آلة الزمن الإيطالية | لماذا فزع الأفوكاتو من خيال مارادونا، هناك ما هو أشد، فيرونا بطلًا لإيطاليا!
الجزء الثاني من موسم 1984-1985، مقارنة مُفزعة لأيقونة يوفنتوس، وتاريخ جديد لمدينة الأزهار..
تابع حسين ممدوح |
لأن كرة القدم الإيطالية ضربت مثالًا لسنوات وعقودات في كيفية تقديم صورة فنية كاملة وشاملة يتلاقي فيها المُمتع والحماسي، التكتيك بالقوة ، المواهب الفطرية البديعة من جميع أنحاء العالم بالأصالة والمحافظة على ثوابت الكالتشيو، مليئة كانت بالحكايات والقصص التي لا يُمكن أن تنسى، كانت هى أيضًا تلك الفكرة في ذهني لسنوات وها هى الفكرة تتحول لمشروع استخدمت فيه عدة مصادر سواء من البرامج الوثائقية أو المراجع التاريخية في الصحف ومواقع المُحبين، ها هو المشروع يرى النور أخيرًا على صفحات "جول العربي..
أرشيف الحلقات | ||
الجزء الثاني | الجزء الأول | الموسم |
2 | 1 | 1978 - 1979 |
4 | 3 | 1979 - 1980 |
6 | 5 | 1980 - 1981 |
8 | 7 | 1981 - 1982 |
10 | 9 | 1982 - 1983 |
آخر الحلقات: موسم 83 /84 - الجزء الأول - الجزء الثاني
- لمتابعة الحلقة السابقة: -عاش فيرونا، نحن وحدنا ضد الجميع
وزعت جماهير هيلاس فيرونا في شتاء عام 1985 منشورات غاضبة وشنت حملة كان أساسها أنها كانت تتوقع من الوسط الصحافي والإعلامي الإيطالي تحيزًا من جانبهم ضد فيرونا لصالح الجهة والأندية التي يتبعونها أو يشجعونها "كان شيئًا توقعناه من الجميع، الصحفيين والإعلاميين اللذين تزداد سعادتهم برضاء مسؤولي بعض الأندية، في الفترة الأخيرة ظهرت توجهات واضحة ضد الجيالوبلو منها لقاء مدربنا ميستر أوزفالدو بانيولي ومداخلته على الراديو مع المذيع إنريكو آميري، ودافع بانيولي عن طريقة الأداء والخيارات الفنية والتكتيكية لديه وأجاب بالاتساق المعتاد عنه، المذيع والمحطة أشارت لأمور بعيدة عن الحقيقة غرضها تشويه ما يقدمه فيرونا هذا العام بتحاليل ورؤية مختلفة بعيدًا تمامًا عن الحقيقة، فورتسا فيرونا، نحن وحدنا . . . وضد الجميع".
نابولي عاد للانتصار خارج ملعبه في ملعب آرتيميو فرانكي بيسارية مذهلة من دييجو آرماندو مارادونا في مرمى فيورنتينا، بينما كان الخبر الأبرز في هذا الأسبوع هو قيام جورجيو كيناليا نجم فريق لاتسيو السابق ورئيس النادي الصغير بإقالة المدرب باولو كاروسي والاستعانة بالمدرب الأرجنتيني السابق للفريق "خوان كارلوس لورينزو" في 30 سبتمبر، وقد كان مدربًا في السابق للاتسيو منذ 13 عامًا وحينها كان كيناليا لاعبًا في تشكيلته، مفارقة مدهشة.
من هذا الولد؟ مارادونا؟!
