شمال إفريقيا.. حيث "يعوّض" الإرهاب خسائره بسوريا والعراق
تثير تتطورات عدة مؤخرا، بينها سيطرة مسلحي ما يعرف بسرايا "الدفاع عن بنغازي"، على ميناء سدرة النفطي، أحد أهم وأكبر موانئ تصدير النفط الليبية، مخاوف عدة، تتجاوز ليبيا إلى دول الجوار.
فقد أحكمت تلك السرايا، التابعة لتنظيم القاعدة، قبضتهما كذلك على مطار رأس لانوف الاستراتيجي، ضمن مساعيها المستمرة للسيطرة على منطقة الهلال النفطي.
وفي وقت تتواصل فيه الاشتباكات على أطراف المدينة، قال المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري، الجمعة، إن قوات الجيش بدأت استعادة السيطرة على مشارف رأس لانوف.
وأضاف المسماري أن العمليات ستستمر إلى حين استعادة كامل المناطق التي وقعت تحت سيطرة التنظيم وقوات متحالفة معه من المعارضة التشادية على حد تعبيره.
لكن مراقبين يرون أن تقدم القاعدة في ليبيا يزيد من تعقيد الوضع في البلاد، فالمكاسب الجديدة التي حققها التنظيم تزيد من قوة الجماعات الإرهابية ليس في ليبيا فحسب بل يصل مداها إلى دول الجوار.
فالقاعدة وداعش وغيرهما من الجماعات الإرهابية وجدا في ليبيا الأرض الخصبة لتعويض الخسائر المتلاحقة في بؤر النزاع خصوصا في سوريا والعراق.
أرض خصبة يضاف إليها استراتيجيات جديدة تهدف إلى تعزيز تواجدها، ليس في ليبيا وحدها وإنما في منطقة شمال وغرب إفريقيا برمتها.
أبرز الاستراتيجيات الجديدة ما أعلن عنه مؤخرا في مالي، حيث أعلنت 3 تنظيمات إرهابية اندماجها لتشكل ما أسمته بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وإعلانها الولاء للقاعدة.
وتوعد الكيان الإرهابي الجديد دول الجوار بتنفيذ عمليات واعتداءات على مصالحها ومواطنيها.
هو إذا تحد جديد يتجاوز ليبيا ليشمل عدة دول وينذر بتصاعد المنافسة بين الجماعات الإرهابية النشطة في المنطقة لتأكيد تواجدها، ولعل الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش على مركز شرطة في قسنطينة الجزائرية الأسبوع الماضي خير مثال على ذلك، وكأنه جاء لا ليستهدف فقط المنظومات الأمنية، ولكن ليوجه رسالة للقاعدة بأنهم مازالوا قوة على الأرض.