تل أبيب تكشف: فرضية العمل لدى الجيش هي أنّ كلّ سلاح ووسيلة قتاليّة بإيران وصل لحزب الله الذي تسلّم صاروخ “ذو الفقار”
2017-02-27 00:00:00 - المصدر: راي اليوم
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
خلافًا لحركة حماس، فإنّ حزب الله، يُخفي قوّته البحريّة ولا يُظهرها لوسائل الإعلام بتاتًا، هذا ما نقله المُحلل أمير بوحبوط، من موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ عن مصادر رفيعة في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة. وتابع قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ فرضية العمل للجيش الإسرائيليّ منذ أنْ وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها عام 2006 هي أنّ معظم الأسلحة ومنظومات القتال التي تملكها إيران تمّ نقلها لحزب الله في لبنان، مُوضحةً أنّ إيران تقوم وبشكلٍ علنيٍّ بتطوير أسلحة للقتال البحريّ، والتي حسب جميع المؤشرات تمّ نقلها إلى حزب الله في لبنان، وذلك ضمن سباق التسلّح الذي يُجريه الحزب استعدادًا للمعركة العسكريّة القادمة ضدّ إسرائيل، حسبما أكّدت المصادر للموقع العبريّ.
وأضاف قائلاً إنّ إحدى التخوفّات لدى الجيش الإسرائيليّ هو أنْ يكون حزب الله قد حصل على صاروخ “ذو الفقار” من إيران، وهو صاروخ بمدى 700 كيلومتر، يعدّ من عائلة صاروخ “فاتح 110″، لكنه أكثر تطورًا ودقّة، ويعمل بالوقود الصلب المركب، ويطلق من منصة متحركة، ويتمتع بقابلية الإفلات من الرادارات، كما يعتبر صاروخًا خفيفًا وتكتيكيًا، وله قابلية إصابة أهداف نقطوية.
وبحسب المصادر عينها، فقد عبّرت إسرائيل عن قلقها من بدء إيران خط إنتاج لصاروخ “ذو الفقار”، المحلي الصنع، الذي يعدّ من أكثر الصواريخ الإيرانيّة حداثةً ودقّةً في الترسانة الصاروخية الإيرانية، لافتةً إلى أنّ قلق إسرائيل مرتبط تحديدًا بالمعادلة القائمة لديها حول تسلح حزب الله، بأنّ أيّ وسيلة قتاليّة موجودة في إيران وسوريّة، وبالإمكان نقلها، فستصل في نهاية المطاف إلى الساحة اللبنانيّة، لتنضم إلى مثيلاتها في الترسانة العسكرية لحزب الله، لتزيد من التهديد العسكريّ الموجّه لإسرائيل.
إلى ذلك، كُشف النقاب في تل أبيب عن تقريرٍ جديدٍ أعدّته قيادة الجيش الإسرائيليّ، يُوضح الخطط المستقبليّة الجديدة لمواجهة سيناريوهات القتال في المستقبل على الجبهتين الشماليّة والجنوبيّة. ووفقًا للتقرير فإنّ الجيش يواصل استعداداته للجولة القتاليّة القادمة، ويرفع من مستوى هذه الاستعدادات، بما يتلاءم مع إدراكه لتطور القدرات العملياتية لحزب الله.
وإلى جانب الاستعدادات العسكريّة، قالت صحيفة (هآرتس) العبريّة، فإنّ الجيش الإسرائيليّ قد وضع خططًا عدّة تحسبًا من الجولة القتالية القادمة، تشتمل على إخلاء عشرات البلدات الحدوديّة في الشمال، إلى جانب خططٍ أخرى لإخلاء بلدات حدودية في الجنوب تحسبًا من اندلاع القتال على جبهتين.
وقال محلل الشؤون العسكريّة في الصحيفة عاموس هارئيل، إنّ الجيش الإسرائيليّ يُغيّر تدريجيًا، في السنوات الأخيرة، من توجهه لحزب الله، وذلك نتيجة إدراكه للتطورات التي حصلت في قدرات حزب الله، والتقدم في خططه العملياتية.
وبحسبه فإنّ الجيش اعتقد بداية أنّ تهديدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بـ”احتلال الجليل” في الحرب القادمة ليست عبثية، وأنّه يخطط لهجماتٍ خاطفةٍ قرب الحدود، على أمل أنْ يتمكّن من السيطرة على بلدةٍ أوْ قاعدةٍ عسكريّةٍ لفترةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ.
وبحسب تحليلات الجيش الإسرائيليّ فإنّ حزب الله غير المعني بالحرب بسبب انشغاله بالقتال في سورية والخشية من التسبب بأضرار للبنان في الجولة القتالية، فإنّه لن يكتفي بالدفاع في المرّة القادمة، وإلى جانب إطلاق الصواريخ المكثف باتجاه الجبهة الداخليّة، فمن الممكن أنْ يشن هجومًا مسبقًا أوْ هجومًا مضادًا على طول الحدود. ورغم أنّه لا يزال بعيدًا عن إمكانية “احتلال الجليل”، إلا أنّه يطمح إلى تعزيز قدراته في تنفيذ هجوم متزامن على عدة قواعد عسكرية وبلدات قرب الحدود.
ولتحقيق هذا الهدف، لا يستبعد الجيش أنْ يقوم حزب الله بتفعيل وحدات الكوماندوز، وإطلاق نيران كثيفة باتجاه البلدات الحدودية، إلى جانب إطلاق صواريخ الكاتيوشا والراجمات القصيرة المدى، وبضمنها صواريخ “بركان”، التي تسلح بها مؤخرا، وهي ذات رؤوس متفجرة ثقيلة تصل إلى نصف طن ويصل مداها إلى بضعة كيلومترات، وهي قادرة على إيقاع أضرار شديدة، بهدف تحقيق إنجاز نفسي قد يجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في إزالته. كما أن الهجمات المفاجئة قد تعيق تحرك قوات الجيش على طول الحدود، وقد تؤخر استكمال تجنيد وحدات الاحتياط وتقدمها باتجاه الجبهة.
ولم يستبعد هارئيل أنْ يكون حزب الله قد استفاد من تجربة حركة حماس من العام 2014 في تركيز الأخير على إطلاق قذائف الهاون الثقيلة على البلدات الحدوديّة لإيقاع خسائر بعد أنْ وجدت صعوبة في إيقاع خسائر بواسطة الهجمات الصاروخية على المركز.
ويشير إلى أنّ تحليل نوايا حزب الله قد ألزم الجيش الإسرائيليّ باستعداداتٍ جديدةٍ، ويجري تركيز الجهود الأساسيّة، منذ العام 2006، على تحسين القدرات الهجوميّة. وجرى تطوير نوعيّة وجودة الاستخبارات العسكرية بشأن الانتشار العسكريّ لحزب الله، وتطوير طرق عمل مشتركة مع سلاح الجو بما يتلاءم مع ذلك.
على صلة، أشار المُحلل إلى أنّ قائد المنطقة الشماليّة في الجيش الإسرائيليّ، أفيف كوخافي، يقود عملية تحصين وتنظيم الجهاز الدفاعيّ على طول الحدود الشماليّة، بهدف عرقلة تسلل عناصر حزب الله. وفي هذا الإطار تمّ حفر عقبات تعيق تقدم وحدات حزب الله بشكلٍ مفاجئٍ، وجرى تحصين بلدات، ومقرات قياديّة من نيران القناصة والصواريخ المضادة للدبابات، وتدريب قوات عسكريّة وفرق التأهب المدنيّ للدفاع عن البلدات.