"لن يعيشوا بأمان"..لماذا يُقتل العراقي حتى خارج حدوده؟
العراق/بغداد
بعد كل ما ذاقه المواطن العراقي، وعلى مدى عقود كاملة، من رعب "الأمن العامة" إلى السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، يستمر بـ"الحياة"، لكن أي نوع من الحياة التي يعشها المواطن، وهو حتى غير آمن خارج حدوده؟!.
يَفترض العراقي انه في حال خروجه من العراق، سيكون بمأمن من "التايهات" ويتخلص من قلق انفجار أي شيء قربه، ممكن أن يودي بحياته أو يجعله معاقا طيلة حياته، لكن هذه الفكرة، باتت غير مجدية أيضا، بعد استهداف الزوار العراقيين في دمشق صباح يوم أمس، حيث تعرض 160 شخصا إلى القتل والإصابة جراء تفجير عبوات ناسفة استهدفت حافلاتهم قرب إحدى المقابر.
استهداف الزوار من قبل التنظيمات الإرهابية، يشير إلى أن "العراقي" متابع أينما ذهب، وأن تنظيم داعش يحاول النيل منه بأي طريقة كانت، سواء في الداخل أو الخارج، وكل هذا يجري بعد الانتصارات التي تحققت في الأرض، وقرب نهايته في العراق، فلجأ إلى هذه الأفعال، لكن من يدفع الثمن؟.
الإرهاب الذي نخر الجسد العراقي، وبات كابوسا يهدد أمن المواطن، حتى مع الانتصارات التي تحققت في المعارك ضده، لم يتوقف حتى الآن عن عملياته البشعة، وسوريا خير دليل على ذلك، والأمر الذي أدى إلى نكبة صباح أمس، ربما يكون بسبب استهداف الطائرات العراقية لمعاقل التنظيم في البو كمال السورية.
لكن، هل ستكون هذه التفجرات، محفزا جديدا لرئيس الحكومة حيدر العبادي لكي يوسع من العمليات الأمنية الجارية في الموصل، وتشمل معاقل التنظيم في سوريا؟.
تسريبات صحفية أشارت، إلى طلب واشنطن من العبادي أن يشارك جهاز مكافحة الإرهاب بعمليات تحرير الرقة، وبقي هذا الطلب رهنا بموافقة العبادي، الذي وبحسب المصادر، فأنه طلب أولا أن يتم تحرير الأراضي العراقي.
وفي هذا الجانب، اعتبر القيادي في اتحاد القوى السورية سعد القصير، أن "اللعب على وتر الطائفية بات أمراً مرفوضاً تماماً من جانب الجميع، والدول والأجهزة التي تحاول أن تلعب على هذا الوتر معروفة للجميع، ولكن كل حيلها وألاعيبها باتت مكشوفة، ولن تنجح".
وأضاف القصير، أن "الدولة السورية ستظل متماسكة، خاصة مع نجاح الخطوات المتلاحقة للتوصل إلى حل للأزمة السورية سياسياً، بعيداً عن التحركات المسلحة، وهو ما يحمل انفراجة قريبة في الأزمة".
وتابع "حادث التفجير الذي استهدف العراقيين في قلب العاصمة السورية دمشق أمس، ليس له أي تفسير، إلا أن هناك محاولات لإفساد المناخ العام المبشر بحل للأزمة السورية يحقن دماء أبناء الشعب السوري، ويطرد الإرهابيين من معادلة الحكم تماماً".