اخبار العراق الان

هل سينضم العبادي لـ"تظاهرات" الصدر؟

هل سينضم العبادي لـ
هل سينضم العبادي لـ"تظاهرات" الصدر؟

2017-02-28 00:00:00 - المصدر: زوراء


العراق/بغداد

منذ أكثر من عام، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، شاغل الشارع العراقي والسياسي، بتظاهرات مطالبة بالإصلاح، وباتت أسبوعية أو مرتين في الأسبوع، وشهدت حركته "الإصلاحية" اقتحاما للمنطقة الخضراء، مركز القيادة السياسية للبلد، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، على مدى طوال هذه الفترة، نتيجة تدخل القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين واستخدامهم للعنف في ذلك.

"تنوعت" مطالب الصدر، التي ينادي بها أنصاره في التظاهرات، إذ بدأت بإصلاحات حكومية، وهذا ما لباه رئيس الحكومة حيدر العبادي في أكثر من حزمة إصلاحات، رغم عدم تطبيقها بشكل "جدي ومهني"، لكن العبادي أدى ما عليه!!.

بعدها اتجه الصدر إلى الضغط على البرلمان لإقرار حزم الإصلاحات، كما فرض تغييرا وزاريا، وقدم مرشحيه لشغل الحقائب!!، وهذه الخطوة أدت إلى تقديم بعض الوزراء استقالتهم للعبادي، وجاء بغيرهم وبعض الوزارات ما زالت شاغرة.

مطالب الصدر، تلخصت بمجملها بالمطالبة بإصلاح الوضع السياسي والأمني والخدمي، رغم أن له حصة لا بأس بها من التمثيل في الدولة ككل، سواء البرلمان أو الوزارات او الهيئات المستقلة.

لم تخلوا التظاهرات بأكملها من إدخال الصراع بين الصدر ونوري المالكي على الخط، إذ شهدت منذ بدايتها حديثا كثيرا عن وجود مندسين فيها من قبل المالكي، والأخير يتهم المتظاهرين بـ"البعثية" وهكذا أستمر الأمر، تبادل اتهامات بين الطرفين، حتى ظهر الصراع القديم، بصورة جديدة.

صراع المالكي والصدر، الذي لم ينتهي بعد، ألقى على التظاهرات ألوانا عدة، وجردها من لونها الحقيقي، وهو المطالبة بتحسين الواقع للفرد العراقي، ورغم كل ذلك، ورغم سلبيات وإيجابيات التظاهرات، باتت ساحة التحرير مركزا أمنيا يخضع للمراقبة والتشديد، وساحة لسيلان الدم أيضا، دون أي نتائج "مهمة" تذكر.

لكن، ضغط الصدر وأنصاره، غير قليلا من المعادلة، وبدأت الخارطة السياسية تتغير (وليس ما يمس راحة المواطن) بصورة حذرة، إذ بعد أن عاد الصدر العام الماضي للتحالف الوطني، كما التقى بأبرز قادة فصائل الحشد الشعبي، منهم الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، توسم الجميع بأن الأمور ستعود لنصابها، لكن هذه العودة لم تدم طويلا، فبعد اجتماعات قليلة، قرر الصدر الانسحاب، مجددا، من التحالف، وعاد بأنصاره للتحرير، وهنا أتجه صوب العبادي.

العبادي، من جانبه، ساند التظاهرات من جانبها الدستوري، في البداية، وطالب بحمايتهم وعدم الاعتداء عليهم، لكن دفاع العبادي، كان الخطوة الأولى لإسناد الصدر، إذ في الوقت الذي تقوم القوات الأمنية بواجبها بالحفاظ على الممتلكات العامة وعدم اجتياز المتظاهرين لمناطق معينة، كان الجميع ينادي بأحقية توجه المتظاهرين لأي مكان يشاؤون، وبقي الأمر على هذه الحالة، مع وضد.

هنا، في هذا الوقت، زار الصدر العبادي في مقره بالمنطقة الخضراء، وانتهى الاجتماع بمؤتمر صحفي، حمل في طياته "سخرية كبيرة" من المالكي، وبعض العبارات، التي وجهت له بصورة غير مباشرة.

اتفاق العبادي والصدر، بات واضحا للعيان، وانقلاب ربما يكون حتمي، على التحالف الوطني، وربما سيشهد حزب الدعوة، انشقاق يقوده العبادي.

فبعد الزيارة والمؤتمر الصحفي، استمرت التظاهرات في التحرير، حتى اليوم الثلاثاء، حيث زار العبادي جامعة واسط، واستقبله الطلبة بهتافات منددة منها "باطل.. باطل" و"شلع قلع.. كلكم حرامية".

هذه التظاهرات التي جوبهت برد عنيف من القوات الأمنية وحماية العبادي، كشفت عن "المستور"، حيث خرج الصدر ببيان صريح، دعا فيه إلى طرد الطلاب الذين تظاهروا ووصف العبادي بأنه "غير فاسد" والتعدي عليه، معناه التعدي على هيبة الدولة، وقدم اعتذرا رسميا للعبادي.

هل سنشهد في الايام المقبلة، نزول العبادي لساحة التحرير للتظاهر إلى جانب الصدر، الذي تمكن من استمالة المدنيين له وقادة الحزب الشيوعي، وأصبحوا جميعهم من أنصاره والمنادين بكلماته؟.

سياسيا، وبعد أن تواردت أنباء عن دخول العبادي بقائمة انتخابية منفصلة، وبعيدة عن حزب الدعوة والمالكي، هل سنشهد الآن تغييرا في هذه القائمة، ودخول العبادي والصدر أي (مرشحيه) بقائمة انتخابية واحدة؟، لكن السؤال، هل وجد العبادي سندا في الصدر، أم العكس؟.