اخبار العراق الان

عندما رست حاملة الطائرات الروسية الادميرال Kusnetsov في المياه الإقليمية الليبية اثناء عبورها عائدة من سوريا في الحادي عشر من يناير 2017.. وعندما صعد على متنها اللواء خليف

عندما رست حاملة الطائرات الروسية الادميرال Kusnetsov في المياه الإقليمية الليبية اثناء عبورها عائدة من سوريا في الحادي عشر من يناير 2017.. وعندما صعد على متنها اللواء خليف
عندما رست حاملة الطائرات الروسية الادميرال Kusnetsov في المياه الإقليمية الليبية اثناء عبورها عائدة من سوريا في الحادي عشر من يناير 2017.. وعندما صعد على متنها اللواء خليف

2017-03-08 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


ميلانو ـ “راي اليوم” ـ سوسن برينيس:

يومها أجرى حفتر مباحثات مع وزير الدفاع الروسي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة قيل إنه طلب أثناءها عون روسيا لرفع حظر تصدير الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011، مصادر صحفية تحدثت يومها عن تفعيل اتفاقية قديمة وقعت سنة 2008 بين روسيا ونظام القذافي تتسلم بمقتضاه ليبيا تجهيزات عسكرية واسلحة بقيمة 2 مليار دولار، أنباء اكدها فيما بعد النائب عن برلمان طبرق إسماعيل الغول فيما اعتبر تحديا لقرارات الأمم المتحدة.

مكافحة الإرهاب كان شعار الاتفاقية التي وقعها حفتر مع الجانب الروسي على متن حاملة الطائرات الروسية، واعتبرها مراقبون اوروبيون مقدمة لتسليم قاعدة طبرق البحرية إلى روسيا مقابل دعم حفتر في السيطرة على كل خصومه في الغرب و تمكينه من ليبيا كاملة. قاعدة طبرق أسسها الاحتلال الإيطالي ثم احتلها البريطانيون أثناء الحرب العالمية الثانية بعد هزيمة ايطاليا في الحرب. أثناء الحرب الباردة اعتاد الأسطول السوفياتي الرسو فيها في فترة الثمانينات مقابل تزويده ليبيا بصفقات سلاح بقيمة فاقت ال 10 مليارات دولار.

استراتيجيا كانت الرسالة الروسية إلى أوروبا والغرب عموما بليغة وواضحة: روسيا اصبحت لاعبا قويا ومؤثرا في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بل إنها تبدو اللاعب الوحيد الحازم والقادر على هزم الجماعات الإسلامية المسلحة، لذلك تعلق حفتر وحلفاؤه في حكومة طبرق بتلابيب هذه القوة الدولية الصاعدة نسجا على منوال النظام السوري، الذي تلقفه التدخل الروسي وحماه من الانهيار كما صرح بذلك لافروف وزير خارجية روسيا.

في الأثناء، و بعد أن ضمن اللواء حفتر سيطرة كاملة على منطقة الشرق الليبي (باستثناء درنة) و وضع يده على منطقة الهلال النفطي الشريان الاقتصادي الوحيد لليبيا في سبتمبر 2016، واصل المماطلة و التعطيل للمسار السياسي و المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة و وسطاء اقليميون مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

وعندما ظن الجميع أن وجهة حفتر العسكرية القادمة هي غربا فاجأ الجميع بالتوجه جنوبا، ففي 16 ديسمبر 2016 سيطرت قوات تابعة لحفتر على قاعدة “براك الشاطئ” العسكرية شمال مدينة سبها في الجنوب الغربي و انسحبت منها القوات التي كانت تسيطر عليها و هي تابعة لمصراتة. وفي آخر ديسمبر قصفت طائرات سلاح الجو التابع لحفتر قاعدة الجفرة الجوية أهم قاعدة عسكرية في الجنوب مما تسبب في خسائر في صفوف “سرايا الدفاع عن بنغازي”، وهو تجمع لكتائب من الشرق الليبي متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني. في الأثناء نقلت وكالة الأناضول أن قوات حفتر قامت بإنزال لألف جندي في اقصى الجنوب على حدود التشاد، ما جعل التشاد تغلق حدودها مع ليبيا.

المصادر الليبية ذكرت أن اللواء حفتر اراد استغلال توتر العلاقة بين سكان الجنوب ومعظمهم قبائل كانت موالية للقذافي مع كتائب مصراتة لتنفيذ تقدم في الجنوب، يمكنه فيما بعد من التقدم نحو الشمال الغربي للسيطرة على العاصمة طرابلس.

 لذا فإن الهجوم المباغت لسرايا الدفاع عن بنغازي على منطقة الهلال النفطي وسيطرتها على اكثر من 170 كم ممتدة من النوفلية غربا الى راس لانوف شرقا انما هو هجوم استباقي جرد حفتر من ورقة مهمة ومؤثرة في موازين القوى في ليبيا. الآن وبعد أن سلمت سرايا الدفاع عن بنغازي المنشآت النفطية والموانئ للمؤسسة الوطنية كما أعلنت أمس حكومة الوفاق يبدو أن اللواء حفتر يواجه أوقات صعبة قادمة، بل إن مجلس شورى مجاهدي درنة أعلن “بلوغه قاعدة طبرق الجوية والتأكد من خلوها من أي وجود عسكري”.

ردود الفعل الدولية منذ الهجوم على الهلال النفطي الجمعة الفارطة كانت باهتة و اكتفت بدعوة الأطراف إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، إلا أن السفارة الإيطالية في طرابلس رحبت بنشر قوات رئاسية في الهلال النفطي واعتبرتها خطوة في الاتجاه الصحيح. صفحات التواصل التابعة لقوات حفتر صبت جام غضبها على هذا التصريح الإيطالي.

تصويت مجلس نواب طبرق أمس بالإجماع على إلغاء اعتماد اتفاقية الصخيرات و الذي يعني أنه لم يعد يعترف بحكومة الوفاق المنبثقة عنها يأتي ردا على الهجوم على الهلال النفطي وخروجه من سيطرة اللواء حفتر.

يبدو أخيرا أن قرارا غربيا اتخذ بتوسيع سلطة حكومة الوفاق على الأراضي الليبية ودعمها سياسيا و عسكريا، قبل أن يغير تدخل روسي في الشأن الليبي المشهد ويقلب موازين القوى لصالح الطرف الحليف لروسيا كما حدث في سوريا. خاصة أن الخارجية الروسية كانت قد عبرت في الثالث من مارس الجاري اي ليلة الهجوم عاى الهلال النفطي “عن استعدادها لتوحيد ليبيا”.