اخبار العراق الان

عاجل

أقدم صانع فخار بصعيد مصر يخشى اندثار مهنته ويحلم بمشروع لحمايتها

أقدم صانع فخار بصعيد مصر يخشى اندثار مهنته ويحلم بمشروع لحمايتها
أقدم صانع فخار بصعيد مصر يخشى اندثار مهنته ويحلم بمشروع لحمايتها

2017-03-02 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


الأقصر(مصر) (د ب أ)- يقف” الريس شحات” بين أطنان الطمي وكتل أحجار ” الهمر ” الذى تصنع منه عجينة الفخار، مزهوا بإتقانه لواحدة من أقدم الصناعات والحرف المصرية، التي عرفتها مصر القديمة قبيل آلاف السنين، متأملا لما أنتجه من مئات القطع والأدوات الفخارية داخل مصنعه الشعبي العتيق، الذى مضى على إقامته عقود وعقود من الزمان.

يعد الريس شحات الشيمي ، أحد أشهر وأقدم صناع الفخار بصعيد مصر، والذي تشتهر قريته “حجازة ” شمال مدينة الأقصر التاريخية ، بكونها أحد مراكز الصناعة التي تطورت من صناعة الفخار إلى صناعة الخزف أيضا.

وبات الشيمي يخشى من أن يأتي اليوم الذى تصبح فيه حرفة صنع الفخار ، مجرد ماضٍ وذكرى، ولذلك يحلم بإطلاق مشروع وطني لحمايتها ، وتدريب أجيال جديدة من الشباب على فنونها وأسرارها.

وتحدث الريس شحات الشيمى، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) حول بداية عمله بصناعة الفخار ومكونات الفخار وكيف يصنع ويتحول إلى خزف أحيانا.

وقال إنه “ورث تلك الحرفة عن والده الذى ورثها عن أجداده، وأنها من الحرف التي كان يتوارثها المصريون منذ عصور الفراعنة، وأن عجينة الفخار تتكون من عدة مكونات بينها الطمي الأسود ، وحجر الهمر ، حيث يتم جلب الطمي من محيط القرية ، أما حجر الهمر فيتم جلبه من سلسلة جبال البحر الأحمر، ويتم طحنه ليضاف إلى الطمي بنسب محددة، وبدقة، ليتم بعدها إنتاج اشكال مختلفة منه ، مثل أدوات المطبخ ، الطاجن والبورمة ، والماجور، والقلة ، والزير ، وغيرها من الأدوات المنزلية” . وأشار إلى أنه بعد تشكيلها يتم ” تعتيقها ” أي دهانها بطبقة من العسل الأسود المصنوع من قصب السكر.

ويقول أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية، للتنمية الأثرية والسياحية لـ (د. ب. أ) إن “صناعة الفخار تعتبر من الصناعات السياحية المهمة، التي يقبل السياح على شراء منتجاتها بشغف كبير”.

وأشار إلى أن ورشة الريس شحات الشيمي للفخار تعد بمثابة مزار سياحي في قرية حجازة، وكثيرا ما يصطحب مجموعات سياحية لزيارتها والاطلاع على تلك الصناعة التاريخية في مصر عن قرب. ويضيف أن منتجات ورشة الريس شحات الشيمي من الفخار والخزف يتم تصديرها إلى دول عدة مثل اليونان وقبرص، وغيرها، وأن تسويقها والإقبال على شرائها ليس قاصرا على المصريين فقط.

وكشف رئيس الجمعية المصرية، للتنمية الأثرية والسياحية، عن تبنى جمعيته لمطالب صناع الفخار ، وأن جهودا تبذل بالتعاون مع جهات حكومية مصرية، لحماية تلك الصناعة، والعمل على تنميتها والحفاظ عليها ونقلها إلى المصريين من جيل إلى جيل ، كونها أحد الصناعات الشعبية والتاريخية المهمة التي عرفتها مصر عبر العصور المختلفة.

ومن المعروف أن صناعة الفخار، هي أحدي الصناعات التي عرفتها مصر القديمة، ومن الطريف أن النساء عملن في تلك الصناعة خلال الحقب الفرعونية، وأنهن برعن في تحويل الطمي إلى قطع بديعة للغاية من الخزف والفخار ، الذى استخدم عبر العصور في صناعة آواني الطعام، والأكواب والأقداح والقدور وآواني الزهور.

وعرفت مصر القديمة قيام صناع الفخار بتشكيل أواني الزهور من الطين الناضج ، والمزخرفة برسوم للحيوانات وصور بشرية ووحدات زخرفية مائية مبهرة.

أقدم صانع فخار بصعيد مصر يخشى اندثار مهنته ويحلم بمشروع لحمايتها