-على اليمين جيّاني آنييلي، على اليسار ميشيل بلاتيني- وهذا لسان حال البريزيدينتي في شتاء 1985 pic.twitter.com/NjyZJjG45D
— Hussein Mamdouh (@HusseinMamdouh) March 3, 2017
وفي صراع الفرق التي تأتي بعد المتصدرين "فيرونا وإنتر" مباشرة شهدت تلك الجولات خسارة لتورينو أمام ايفيلينو وتقهقره في جدول الترتيب وواصل يوفنتوس استفاقته بفضل بلاتيني، وحينها رفض الرئيس والرمز الخالد ليوفنتوس -جيّاني آنييلي- الرد على سؤال من أحد الصحفيين "هل يُمكن أن تجيب عما يتعلق بالمقارنة ما بين بلاتيني ومارادونا؟ لا، لا، بالتأكيد لا"، هل كان الأفوكاتو فزعًا إلى هذا الحد من السؤال لكي يكرر لا 3 مرات، أم أنه كان يعتقد بأن الأرجنتيني الذي ترك كاتالونيا وأتى لإيطاليا لن يكون أفضل من الفرنسي صاحب الجذور الإيطالية، هل وضع دييجو جيوفاني آنييلي وقتها في حالة من عدم القابلية للتصديق، بأن هذا الولد، وهذا النابولي..سيكون لديه القدرة بعد ذلك على مقارعة الأسياد؟.
لماذا لم يستمر فيورنتينا "سقراطس" ما بين فرق القمة؟
كان قدوم النجم البرازيلي سقراط لفيورنتينا شيء كبير ومفاجيء لجماهير الفيولا، في تشكيلة ضمت باساريلا وجينتيلي في الدفاع، أنتونيوني في الوسط ومعه سقراط إضافة لبيرتوني، ولكن الفريق البنفسجي لم يجد الاستمرارية المُقنعة في هذا الموسم وفقد الكثير من النقاط خارج ميدانه وربما السبب في ذلك هو عدم وجود خط هجوم بنفس مستوى خط الوسط والدفاع في تشكيلة الفريق هذا العام، العام الوحيد لسقراط في أوروبا سجل فيه 6 أهداف بقميص الفيولا، كان يملك رؤية هائلة للملعب ولكن إل دوتوري -الدكتور بالإيطالية- لم يتأقلم بالدرجة المتوقعة في السيري آ، ربما كان يحتاج لعامٍ آخر أو يزيد في الكرة الإيطالية ولكنه كانت لديه الرغبة والحنين للعودة للوطن وارتداء قميص فلامينجو، لكن النصف الأخير من البطولة مع المدرب "كارنيفالي" الذي جاء بديلًا لدي سيستي كان ممتازًا بالنسبة لسقراط وأحرز خلال هذه الفترة عدة أهداف حاسمة، لكن كما أشرنا من قبل، كانت رغبة سقراط أقوى في العودة للبرازيل.
"جئت إلى إيطاليا لأسباب ثقافية، لا كروية" pic.twitter.com/iPBnqscUGz
— Hussein Mamdouh (@HusseinMamdouh) March 3, 2017
يقول سقراط عن الفترة التي قضاها في السيري آ "لاعب كرة القدم في إيطاليا يُعامل مثل نجم الروك، يُحظر أن تلمسه، لم يكن الأمر في إيطاليا وقتها مثلما كان في البرازيل، ففي البرازيل أنت على اتصال دائم بجماهير ناديك وهذا ما لم يُعجبني، الجماهير تُعاني من قبضة الأمن، ولا يُمكنك أن تظهر في الشارع أو في واقع الناس بسهولة في ظل تواجد الشرطة".
"لماذا إيطاليا؟ لا أعرف الكثير، لكن أنا هنا أكثر من أي شيء آخر لقراءة جرامشي باللغة الأصلية، ودراسة تاريخ الطبقة العاملة الإيطالية".
من أعظم العودات في تاريخ كرة القدم (أودينيزي 3 - فيرونا 0 ) إلى (أودينيزي 3 - فيرونا 5) pic.twitter.com/bs3TMUkQjQ
— Hussein Mamdouh (@HusseinMamdouh) March 3, 2017
الجولة السابعة عشر، وبعد انتصار فيرونا المثير على أودينيزي في فريولي بنتيجة 5-3 بهدفين من بريجيل وإلكايير، كانت من أبرز العودات التاريخية في كرة القدم، من التأخر بثلاثية نظيفة لاكتساح!، لكن كان الجميع في انتظار القمة والتحدي الأكبر ما بين صاحبي الصدارة فيرونا وإنتر، والفارق بينهما نقطة واحدة لصالح هيلاس، وبعد التعادل سلبيًا في الدور الأول في المياتزا، لم تختلف النتيجة وتعادل الفريقين ولكن إيجابيًا هذه المرة، تقدم أليساندرو ألتوبيلي لإنتر وتعادل هانز بيتير بريجيل لفيرونا، فحافظ نجم باير ليفركوزن السابق على الصدارة لصالح الفريق الفيرونيسي.
