمليات تحسنت منذ ذلك الحين، لكن لا تزال هناك الحاجة الى حوار إضافي، لافتا إلى أن الطائرات الروسية لا تواجه الطائرات الأمريكية فوق الأجواء السورية فحسب، بل أثناء المرور فوق مدينة الموصل العراقية والمناطق المحيطة بها.

وأضاف "أعتقد أنه سيكون من المفيد، وليس أمرا سيئا ان تكون لدينا علاقات (عسكرية –عسكرية)"، مشيرا الى انه "ليس من الواضح أين يقف ماتيس بشأن هذه المسألة".

من جانبه قال ماتيس خلال زيارة لمنظمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل أن الظروف ليست مناسبة في الوقت الحاضر للولايات المتحدة والجيوش الروسية للعمل معا، وان موسكو يجب أن "تثبت نفسها" أولا.

مضيفا "نحن لسنا في وضع يسمح الآن للتعاون على المستوى العسكري، ولكن قادتنا السياسيين سوف يعملون على الانخراط ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة أو وسيلة إلى الأمام، وكذلك روسيا، التي تعيش على التزامها، يمكنها العودة إلى شراكة من نوع ما هنا مع الناتو".

وقال أفراد مطلعون على المناقشات السابقة ان الجنرال في سلاح البحرية جوزيف دانفورد مفتوحا لرفع سقف المحادثات حول "منع التصادم" إلى مستويات عسكرية أعلى، وقد التقى دانفورد في 16 فبراير مع نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، في باكو، أذربيجان، بمناسبة أول اجتماع بينهما وجها لوجه منذ التدخل الروسي في أوكرانيا في عام 2014.

وقال متحدث باسم دانفورد، الكابتن البحري جريج هيكس أن الجيش الأمريكي لا يزال مستمرا في مشروع ضمان سلامة الطيران فوق سوريا وتلبية الاهتمامات من خلال قنوات الاتصال القائمة، لكنه امتنع عن وصف المحادثات بين دانفورد والجنرال الروسي.

ترجمة: زوراء

المصدر: The Washington Post