محلل: اختبار "منبج" أظهر عدم جاهزية إدارة ترامب لطمأنة الحلفاء
ترك برس
رأى الكاتب والصحفي المتخصص بشؤون الحركات الإسلامية، كميل الطويل، أن خطوة الميليشيات الكردية بعقد صفقة مع روسيا في مدينة منبج شمالي سوريا، تدل على ضرورة أن تحسم الولايات المتحدة قرارها السوري قريباً.
وفي مقال له بجريدة الحياة اللندنية، استعرض الطويل تحليلًا حول الاتفاق الذي أعلن عنه مجلس منبج العسكري التابع لوحدات حماية الشعب الكردية ويقضي بتسليم بعض مواقعه لقوات النظام السوري بالاتفاق مع روسيا.
وأشار إلى استهداف فصائل "درع الفرات" المدعومة من تركيا قرى يسيطر عليها مجلس منبج العسكري المتحالف مع الأميركيين في إطار "قوات سورية الديموقراطية"، مبينًا أن "الأميركيين لم ينبسوا ببنت شفة ولم يُسجّل لهم أي تدخل للدفاع عن مناطق حلفائهم المفترضين، على رغم أن لديهم جنوداً ينتشرون إلى جانب سورية الديموقراطية في ريف منبج".
ولفت إلى أنه ليس هناك سبب يدفع إلى الاستغراب من الخطوة التي لجأ إليها "مجلس منبج" بعدما رأوا أن الأميركيين لم يهبّوا لوقف الهجوم التركي.
واعتبر أنه إذا ما نجح الروس حقاً في وقف هجوم الأتراك على مناطق قوات سورية الديمقراطية - التي تشكل الميليشيات الكردية عمودها الفقري -، فمن المشروع بالتالي التساؤل عما إذا كان الأميركيون فعلاً حلفاء للأكراد في سورية، أم أن روسيا هي حليفتهم الحقيقية؟
وأشار الطويل إلى أن الاختبار الذي مرت به إدارة دونالد ترامب في شمال سورية، يُظهر عدم جاهزيتها كلياً لامتحان طمأنة الحلفاء، مضيفًا: "لكن سقوطها في هذا الامتحان السوري لم ينجم بالضرورة عن عدم القدرة، بل عن العجز في تحديد من هم الحلفاء، أو على الأقل المفاضلة بينهم كونهم أعداء بعضهم بعضاً بمقدار ما هم حلفاء للأميركيين".
وأضاف: إدارة ترامب، كما دلّت تجربة منبج، ما زالت، كما يبدو، حائرة. هل تختار الحليف التركي، وهو قوة عسكرية ضخمة ودولة مؤسسات مركزية، وصاحبة ثقل سنيّ، أم تواصل رهانها على الأكراد الذين أثبتوا، حتى الآن، أنهم قوة لا يُستهان بها في الحرب على داعش، لكن مشكلتهم أنهم ليسوا أكثر من "إدارة ذاتية" تتوسط محيطاً معادياً، من تركيا شمالاً، إلى إقليم كردستان العراق شرقاً، إلى "داعش" جنوباً، وفصائل "درع الفرات" غرباً، بالإضافة إلى "نصف تعايش - نصف طلاق" مع الحكومة السورية.
وأردف الكاتب: "يبدو جلياً أن على إدارة ترامب أن تجترع صيغة تسمح لها بالتحالف مع عدوين لدودين، أو أن تفاضل بينهما".
وخلص إلى أن "خطوة مجلس منبج العسكري بعقد الصفقة مع الروس تدل على أن ترامب لا بد أن يحسم قراره السوري قريباً. فربح الحليف التركي قد يعني في نهاية المطاف خسارة الكردي، وهو ما قد يؤثر في المعركة ضد العدو المشترك لجميع الحلفاء - الخصوم: داعش".
والأسبوع الماضي، أكد مجلس منبج العسكري أنه سلم مواقع في ريف منبج بريف حلب الشرقي إلى قوات حرس الحدود التابعة للنظام السوري، وهو ما سيمكن قوات النظام من تشكيل طوق حماية للقوات الكردية في مواجهة قوات درع الفرات التي تدعمها تركيا.
وفي الطرف الآخر من مناطق سيطرة الوحدات الكردية، ينتشر المقاتلون الأكراد في ريف منبج، وذلك بعد أن وصلت قوات النظام السوري إلى نقطة التقت فيها مع وحدات حماية الشعب الكردية.
وهذا التقدم مكن النظام من الحصول على طريق بري عبر مناطق الأكراد يربط بين شمال شرق سوريا والعاصمة دمشق، بعد انقطاع دام نحو أربعة أعوام. كما تسعى الوحدات الكردية للاستفادة من سيطرة النظام على المنطقة بجعلها جسرا يصل بين مناطق حكمها في الحسكة والرقة وحلب.
وبث ناشطون صورا لما قالوا إنها قافلة مساعدات روسية وسورية وصلت إلى مدينة منبج في ريف حلب الشرقي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
وقال المسؤول الإعلامي في مجلس منبج العسكري أحمد هيمو إن على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يعلم أن "منبج تحت مظلة دول التحالف بقيادة أميركا، وأن قواتهم تنتشر على طول الخط".
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس "قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب" من منبج، محذرا من أن سماح الولايات المتحدة للوحدات الكردية بالمشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة في الرقة "يعني تعريض مستقبل سوريا للخطر".