ضربة ليوفنتوس!
هدف باولو روسي في الدقيقة 30 بمرمى ميلان والتقدم بهدفين لهدف لم يكن كافيًا، حيث أن مهاجم يوفنتوس السابق والوجه الجديد في تشكيلة ميلان -فيرديز- وجه ضربة قوية ليوفنتوس في الأنف بهدفين وأضاف دي بارتوليمي الثالث لينتصر ميلان في سان سيرو على البيانكونيري ويبعده وقتيًا عن ملاحقة فيرونا وإنتر، -في تلك المباراة تحديدًا ظهر أن ليدهولم فقد البوصلة، فاز ميلان، لكن مشاكل دفاعية جمة ونهج خاطيء، فقط فيرديز من صنع الفارق.
الكل يشاهد، الكل يهتف، مارادونا!
الجميع..ليس جمهور نابولي فقط، جميع إيطاليا وربما أوروبا توجهت أنظارها فقط لمشاهدة سحر مارادونا الخلاب، كانت مباراة الأربعة صفر الخالدة أمام لاتسيو استعراض لا لمهارات كرة قدم عادية أو مجرد رياضي متفوق، بل كانت استعراضًا للخيال.
وأُذكر في كل مرة أن الفائز كان يحصل على نقطتين فقط ونقطة واحدة للتعادل.
مارس والسقوط الكبير لإنتر
فيرونا يُثبت أنه أفضل من الجميع، فحينما كان الجميع يسقط كان هو صامدًا، وفي مارس خضع لأكثر من اختبار ونجح فيه مؤكدًا على قوة وجودة المجموعة التي لدى أوزفالدو بانيولي بوجود اثنين من الهدافين الكبار كإلكاير وبريجيل إضافة للمهاجم الإيطالي جالدريزي، الفوز على روما بهدف الدنماركي إلكاير والظفر بالنقاط الكاملة من فرينزي بهدفين لجالدريزي أكد رغبة هذا الفريق الكبيرة في أن يقهر المستحيل ويحافظ على القمة، الإنتر سقط من جانبه في اختبارٍ مُهم أمام يوفنتوس في ديربي إيطاليا بتاريخ 24 مارس بالخسارة 1-3، فبعد أن تقدم عبر ألتوبيلي عاقبه يوفنتوس بثلاثية من تارديلي العائد لمستواه وبونياك وبيراسكي، ثم خسر أمام أودينيزي "زيكو" في الفريولي
.
نعود لديربي إيطاليا والذي كان يوفنتوس يملك قوة هائلة لكي ينتصر فيه، هذا ما أكده مدير الفريق حينها واللاعب المعتزل بيتيجا فبعد الخسارة ذهابًا بالأربعة قال "الفوز على إنتر يُعطي قوة معنوية كبيرة لنا، وأنا كيوفينتينو فإن هذه المباراة تمثل لي الكثير"، وبالفعل نجح البيانكونيرو، وهرب فيرونا تمامًا بالقمة وبفارق 5 نقاط عن إنتر وتورينو!.
في الجولات التي تلتها فقط فيرونا 4 نقاط بالتعادل مع سامبدوريا وميلان والخسارة أمام تورينو،لكنه عاد للانتصارات أمام لاتسيو فهدف اليوفنتينو السابق بييترو فان وبتألق خاص للحارس العملاق كلاوديو جاريلا والذي أنقذ الفريق خاصة في مباراة ميلان بملعب سان سيرو بتصديات حاسمة، إنتر هو الآخر فقد 4 نقاط ولم يستغل هذا التعثر الوقتي لهيلاس فيرونا، مرة أخرى قدم يوفنتوس هدية لفيرونا على حساب غريم آخر مُهم بالنسبة له وهو تورينو وهزم فريق المدرب لويجي راديتشي بهدفين نظيفيين، كان هذا يعني أن اللقب والحلم اقترب من أن يكون واقعًا لفيرونا في أكبر مفاجآت الكرة الأوروبية في هذا العام!
