اخبار العراق الان

إقرار إسرائيليّ: التعادل الإستراتيجيّ مع حزب الله يمنع المُستوى السياسيّ من مغامرةٍ عسكريّةٍ ضدّه وإيزنكوت يُشدّد على أنّ غزّة وحماس أولاً

إقرار إسرائيليّ: التعادل الإستراتيجيّ مع حزب الله يمنع المُستوى السياسيّ من مغامرةٍ عسكريّةٍ ضدّه وإيزنكوت يُشدّد على أنّ غزّة وحماس أولاً
إقرار إسرائيليّ: التعادل الإستراتيجيّ مع حزب الله يمنع المُستوى السياسيّ من مغامرةٍ عسكريّةٍ ضدّه وإيزنكوت يُشدّد على أنّ غزّة وحماس أولاً

2017-02-24 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


 

الناصرة-” رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع أجرى الجيش الإسرائيليّ تدريبًا واسع النطاق في مرتفعات الجولان العربيّة-السوريّة المُحتلّة لمحاكاة نشوبٍ حرب لبنان الثالثة ضدّ حزب الله. خلافًا للمرّات السابقة، فقد قام الإعلام العبريّ بالإشارة إلى التدريب، الذي تابعه وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، ورئيس الدولة العبريّة، رؤوفين ريفلين، بصورةٍ متواضعةٍ للغاية، واكتفى بنقل تصريح ليبرمان والذي جاء فيه أنّه يقترح على حزب الله أنْ يعرف ما هي قوّة إسرائيل العسكريّة. وفي تزامنٍ لافتٍ، يبعد يومٍ من التدريب، قال رئيس هيئة الأركان العامّة للجيش الإسرائيليّ الجنرال غادي أيزنكوت إنّ حزب الله يُعاني أزمةً اقتصاديّةً ومعنويّةً من جرّاء المشاركة في الحرب الأهلية الدائرة في سوريّة بالرغم من الخبرات القتاليّة التي اكتسبها هناك.

وتابع أيزنكوت، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، خلال إيجازٍ عسكريٍّ قدّمه إلى لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أنّ التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله لا تدل على أنّه على وشك المبادرة إلى عملية قتاليّة ضدّ إسرائيل، مُشدّدًا على أنّ هذه التصريحات جاءت لتحافظ على الوضع القائم أكثر ممّا هي للقيام بعمليةٍ قتاليةٍ معينةٍ، وتهدف إلى معادلة ترهيب بين الطرفين من أجل بقاء الوضع القائم.

وأشار أيزنكوت إلى أنّ قطاع غزة وليس لبنان هو الجبهة الأمنية الموجودة في رأس سلم أولويات الجيش الإسرائيليّ، وقال إنّ اختيار يحيى السنوار لقيادة حركة حماس يهدف إلى طمس الفصل بين المستويين السياسيّ والعسكريّ في الحركة، لكنّه  أكّد أنه لم يُلاحظ بعد استعدادًا لأيّ تحركٍ ضدّ إسرائيل.

وكشف أيزنكوت النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيليّ يُواصل مجهوده العسكريّ ضدّ الأنفاق الهجومية التي حفرتها حماس باتجاه الأراضي الإسرائيليّة، وأنّه استثمر نحو 2,4 مليار شيكل في ذلك (دولار أمريكيّ يُعادل 3.70 شيكل).

من ناحيته، نقل مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، عن مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب قولها إنّه في مواجهة تهديد صواريخ غزة المحدود من حيث الحجم والمدى، قامت إسرائيل بتطوير ردٍّ قاسٍ بلغ الذروة في عملية “الجرف الصامد” من خلال عملية اعتراض قامت بها منظومة القبة الحديدية بلغت نسبة نجاحها 90 بالمائة. لكن، أشارت المصادر عينها، إلى أنّ التحدّي اللبنانيّ أكبر بما لا يُقاس.

