انهيار الخرافة
د . حسن كامل
ربما تكون منازلة غرب الموصل آخر المنازلات العسكرية ضد داعش الأرهابي ، دون تجاهل الصفحة الأمنية التي ستعقب الصفحة العسكرية وما سيرافقها من أوضاع دقيقة وملفات متداخلة . ان المعطيات على الأرض تكشف عن حالة من الانهيار والتداعي في صفوف داعش ،كما تكشف نجاعة الخطط العسكرية العراقية التي نجحت في فرض معركة على داعش منعت التنظيم الإرهابي من استخدام تكتيكاته المعهودة واجترته على الدخول في معارك مواجهه مع القوات المحررة ،
وقد أثبتت وقائع الأيام الأولى لمعركة تحرير أيمن الموصل هشاشة البنية العسكرية لداعش ليس على صعيد الترسانة العسكرية وأنما على صعيد انهيار الروح المعنوية لعناصره وقبولهم بالتخلي عن مواقع لطالما وصفت بالحصينة وتفضيلهم خيار الانكفاء والفرار من الزحف على خيار مواجهة القوات وهم بهذا السلوك أثبتوا بهتان أولى منطلقاتهم الدعائية القائلة بأنهم يسعون الى نيل الشهادة لأن من يسعى هذا المسعى لا يفر من الزحف.
ولعل ما نفذه الدواعش من تدابير هي خليط من الوحشية ونزعة الانتقام المفرط والتي تستهدف الحاق المزيد من الأذى والويلات بالناس الأبرياء والمدنيين العزل لا لجريرة اقترفوها، وانما لإشباع رغبه مريضة في التعويض عن الهزائم التي لحقت بهم على أيدي القوات الأمنية و ألوية الحشد الشعبي . ويؤشر ما تقدم انهيارا فاضحا في منظومة القيم المزعومة لداعش ويعريها من أخر ورقة توت تحاول ان تستر بها عريها، ويقدم هذا التنظيم كجماعة اجرامية لا تتورع عن اقتراف أبشع الجرائم ارضاء لنوازع الشر المتأصلة في نفوس عناصره الذين وفدوا من أربع جهات الأرض بعد ان انتزعوا أنفسهم من اوحال قيعان المدن التي نبذتهم الى حضن الخرافة.
أن ما تقدم من سلوكيات مدعمه بالوقائع الدامغة يكشف حجم الكذبة التي سعى مسوقو داعش ان يمررها على بعض شرائح الشعب العراقي تحت مسمى الضد النوعي ،هذا المسمى الذي نشط في تسويقه بعض السياسيين المعادين للعملية السياسية الذين كانوا بحق الوجه البغيض لداعش والرائد الخائن لقومه، قومه الذين باتوا يعانون الأمرين من تهجير وقتل على ايدي الضد النوعي المزعوم .الخرافة تهاوت وستجر معها رموزها الى الجحيم.
2017-02-26