.
سقوط لاتسيو!
قبل جولتين من النهاية تأكد سقوط وفشل مشروع جورجيو كيناليا مع لاتسيو بسقوطه للدرجة الثانية رسميًا مع كريمونيسي بعد الخسارة أمام إيفيلينو خارج ميدانه وقد كان هذا يعني اقتراب ايفيلينو أيضًا من ضمان البقاء في السيري آ ولكن هذا الأمر سيحسم في الجولتين الأخيرتين بوجود فرق أخرى مهددة مثل كومو وأودينيزي.
النهاية، الحلم أصبح واقعًا في آتزوري دي إيطاليا، فيرونا بطلًا لإيطاليا!
12مايو 1985 في بيرجامو، تاريخ خالد، لا يتكرر عند كل جماهير مدينة فيرونا، هيلاس فيرونا أصبح بطلًا متوجًا بالاسكوديتو..بجنة كرة القدم pic.twitter.com/JgneJFGao2
— Hussein Mamdouh (@HusseinMamdouh) March 3, 2017
قبل جولتين من النهاية كان فيرونا بحاجة لنقطة واحدة للاحتفال باللقب فقد كان مبتعدًا عن تورينو وإنتر بفارق 4 نقاط، وعن يوفنتوس بـ6 نقاط، في بيرجامو انتقل هيلاس فيرونا لمواجهة أتالانتا مع تنقل هائل من جماهير هيلاس فيرونا للمدينة البيرجامسكية، وعلى ملعب آتزوري دي إيطاليا أصبح الحلم واقعًا، تأخر فيرونا بهدف من أتالانتا عبر يوجينيو بيريكو، لكن في الدقيقة 51 عادل إلكاير لارسين النتيجة لصالح هيلاس فيرونا وحافظ فيرونا على النتيجة ليُعلن نفسه بطلًا فوق العادة، بطلًا بإعجاز وروعة كبيرتين لتلك المجموعة التي لا تملك لاعبًا من الأسماء العالمية والأكثر شهرة، هيلاس فيرونا بطل إيطاليا لأول مرة في تاريخه..
هانز بيتر بريجيل، ترك ألمانيا وجاء ليحقق أغلى ألقابه
أوزفالدو بانيولي: هل كانت لك الأحقية الأكبر في هذا الاسكوديتو الإعجازي؟ الأحقية للجميع، كنا أبطال إيطاليا لأننا.."وهنا انقطع الحديث لأن جميع لاعبي فيرونا جاءوا لحمل بانيولي على الأعناق، ومن ثم واصل اللاعبين احتفالاتهم المجنونة في غرفة خلع الملابس، لأن تلك اللحظات لا تأتي إلا مرة واحدة في العمر.
الرئيس: ربما لا أصدق أننا وصلنا لتحقيق اللقب، ولكننا بالتأكيد كنا نستحق مكافأة لأننا عملنا بجد طوال السنة، جاريلا قدم موسم استثنائي في حراسة المرمى، تريشيلا في الدفاع، في الهجوم بوجود جالدريزي كان هناك ضمانات عالية لإحراز الأهداف، مع أنتونيو دي جينارو كصانع ألعاب والثنائي بريجيل نجم باير ليفركوزن الذي قدم أداءًا مميزًا في موسمه الاول بإيطاليا وإلكاير لارسين كجناح قام بتمثيل الكرة الدنماركية على أكمل وجه في إيطاليا".
لست ميكافيلي، أنا أكثر بساطة من ذلك
أوزفالدو بانيولي، الضغط العالي. والسر وراء معجزة هيلاس فيرونا pic.twitter.com/4MwKFLeuVs
— Hussein Mamdouh (@HusseinMamdouh) March 3, 2017
لكن ظل أوزفالدو بانيولي هو البطل الأهم، فهو أشهر من جميع لاعبي فيرونا، لعب بجانب تراباتوني ولويجي راديتشي في ميلان،ثم دخل عالم التدريب سريعًا وحقق معجزة لا تتكرر ولم تتكرر مرتين في كرة القدم الإيطالية، معجزة الاسكوديتو، قام ببناء فريق عصري وسريع في الأمام، مُنظم في الخلف ولكن كان أساس عمله وإنجازه في إعطاء هوية للفريق ورغبة في الانتصار والقدوم من بعيد وسط عمالقة إيطاليا، شخصية الفريق الفائز، كانت الميزة التي لدى فريق بانيولي.
