اخبار العراق الان

بطالة الشباب والتنمية

بطالة الشباب والتنمية
بطالة الشباب والتنمية

2017-02-26 00:00:00 - المصدر: الاقتصاد نيوز


الاقتصاد نيوز بغداد. ياسر المتولي لا اختلاف من ان نسبة البطالة المرتفعة من نصيب الشباب عند المقارنة بين نسب مخرجات الجامعات والمعاهد العراقية ومعدل نسب الدرجات الوظيفية على مستوى الدولة العراقية. ان هذه النسبة تصاعدت خلال السنتين مع انخفاض عدد الوظائف الشاغرة في العام 2016 وانعدامها في موازنة العام 2017 ذلك لان الوظائف الشاغرة هي معيار لقياس البطالة. في المقابل فان السوق العراقية لا يحتمل استيعاب الاعداد المتصاعدة بسبب ضعف طاقات القطاع الخاص العراقي الاستيعابية ذلك لان مؤسسات وشركات القطاع الخاص العراقي محددة الانشطة وليس متاح لها التوسع خصوصا في القطاعات الانتاجية المهمة.السبب واضح هوانعدام السياسات العامة المتعلقة في السوق خصوصا السياسة التجارية الصحيحة وعدم تحديد استيراد السلع والبضائع الممكن انتاجها محليا ولا نعلم ماذا تنتظر الجهات المعنية مع تزايد حجم البطالة، اليس معدل النمو السكاني الذي اعلنته وزارة التخطيط مؤشراً لدق ناقوس الخطر؟. لقد استبشرنا خيرا بمبادرة البنك المركزي التنموية بتخصيصه مبلغ الـ6 ترليونات ونصف الترليون دينار لاقراض المشاريع الانتاجية والخدمية التي لوكتب لها النجاح لاستطاعت امتصاص النسبة العظمى من البطالة لكنها على ما يبدو قد تعثرت لاسباب عديدة منها مخاوف المصارف من مخاطر عدم استرداد القروض، هذه المعضلة سببها تكريس ثقافة الاعفاءات غير المخططة التي سادت قبل هذه الحقبة. وهناك محاولات لتنفيذ هذا البرنامج لكننا نعتقد انه سيواجه تحدي الانفتاح الاستيرادي للسلع والبضائع اذا لم تتحرك الجهات المعنية للتصدي لهذه الظاهرة اذ لابد من انتهاج سياسة استيراد سليمة تعتمد التوازن بين حاجة السوق مع ما متوفر من انتاج محلي يسد جزءا من متطلبات السوق.ثم ان معالجة البطالة تتطلب فسح المجال امام القطاع الخاص للعب دوره التنموي المطلوب وهذا غالبا ما نادى به اصحاب الخبرة والاختصاص وما زالت الدعوة قائمة لذلك. ومع ان هناك خطوات على الطريق الصحيح تضطلع بها الحكومة يشار لها بالبنان خصوصا السعي الجاد لاستصدار قانون للضمان الاجتماعي بموازاة قانون التقاعد سيسهم في تغيير ثقافة التعويل على الدولة في البحث عن فرص التشغيل. وهناك مشروع قانون ضمان القروض هو الاخر سيسهم في تحفيز الادخار والاقراض من خلال اعادة الثقة بالمصارف وسيفعل القطاعات الانتاجية ويحرك عوامل السوق باتجاه امتصاص بطالة الشباب العاطل. الكل شباب وخبراء الاقتصاد يراقبون اداء الجهات المعنية في دعم وتعزيز توجهات القطاع الخاص لاستيعاب البطالة القاتلة بين صفوف الشباب لدعم القطاع الخاص ليأخذ دوره المطلوب.ثمة مسألة اخرى يراها الخبراء مهمة لتفعيل الانتاج وامتصاص البطالة تتعلق بضرورة الاسراع بخصخصة الشركات والمعامل المعطلة فهي احد اركان تفعيل العملية الانتاجية لامتصاص الجزء الاعظم من البطالة المتفشية بين الشباب وتقود الى تحقيق التنمية المطلوبة. mm