اخبار العراق الان

يد آدم سميث الخفية وجيوب العراقيين

يد آدم سميث الخفية وجيوب العراقيين
يد آدم سميث الخفية وجيوب العراقيين

2017-03-06 00:00:00 - المصدر: NEN عراق


الكاتب / د.ميثم لعيبي

-رغم ان آدم سميث لم يستخدم عبارة “اليد الخفية” الا ثلاث مرات في مؤلفاته، الا ان الـinvisible hand اخذت اهتماما واسعا واصبحت من بين العبارات الاكثر شهرة في الاقتصاد.
-اذ يشير الى أن أهم قوة تنمي الثروة هى غريزة المصلحة الشخصية، ويقول أن الفرد الذي يقوم بالاهتمام بمصلحته الشخصية، يساهم أيضاً في ارتقاء المصلحة الخيرة لمجتمعه ككل.
-يقول سميث ان الانسان “كائن اقتصادي”، فهو يقترح دائما صفقة على الاخرين مخاطبهم بعبارات من نوع: أعطني ما أحتاج وستحصل مني بالمقابل على ما تحتاج.
– في العراق، حدث العكس تماما، فحين ترى الاخرين يتكلمون عن توسيع الدولة ويستنزفون مواردها بشكل مطلق، فاعلم ان هذا يخفي مصالحهم الخاصة، دون الاهتمام بالمصلحة العامة، وبتوسع الدولة امتدت “اليد الخفية” في عمق الدولة، لتدس الاموال العامة في “الجيوب الخفية” الخاصة.

شكوك آدم سميث بنوايا العراقيين

-سنوات من حماية الدولة للصناعة والزراعة الوليدة، على أمل أن يصبح هذا الوليد رجلا يعتمد على ذاته بعد فطامه… لكن هيهات، اذ تصبح الحماية كالماء للسمكة شرطها الذي تموت من دونه… بل إن الحماية تنمو وتكبر لتبتلع الميزانية من دون أي إنتاج حقيقي، فتتحول من رضيع الى كهل عاجز.
-يقول آدم سميت في 1776 “أشك أن تستجمع الحكومة الارادة السياسية لإزالة الاعانات بمجرد أن تنضج الصناعة. ستتعلم الصناعة أن تتذمر كالاطفال على الرغم من بلوغها النضج”.
-الحماية الكمركية تعكس سيادة القانون، وهي منافذ نعرف بداهة انها ترتبط بالحدود وشرطتها، لكن إحاطة بغداد بحزام من النقاط الكمركية بعيدا عن الحدود هو أمر يعكس ضعف قوة القانون وعدم السيطرة على الحدود والمنافذ.
-الطامة أن تتحول تلك المنافذ من “منافذ كمركية” الى “منافذ فساد” ومحاصصة حزبية تعوض خسائرها من جراء إنخفاض موازنة الدولة وحصص الاحزاب فيها.
-بذلك يضيع حتى هدف تحصيل موارد مالية إضافية للدولة لتعويض نقص عائدات النفط وتنويع الموارد، ويضيع ايضا هدف حماية الصناعة والزراعة الذي وجد قانون التعريفة الكمركية من اجله، والذي شكك سميث وانصار المذهب الحر بجدواه اصلا.