يقول أوزفالدو بانيولي عن فلسفته: أعتقد أن كرة القدم لعبة بسيطة، ليس من الضروري تعقيدها، الشيء الأهم أن يقوم لاعبيك بالضغط العالي وأن يلعب كل واحد في مكانه الأمثل والذي يناسب قدراته، وهناك حرية لبعض اللاعبين، ثم الرغبة التي يجب أن تكون لدى الجميع، لم نخترع تكتيك جديد، واللاعبين الذين حققوا هذه البطولة يستحقون الثناء، لم أستعين بمباديء ميكافيلي ولا أعتقد أن هناك سر وراء هذا الإنجاز، لعب كرة القدم بالشكل الأمثل كفريق هو فقط كافٍ جدًا"
.
في الجولة الأخيرة فاز كريمونيسي على أسكولي 4-2 ليلحق أسكولي بلاتسيو وكريمونيسي أيضًا إلى الدرجة الثانية - سيري بي- بعد 6 أعوام من الأداء الجيد في الدرجة الأولى.
انتهى ذلك الموسم، وأصبح تاريخ 12 مايو 1985 ذكرى خالدة في مدينة الأزهار، إنه يُشبه نبأ نجاح الانسان في الصعود إلى القمر، فوقعه عليك لا يُمكن أن يكون أبدًا بنفس القوة إلا في المرة الأولى، على الرغم من أن بانيولي لم يخض مسيرة طويلة كمدرب فقد توقف عن ممارسة تلك المهنة في صيف عام 1994 "أقالني إنتر، عدت للبيت ووجدت نفسي بجانب زوجتي وبناتي وبحالة جيدة، قلت لنفسي، لما لا أتوقف عند هذا الحد؟، أسوأ ذكرى؟ عندما واجهت يوفنتوس في الجولة الثانية من كأس الاتحاد الأوروبي، الحكم الفرنسي فورتز حسم المواجهة في مباراة الإياب لصالح الأبيض والأسود، حينها قلت العبارة الشهيرة أمام الشرطة: إذا كنتم تبحثون عن اللصوص، فهم هناك- في غرفة خلع الملابس الأخرى-".
يوفنتوس بطلًا لدوري الأبطال، أخيرًا نعم، فرحة كاملة؟ لا !
في أوروبا صنع المدرب جيوفاني تراباتوني ما كان ينتظره كل يوفينتينو أخيرًا، رفع اللقب الأغلي، دوري أبطال أوروبا وهنا لم يكن يحق لأي أحد أن يتسائل عن ضياع الاسكوديتو فقد ركز تراب بحنكته على البطولة الأوروبية التي تغلب في بدايتها على جراسبور السويسري بهدفي فينولا وباولو روسي ذهابًا و4-2 في مباراة العودة بثنائية من بلاتيني،بيرياسكي وفينولا، ثم كان عليه مواجهة بطل التشيك سبارتا براج حينما كان في عنفوانه، متخطيًا إياه بنتيجة 3-1 بمجموع المباراتين، وهنا لعبت طريقة الـ3-4-2-1 دورها حيث كان لخط الوسط الممتليء بالنجوم الدور الأكبر ونصيب الأسد من الأهداف.
في السينمي فاينل لعب يوفنتوس مباراتين في غاية الصعوبة أمام بطل فرنسا بوردو، بدأ تراب يُجدد من دماء الفريق، فافيرو في يمين الدفاع، نيكولا كاريتشولا في الوسط، وجاء الحل من بونياك، البولندي صانع أحلام اليوفي ينطلق من الخلف ويستلم تمريرة بلاتيني وراء دفاع ويضعها من اللمسة الأولى في المرمى، ثم هدفين في الشوط الثاني عبر بيرياسكي ودائمًا عبر تمريرة المبدع بلاتيني، وعبر بلاتيني أخيرًا من عمل فردي ممتاز من الجوهرة البولندية.
