اللحظة الفاصلة
عن تلك اللحظة التي يجتاح فيها الظلام حياتك .. وتقف مدهوشا باحثاً عن مخرج ، عامان و أكثر فقدت الأمل بأن تعود الحياة الى ما كانت عليه في قريتي، بحثت كثيرا عن الهدوء الذي كان يعم المكان لكن رداءهم الاسود و اوامرهم التي قتلت فينا لذة الحياة كانت تخلق فوضى بداخلي ((مرغم)) على كتمها ..
اذكر يوماً من ايام برد الشتاء حيث يشتد البرد و عناصر داعش قد منعوا عن الاهالي ” وقود التدفئة مقابل 15 الف دينار عراقي للتر الواحد ” ، و كنت اتساءل اذا ما كان سعر لتر الوقود بهذا الارتفاع المستمر فكيف بحياتنا القادمة و بتلك اللحظة ارى أحد جيراني لكونه كان منتسباً للجيش العراقي، و قد سحبوه عناصر داعش من بين ذويه و ضربوا أمه لأنها بدأت بالصراخ و حبسوها لان قوانين داعش تمنع الحزن على منتسبي قوات الامنية .
و مع تكرار هذه الحوادث واكثر ، بدأ اليأس يدخل الى اعماق اهالي القرية التي تبدو بعيدة عن خطة التحرير، لكن مع انطلاق عمليات الحشد الشعبي و سماعنا لتحرير القرى القريبة من قضاء تلعفر واحدة تلو الاخرى ، بدأنا نستشعر الايمان بإنقاذنا من هذه الجماعة التي مارست سطوتها على كل الفئات العمرية دون مراعاة ، فحرمت الاهالي من ذويهم و سحبت اطفالهم للتدريب على القتال و عملت على تشويه صورة أي قوة عراقية على انها قوة طائفية ستنتقم من كل اهالي المنطقة، الا ان المعركة التي دارت على ابواب قريتنا اظهرت ان جبروت العناصر الذين هيمنوا على الناس هناك قد احتاروا من أي طريق ينهزمون! فتساءلت هل هم نفسهم من قلبوا الدنيا على اعقابها في قريتي …. و ها هم اليوم يبحثون عن مخرجٍ كفأرٍ في زاوية المصيدة .. أليست هذه هي الخسة والعار ..و ليس اكبر من عار يجعلهم يتنكرون بزي النساء كي يتغطوا بعباءة النازحين للفرار من الموت القادم إليهم ..
واخيرا ومع خروجنا من القرية الى منطقة آمنة ودخول ابناء المدن الوسطى والجنوبية لتحرير القرية ادركت ان كرامتنا اسُتردت .. و أيقنت ان اكاذيب داعش الاجرامي تناثرت في الهواء كما تناثروا اما اشلاء او هاربين .
الحديث للنازح ( ز،ع )
قرية العبرة الشمالية غرب الموصل لمرسل فريق الاعلام الحربي