مقتل ثلاثة مدنيين واصابة العشرات في غارات على الغوطة الشرقية لدمشق غداة اعلان روسيا وقفاً لاطلاق النار فيها
2017-03-08 00:00:00 - المصدر: راي اليوم
بيروت – (أ ف ب) – قتل ثلاثة مدنيين على الاقل الاربعاء واصيب العشرات بجروح جراء غارات استهدفت أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، بعد أقل من 24 ساعة من اعلان روسيا وقفاً لاطلاق النار في المنطقة.
وفي شمال سوريا، تواصل قوات النظام السوري بدعم روسي تقدمها في ريف حلب الشرقي حيث باتت على اطراف مطار عسكري يسيطر عليه الجهاديون منذ العام 2014، تزامنا مع استمرار عمليات نزوح المدنيين خوفاً من شدة القصف.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الاربعاء ان “شابا وامرأة قتلا الاربعاء كما اصيب 11 اخرون على الأقل جراء غارات استهدفت مدينة دوما” ابرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق.
واشار الى ان طائرات حربية “لم يعرف اذا كانت سورية ام روسية” استهدفت مدينتا عربين وزملكا، حيث قتل مدني، تزامنا مع قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام على مدينة حرستا. وتسبب القصف على المدن الثلاث باصابة 12 شخصا على الأقل بجروح.
وقال عبد الرحمن “انها الغارات الأولى منذ اعلان روسيا عن وقف اطلاق النار” في المنطقة.
وافاد مراسل لفرانس برس في مدينة دوما بان الاهالي سارعوا للاختباء في منازلهم، خشية من تجدد الغارات. وقالت زينة، وهي ربة منزل مقيمة في دوما لفرانس برس عبر الانترنت “الوضع مأساوي والقصف مستمر وكثيف”.
ويأتي تجدد الغارات اثر هدوء شهدته الغوطة الشرقية لدمشق منذ اعلان الجيش الروسي مساء الثلاثاء وقفا لاطلاق النار في المنطقة، قال ان تطبيقه بدأ منتصف ليل الاحد الاثنين على ان يستمر حتى العشرين من الشهر الحالي.
وتعد منطقة الغوطة الشرقية لدمشق والتي تتعرض بشكل دائم للغارات والقصف، ابرز معاقل جيش الاسلام، الفصيل المعارض الواسع النفوذ في ريف دمشق.
وقال محمد علوش القيادي في جيش الاسلام لفرانس برس ان “اعلان روسيا وقفاً لاطلاق النار في الغوطة الشرقية لدمشق هو اعلان سياسي فقط لكنه غير منفذ عسكريا”.
وقال ان روسيا، ابرز حلفاء النظام السوري، “تريد ان تقدم نفسها حيادية وراعية للحل السياسي ولكن على الارض الوضع مختلف”.
واعتبر ان الاعلان الروسي “جاء متأخراً اذ كان من المفترض ان يعلن في الخامس من الشهر الحالي لكن النظام لم يلتزم” مضيفاً “حتى مع هذا الاعلان، لا يوجد التزام بنظام التهدئة”.
وترأس علوش وفد الفصائل المعارضة الى جولتي محادثات عقدتا خلال الشهرين الماضيين في استانا برعاية روسيا وايران، حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
وبحثت الجولتان تثبيت وقف لاطلاق النار تشهده الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 كانون الاول/ديسمبر بموجب اتفاق بين موسكو وانقرة، لكنه يتعرض لخروقات كثيرة خصوصا في الغوطة الشرقية لدمشق واحياء في شرق العاصمة.
– 142 قرية وبلدة –
على جبهة اخرى في محافظة حلب (شمال)، وصلت قوات النظام الاربعاء الى اطراف مطار الجراح العسكري حيث تخوض اشتباكات ضد تنظيم الدولة الاسلامية تترافق مع قصف وغارات سورية وروسية على مناطق الاشتباك ونقاط تواجد الجهاديين، وفق المرصد.
وقال عبد الرحمن ان قوات النظام تعمل على توسيع نطاق سيطرتها جنوب بلدة الخفسة التي تمكنت من السيطرة عليها الثلاثاء وعلى محطة ضخ للمياه تغذي مدينة حلب كان الجهاديون يتحكمون بها.
وباتت قوات النظام منذ بدء هجومها بدعم روسي منتصف كانون الثاني/يناير تسيطر على أكثر من 142 قرية وبلدة على الأقل في ريف حلب الشرقي.
وتدفع كثافة القصف الجوي والمدفعي المواكب للهجوم مئات العائلات الى النزوح يومياً من مناطق الاشتباك او تلك القريبة منها.
وشاهد مراسل لفرانس برس في محيط مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية الاربعاء وصول عشرات الشاحنات والسيارات المحملة بالاغراض والحقائب والركاب فيما كان نازحون اخرون برفقة اطفال يجلسون في ظل الشاحنات وسط الغبار في تلك المنطقة الصحراوية.
وقال ابو حمود الذي كان يقيم قرب محطة الخفسة وهو ينفث دخان سيجارته مع 13 شخصا من افراد عائلته واقربائه “بدأ القصف وهربنا بحثاً عن الامان” مضيفاً “نريد مساعدات للاطفال الذين ينامون في البرية.. لا طعام هنا وكل الناس ترانا لكنها لا تفعل شيئاً”.
ويكرر المسؤولون المحليون في منبج مناشدة المنظمات الدولية والاغاثية تقديم المساعدات لعشرات الاف النازحين الى مناطقهم.
ويعرب عبو الكساب النازح من بلدة الخفسة عن انزعاجه من الوضع الصعب. ويقول هذا الرجل الخمسيني “تعبنا، كل ساعة ياتي احد ليطالبنا باظهار الهوية، في المحصلة سنضع الهوية على صدرنا ونمشي”.
ولا ينكر امتعاضه من كثرة الاجراءات بعد تحكم الجهاديين بهم لفترة طويلة. ويضيف “داعش أشبه بالسرطان ويجب استئصاله من جذوره”.
وذكرت منظمة الامم المتحدة الاحد ان 26 الف شخص على الاقل فروا منذ 25 شباط/ فبراير الماضي جراء هذا الهجوم، وتوجه كثيرون منهم الى مدينة منبج وريفها.
لكن مسؤولين محليين والمرصد اكدوا نزوح الاف اخرين في الساعات الـ48 الاخيرة مع تقدم قوات النظام.
وتشهد سوريا منذ 15 اذار/مارس 2011 نزاعا داميا تسبب بمقتل اكثر من 310 الاف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.