هارئيل، المُقرّب جدًا من المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة، أوضح أنّ حربًا ضدّ حزب الله ستكون كلفتها خسائر كثيرة، وستُلحق تلك الحرب بالبنى التحتية في شمال البلد ووسطه ضررًا حقيقيًا، حتى لو كانت الأضرار التي سيتكبدها حزب الله والدولة اللبنانية أكبر بكثير.

وفي مثل هذه الظروف، ستتعرّض الحكومة والجيش إلى ضغطٍ شعبيٍّ من أجل استخدام قوة غير متناسبة ضدّ حزب الله. وهذه برأيه، خطوة واردة جدًا، لكن سيكون لها ثمن أيضًا، وستترافق مع انتقادات دوليّة، مثل تقرير غودلستون بعد عملية “الرصاص المسكوب” 2008، ومن غير المُستبعد بالمرّة حدوث توترات مع روسيا التي يشكل حزب الله حتى الآن جزءً من التحالف الذي تقوده دعمًا لنظام الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد.

وساق قائلاً إنّ حزب الله وجد، وبمقدار أقل حماس، حلًّا غير مباشر لمواجهة التفوق الإسرائيليّ في النيران الدقيقة وفي التكنولوجيا وفي الاستخبارات، وذلك من خلال توسيع القدرة على ضرب الجبهة الداخليّة. وبالمُقابل، أوضح المُحلل، طرحت إسرائيل حلولاً نظرية تمثلت في “عقيدة الضاحية” التي طورّها رئيس الأركان الحالي غادي أيزنكوت عندما كان قائدًا للجبهة الشمالية في 2008، والتي تتحدث عن تدمير هائل للبنى التحتية التابعة لحزب الله، وصولاً إلى توصيات بتوجيه ضرباتٍ قاسيةٍ للبنى التحتية للدولة اللبنانيّة.

كما أكّد على أنّ الجيوش الغربيّة ما زالت تتخبط في معالجة قضية صدّ الصواريخ، وذلك منذ الفشل الأمريكيّ والبريطانيّ في “اصطياد” منصات إطلاق صواريخ الـ”سكود” العراقيّة التي أطلقت على تل أبيب خلال حرب الخليج سنة 1991، ومنذ ذلك الوقت لم يحدث اختراق نحو الحلّ، على حدّ قوله.

وأقرّ المُحلل الإسرائيليّ في سياق تحليله بأنّ الجانب الإيجابيّ لهذا الواقع يكمن بشكلٍ خاصٍّ في حقيقة أنّ التعادل الاستراتيجيّ، الذي يجعل كلاً من الطرفين يعرف الأضرار المحتملة التي يستطيع التسبب بها للطرف الثاني، يساعد في إبعاد الحرب المقبلة. كما أنّ المعرفة الإسرائيليّة، تابع هارئيل، بانعكاسات التورط تكبح توجهًا مغامرًا محتملاً من جانب المستوى السياسيّ، وتجعل من الحرب ضدّ حزب الله خيارًا أخيرًا فقط، على حدّ تعبيره.

على صلة بما سلف، نشر الجنرال غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القوميّ السابق، أمس الخميس مقالاً في صحيفة (يديعوت أحرونوت) أكّد فيه على أنّ السيّد نصر الله لم يتكلّم في خطابيه الأخيرين من منطلق خوفه من إسرائيل، وبذلك أعلن آيلاند معارضته الشديدة لطرح أيزنكوط. وكان لافتًا في مقاله إلى أنّه تطرّق للحرب القادمة مع حزب الله حيث قال إنّ الهدف الرئيسيّ لإسرائيل هو عدم إطالة مدّة الحرب، لأنّ ذلك سيعود على الدولة العبريّة بنتائج أسوأ من نتائج حرب لبنان الثانيّة. علاوة على ذلك، شدّدّ على أنّه لا يُمكن الانتصار على حزب الله بدون أنْ يدفع العمق الإسرائيليّ أثمانًا باهظةً نتيجة إطلاق الصواريخ التي يمتلكها الحزب.