في زيارة للعراق هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع منذ العام 2003 .. الجبير يعرب لرئيس الوزراء العراقي عن استعداد الرياض لدعم جهود اعادة الاستقرار الى المناطق المحررة من الار
2017-02-25 00:00:00 - المصدر: راي اليوم
بغداد ـ (أ ف ب) – وصل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السبت الى بغداد في زيارة غير معلنة هي الاولى لوزير خارجية الى هذا البلد بعد العام 2003 لاجراء محادثات مع قادة البلاد، وتسمية السفير العراقي الجديد، حسبما اعلن مسؤولون عراقيون.
والتقى الجبير لدى وصوله نظيره ابراهيم الجعفري في وزارة الخارجية، قبل التقاء رؤساء الوزراء حيدر العبادي والجمهورية فؤاد معصوم ومجلس النواب سليم الجبوري، بحسب المسؤولين.
واستقبل العبادي في مكتبه الجبير والوفد المرافق بحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء.
واكد البيان “اهمية بذل المزيد من الجهود من اجل التعاون في محاربة الارهاب وافكاره التي تؤثر على عموم المنطقة والعالم”.
وقد رحب الجعفري بالجبير خصوصا وأنه أول وزير خارجية للسعودية يزور العراق بعد عام 2003، بحسب بيان نقلته وزارة الخارجية.
وقال الجعفري ان “العراق حريص على إقامة أفضل العلاقات مع المملكة وتفعيل المصالح المشتركة ومواجهة المخاطر المشتركة”.
واضاف “علينا أن نستحث الخطى ونستمر بالحوارات وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين لبناء علاقات قوية تكون مرتكزا استراتيجيا لمعالجة التحديات التي تواجه المنطقة”.
وشدد الجعفري على ان “سياسة العراق تقوم على الانفتاح مع بلدان العالم ولا يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية ولا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول كما أنه لا يدخل في سياسة المحاور”.
وقد عينت المملكة ثامر السبهان كاول سفير لها في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين بعد قطع العلاقات بشكل كامل اثر غزو الكويت العام 1990.
لكن بغداد طلبت ابداله اثر تصريحاته ضد “الحشد الشعبي” وما ذكره عن تهديدات باغتياله في بغداد.
ولعب الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية تدعمها ايران دورا كبيرا في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية واستعادة الاراضي التي خرجت عن سلطة الدولة بعد الهجوم الكاسح للجهاديين منتصف عام 2014.
وقد وجه الجعفري انتقادات علنية متكررة بتصريحات السعودية واصدر عدة بيانات قوية اللهجة ضد الجبير.
وكان خاطبه بشكل مباشر خلال مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب العام الماضي قائلا ان العراق “منزعج من التدخل غير المقبول” في شؤونه.
من جهته، قال احسان الشمري رئيس “مركز التفكير السياسي” لوكالة فرانس برس ان “الزيارة تهدف الى اعادة العلاقات بشكل اكثر ثبات من السابق”.
-ايران السعودية-
يذكر ان السعودية لا تحظى بتاييد في صفوف الغالبية الشيعية في العراق وعادة ما يتهمونها بدعم مباشر لتنظيم الدولة الاسلامية.
وتساهم السعودية في دعم المعارك ضد التنظيم المتطرف لكن العراق والشركاء في التحالف الدولي يطالبونها بالمزيد في محاربة الافكار من اجل هزيمة الجهاديين.
كما اتضح في الهجمات الاخيرة ان تنظيم الدولة الاسلامية يحتفظ بقدراته على نشر الفوضى وتقويض سلطة الحكومة العراقية حتى بعد خسارته معاقله في مختلف المناطق.
والعديد من هذه الهجمات وقع في صحراء الانبار الشاسعة التي تتشاطر حدودها مع سوريا والاردن والسعودية.
وبحسب بيان رئيس الوزراء ان “الجبير هنأ بالانتصارات المتحققة في العراق على العصابات الارهابية ودعم السعودية للعراق في محاربة الارهاب” مبديا “استعداد السعودية لدعم اعادة الاستقرار في المناطق المحررة”.
ورغم ان العراق يعاني من كونه ساحة صراع بين جيرانه ايران والسعودية، الا ان المسؤولين اعتبروا ان الزيارة تشكل فرصة لبغداد.
وقال الشمري ان “المنطقة تمضي نحو التسوية والسعودية تعتبر العراق طرفا مهما لتكسبه الى جانبها”.
واضاف ان “العبادي لم يعرف عنه انخراطه بسياسة المحاور المعادية للسعودية”.