اخبار العراق الان

الموصل.. الفصل الأول من مشاكل العراق "الخطيرة" (معطيات وتوصيات)

الموصل.. الفصل الأول من مشاكل العراق
الموصل.. الفصل الأول من مشاكل العراق "الخطيرة" (معطيات وتوصيات)

2017-02-26 00:00:00 - المصدر: زوراء


العراق/بغداد

قبل أيام قليلة دخلت عملية استعادة الجزء الثاني من مدينة الموصل مرحلتها الحاسمة، الجيش العراقي، الشرطة الاتحادية، وحدات النخبة في مكافحة الإرهاب وقوات الاستجابة السريعة، تعمل جميعها على أرض الواقع، بإسناد من قبل القوات الخاصة الامريكية، إضافة الى الضربات الجوية التي تنفذها القوات الجوية الأمريكية والعراقية.

وقد استهل الهجوم العسكري من ناحية جنوب المدينة عن طريق الاستيلاء على القرى الصغيرة، واستعاد الجيش أول بلدة "أبو سيف" وثم معسكر الغزلاني،  وسرعان ما تبعه مطار المدينة الدولي.

لكن من المرجح أن يواجه هذا الهجوم تحديات أكبر في المستقبل، فلا يزال عشرات الآلاف من المدنيين في غرب الموصل، محاصرين في ظروف إنسانية حرجة، وبحسب ما ورد أن بعضهم يستخدم كدروع بشرية، إضافة إلى الشوارع الضيقة جدا التي تقيد حركة المركبات، كما أن   القتال من الممكن أن يتحول من بيت إلى بيت، في حين ان تنظيم داعش سوف يستخدم   المفجرين الانتحاريين والمتفجرات التي نشرها عبر طائرات بدون طيار، وشبكة من الأنفاق.

وبحسب صحيفة The conversation فانه وعلى الرغم من احتمال أن المعركة طويلة  وصعبة، إلا أن الشعور بالتفاؤل منتشر الى حد كبير بين القوات العراقية والعراقيين.

وبينت الصحيفة ان "أسباب التفاؤل والأمل في استرجاع المدينة، تكمن في ان استبعاد المخاوف   من أن تنتهي الجهود المبذولة لاستعادة شرق الموصل بكارثة، فخلافا لما حدث في مدن أخرى مثل الرمادي، فإن البنية التحتية للمدينة (الجانب الأيمن) لا تزال إلى حد كبير على حالها، فبعد  إعلان المنطقة خالية من التنظيم في أواخر كانون الثاني، بدأت الحياة الطبيعية بالعودة الى المدارس وفتح المتاجر والمطاعم".

ولفتت إلى أنه "كما أن حملات إنعاش المدينة بدأت من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية، وذلك من قبل الناشطين العراقيين الشباب لإزالة الحواجز الطائفية والدعوة الى الوحدة الوطنية، وحملات التبرع بالكتب لجامعة الموصل والمكتبة المركزية، تلك هي علامات مشجعة جدا، لكن وإن استعيدت الموصل بسرعة وبشكل كامل من دون أن يكون هناك دمار في هذه العملية، إلا انه أمام العراق تل (شديد الانحدار) للصعود"

 

التحدي الذي ينتظرنا

أن انقسام النخبة السياسية في العراق إلى حد خطير، يثير الشكوك حول كيفية أو ما إذا كان يمكن للبلد أن يتصدى لتحديات هائلة من عصر ما بعد داعش، يجب إعادة بناء البنية التحتية التي طمست إلى حد كبير خلال القتال ضد التنظيم، والتي بدونها لا يمكن عودة النازحين إلى أراضيهم، لكن التحديات السياسية والعسكرية والاجتماعية تساهم في تعقيد الوضع، ورغم أن الانتصار في معركة الموصل سيعتبر نقطة تحول رئيسية للقوات العراقية وشعبها، لكنه لن يحدث تأثير في مشاكل البلاد الأعمق".

أكبر التحديات على الصعيد الوطني، وليس فقط في المناطق المحررة، إرساء الأمن الحقيقي، ما يعني ليس مجرد التمسك بالارض، بل ايضا إعادة بناء الثقة بين بغداد والسلطات والمجتمعات المحلية، وكما تبدو الأمور، فإن ضعف كل من الأمن وتنفيذ القانون ترك فراغات خطيرة في جميع أنحاء البلاد التي تمتلئ بأشكال مختلفة من الميليشيات والنظم القانونية "القبلية".

ينبغي أن تكون الأولوية لإنشاء مؤسسة عسكرية وطنية مستقلة، تمثل جميع العراقيين وقادرة على فرض القانون.

أن العراق لا يزال مشغولا بمعالجة "الإرث" الذي خلفته أحداث عام 2003، من "إعادة اعمار" النظام الوطني، الذي ولد نظام انتخابي "مختل".

العقبة الرئيسية أمام تنظيف الفوضى هي الفساد متعدد المستويات، الذي تم تأسيسه من قبل النخبة السياسية في مرحلة ما بعد 2003.

فقد عمل قادة البلاد بنجاح على تثبيت أنفسهم، لكنهم فشلوا في التوصل إلى رؤية واضحة لما يحتاجه الشعب العراقي وكيفية إعطائه لهم، وفشلوا أيضا في الوقوف ضد التدخلات الإقليمية والدولية.

وقد كلف هذا الفساد وعدم الكفاءة ثمنا باهظا، تسبب في موت الكثير من العراقيين، وفقد غيرهم أحباءهم، وملايين أخرى تحمل أنواع مختلفة من المشقة والمعاناة لهذا اليوم.

قد يكون تحرير الموصل نقطة تحول، لكن لا بد من اغتنام الفرصة من قبل العراقيين أنفسهم، كالمثقفين والأكاديميين، والجماعات ذات النفوذ في المجتمع المدني، يجب أن تتحد تلك الفئات لفرض تغيير حقيقي في المؤسسات العراقية، سواء كانت سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو قضائية أو تعليمية.

وتعد حملات وسائل الإعلام الاجتماعية ومظاهر التضامن خلال الأوقات الصعبة هي بداية جيدة، فقد حان الوقت لاتخاذ تدابير ملموسة.

خلاصة الكلام، داعش ما هو إلا أحد أعراض الفشل السياسي والمدني لفترة طويلة، إذا لم يتم علاج الأمراض الأساسية، سيبقى العراق عالقا في دورة الفساد والظلم والانقسام والصراع.

ترجمة: زوراء

المصدر: صحيفة The conversation النسخة الاسترالية