"عنتر وعبلة" إفتتحا "ربيع الثقافة" في البحرين أوبرالياً
إستقبل المسرح الوطني في البحرين، حفل إفتتاح الدورة الثانية عشرة من مهرجان "ربيع الثقافة" الذي يتواصل على مدى شهرين كاملين. عيد أوبرالي ضخم أمنته مؤسسة "أوبرا لبنان" عبر أول إنتاج لها"عنتر وعبلة"، أول أوبرا عربية،يجسّد دوريها الرئيسيين الفنانان:"غسان صليبا"،و"لارا جوخدار" من ضمن فريق كامل على الخشبة وفي الكواليس بلغ عددهم 133 شخصاً، يشمل عشرات العازفين وفدوا من مدينة "مينسك" ( عاصمة بيلا روسيا).
فريق أوبرا "عنتر وعبلة" على مسرح البحرين الوطني
المسرح الذي تتسع صالته مع طبقتي بلكون 1 و2 لألف ومقعد واحد، إنسجاماً مع "ألف ليلة وليلة"، صمّمه مهندس فرنسي على صورة سفينة، تظهر معالمها، في ديكورات الجدران والسقف ، والمساحات الفاصلة بين المقاعد، وتبدو الخشبة أقرب ماتكون إلى واحة إستغلتها المخرجة التنفيذية "فرح شيا"، تساعدها "جويل حمصي"، بدت في الخلفية صحراء رحبة ، يتبعها تلة صغيرة نفّذت من ضمن المشهدية التي توحي بالطبيعة الصحراوية، مضافاً إلى ذلك فريق تقني يقوده فيليب طعمة، أمّن كل المطلوب لأوبرا تعرض لأول مرة خارج لبنان بعد عرضين في كازينو لبنان الصيف الماضي، وكان شرفاً لافتاً لـ"ربيع الثقافة " في المنامة، أن يكون العمل للإفتتاح الذي كان حاشداً وبالغ التنظيم، وتولّت الشيخة " مي بنت محمد آل خليفة" رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، إفتتاح المهرجان شخصياً وحتى من دون أن يقدمها أحد، وتوجّهت إلى الحضور مرحبة ومؤكدة أن المشاريع الثقافية ستحظى دائماً بالرعاية والدعم. الأوبرا التي كتبها الدكتور أنطوان معلوف، ووضع موسيقاها المايسترو مارون الراعي ، تبنّى إنتاجها رجل الأعمال الديناميكي فريد الراعي، الذي يحضر كل البروفات ، ويستمع إلى المناقشات ، ويبدي وجهة نظره في عدد من الطروحات، ثم تم الإتصال بالمايسترو المصري "ناير ناغي" الذي درّب الأوركسترا كما المغنين: "غسان صليبا"،"لارا جوخدار"،"ماكسيم الشامي"، "بيار سميا"، "رالف جدعون"، " كونسويل الحاج"، و"شربل عقيقي"، وهو ما إنعكس إيجاباً على العمل كله، فبدا كل شيء مرئياً أو مسموعاً في حالة ضبط كاملة، وإنعكس ذلك إيجاباً على المشهدية المسرحية لـ "عنتر وعبلة" ، وإذا بالأجواء العامة تخدم المطلوب من المسرحية فتحرك الممثلون براحة وديناميكية، وإنسجمت حركتهم، الإفرادية أو الجماعية، مع أجواء الموسيقى الرائعة التي ملأت المكان وجعلته في حالة حياة وحركة. كل المشاركين بدوا قلباً واحداً على الخشبة، الإبداع من صنعهم مجتمعين،ولنتصور كيف أن مجاميع بالعشرات تتحرك بإنضباط كامل، مع تركيز كل العيون على عصا المايسترو "ناجي"الذي قاد الأسماء الأولى كما الكومبارس، والموسيقيين بروح الأوبرا، مما جعل الحالة العامة ترتكز على روح واحدة هي بلورة "عنتر وعبلة"، وجعلها مساحة رحبة لإبداع الأداء، وفيما كانت الأمور على أفضل ما يرام على الخشبة وجدنا الصالة ملتهبة بالتجاوب إنصاتاً وتأملاً حيناً أو مشاركة بكل الحواس حيناً آخر.