بلاتيني وبونياك قادا #يوفنتوس لقهر بطل فرنسا بوردو في نصف نهائي دوري الأبطال 1985
في مواجهة بلاتيني بالصورة قائد بوردو آلان جريس pic.twitter.com/XkGgg1mCbo
— Hussein Mamdouh (@HusseinMamdouh) March 3, 2017
لكن المهمة في العودة لم تكن، الفريق الفرنسي على ملعبه مُرعب في هذه الفترة، صحيح أن دفاعه ليس أبدًا بقوة الطليان، لكنه يملك تيجانا ويملك أسلحة مهمة هجومية، هدف مبكر من الألماني مولر عند الدقيقة 25 بعدها ظل اليوفي صامدًا لفترة طويلة، لكن الهدف الثاني الذي أتى باتريك باتيستون ألقى الرعب في نفوس اليوفنتينو لبعض الدقائق، قبل أن يخرجوا سالمين. ويعبروا للنهائي، أخيرًا في النهائي، وأمام العملاق الإنجليزي ليفربول.
كانت ذكرى نهائي 1985 تراجيدية وستظل كذلك، حادثة هيسل الشهيرة في بروكسل ببلجيكا وسقوط عشرات الضحايا، كانت مباراة مُعقدة حتى على الملعب، أجواء صعبة، كيف أكملوا المباراة؟ على أية حال فقد أكملوها حتى النهاية ، في العام الماضي خسر روما بركلات الترجيح أمام الإنجليز، وهذه المرة حسمت ركلة الجزاء للبيانكونيري لقبًا تاريخيًا، سجلها بلاتيني وأعلن الأبيض والأسود بطلًا لأوروبا لأول مرة في تاريخ النادي العريق، ولكن 29 مايو تبقى ذكرى حزينة لعالم كرة القدم بأكمله، وعلى أثرها تم حظر جميع الأندية الإنجليزية من اللعب في أوروبا حتى 1991.
في نفس العام توج ريال مدريد بلقب كأس الاتحاد الأوروبي رفقة المدرب الإسباني لويس مولوني وعبر أهداف ميتشيل، سانتيلانا وفالدانو في المباراة النهائية أمام الفريق المجري فيديتون، وذلك بعد أن أقصى توتنهام وأندرلخت والإنتر "بنتيجة 3-2 في مجموع المباراتين بنصف النهائي"، كان إنتر قد فاز في ميلان بهدفي ألتوبيلي وليام بريدي، لكن العودة كانت قاسية على النيراتزوري بثنائية من سانتيلانا وهدف ثالث من ميتشيل.
اللقب الأوروبي الوحيد في تاريخ إيفرتون، جاء في 1985 من خلال الظفر بلقب كأس الكؤوس الأوروبية مع المدرب واللاعب السابق هاوارد كيندال pic.twitter.com/6TQjElgkoX
— Hussein Mamdouh (@HusseinMamdouh) March 3, 2017
أما كأس الكؤوس فقد كانت من نصيب النادي الإنجليزي "إيفرتون" بعد تغلبه على إنتر براتيسلافا التشيكي في دور الثمانية، بايرن ميونيخ في نصف النهائي ثم رابيد فيينا النمساوي في النهائي بملعب أياكس أمستردام، ثلاثية من آندي جراي وتريفور ستيفين وكيفين شيدي، وكان يقوده لاعب الفريق السابق هاورد كيندال، كان ذلك اللقب الأوروبي الوحيد في تاريخ التوفيز، وهذا يدلل على قوة أندية مدينة ليفربول بذلك الوقت، حتى أن فريق كيندال أحرز في نفس تلك الفترة كأس الاتحاد الإنجليزي.
إلى هنا ينتهي الجزء الثاني من توثيق موسم 1984-1985، وانتظروني في حلقات قادمة قريبًا
في الحلقة القادمة: نعيش بداية أكثر إثارة، بعد فيرونا، الجنوب يحلُم....
تابع حسين ممدوح |