اخبار العراق الان

ظریف: هدف زیارتی الى قطر کان بناء بعض الجسور مع الجیران

ظریف: هدف زیارتی الى قطر کان بناء بعض الجسور مع الجیران
ظریف: هدف زیارتی الى قطر کان بناء بعض الجسور مع الجیران

2017-03-17 00:00:00 - المصدر: وكالة تنسيم


وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان محمد جواد ظريف قال في معرض رده على سؤال حول إحتمالات عمل عسكري على إيران، لا أعتقد ذلك صراحةً، إذ تواجه إيران التهديدات منذ قرابة الأربعة عقود، حيث  أن البعض في المنطقة وخارج المنطقة قد استخدموا سبلاً مختلفة للضغط على إيران.

واضاف، ربّما تذكرون أن إيران بالطبع عاشت حرباً لثمانية أعوام حين أن العالم برمّته تقريباً كان يدعم المعتدي، أي صدّام حسين. وفي المنطقة جيراننا لسوء الحظ في الخليج الفارسي قد دعموا وموّلوا وسلّحوا صدّام حسين الى جانب القوى العظمى الأساسية التي وفّرت الدعم لصدْام حسين وقد استخدم السلاح الكيميائي ضد إيران، ولم يفلح، ولم يتمكّن من تركيع الأمة الإيرانية.

وتابع، وخلال هذه الحرب ومنذ ذاك الحين حرمت الولايات المتّحدة الأمريكية إيران من سبل الدفاع الأساسية، لكن الشعب الإيراني قد واجه ذلك وقام بتطوير سبل الدفاع الخاصة به وتمكّن من أن يوجد تحدياً أساسياً بالنسبة لأي معتدي، ومنذ سنوات وأمريكا تفرض العقوبات على إيران وقد أسموها بالعقوبات المقيّدة الى شكلٍ كبير، وهذا ليس بالأمر الجديد، أي ما يتحدّث عنه ترامب وتتحدّث عنه إدارة ترامب حيث أن إدارة أوباما في الواقع ربّما فرضت العقوبات الأكثر صرامةً في التاريخ الأميركي على إيران، لكن أيّاً من ذلك لم يفلح.

ورأى ظريف أن ما دفع إدارة أوباما للتفاوض مع إيران هو أنها تيقّنت، وذلك بعد فترة طويلة، تيقّنت أن استخدام سبل الإكراه والضغط على إيران لا يجدي الثمار المطلوبة بل يؤدي الى نتيجةٍ معاكسة تماماً، لهذا السبب أتت هذه الإدارة الى طاولة المفاوضات.

وأضاف، وجيراننا في المنطقة يجب أن يعوا كذلك أننا لا نستمد أمننا من مصادر خارجية، وبالتالي لا تؤثّر فينا الضغوط الخارجية ولا تهدّد أمننا، نحن نستمدّ الأمن من الشعب الإيراني على الرغم من الضغوطات، وبالتالي حريّ بالجيران في المنطقة أن يتقبّلوا هذا الوضع وألّا يأملوا أو يتمنّوا أو حتى يُحاكوا فكرة أن يأتي أحد من خارج المنطقة للضغط على إيران.

وتابع، بالتالي بالنسبة إلينا ولجيراننا في منطقة الخليج الفارسي، بما في ذلك السعودية، لا بدّ من العمل معاً والتعاون بهدف ضمان السلام في هذه المنطقة وبهدف إحلال السلام في البلدان المختلفة مثل البحرين واليمن وبهدف السماح للشعب السوري بأن يقوم باتّخاذ خياراته الخاصة وأن يقرّر مصيره، وأعتقد أن مثال لبنان حيث الشعب اللبناني سُمح له أن يتّخذ قراره هو مثال يبرهن عن نجاحه، أكان ذلك على مستوى انتخاب الرئيس أم رئيس الوزراء، للمرة الأولى منذ أكثر من عامين بات للبنان رئيس ومجلس وزراء، ذلك لأن الجميع قرّر في نهاية المطاف أن يسمح للشعب اللبناني بأن يقوم باتّخاذ خياره ولا بدّ وأن نقوم باتّباع المثل نفسه في بلدان المنطقة وإيران شريك قادر ومستعدّ لذلك.

وفيما يخص التهديدات الإسرائيلية لايران قال ظريف، أعتقد في الواقع أن إسرائيل حاولت ولمدّة طويلة أن توجد غشاوةً لتخفي جرائمها، تنتهك إسرائيل حقوق الفلسطينيين كل يوم، وهي التهديد النووي الأكبر والأوحد بالنسبة للمنطقة والعالم، وقامت بارتكاب أفعال عدائية ضدّ كل شعوبب المنطقة بما في ذلك لبنان وفلسطين والأردن وسوريا وكل البلدان تقريباً، حتى مصر، كل هذه البلدان قد واجهت يوماً ما الإعتداءات الإسرائيلية الى جانب الإنتهاكات اليومية لحقوق الفلسطينيين، فضلاً عن حصار أهل غزّة، كلّها جرائم ضد الإنسانية. وحاولت إسرائيل كذلك على مرّ السنوات الكثيرة الماضية أن توجد هذه الغشاوة لكي تتمكّن من خلفها أن تواصل ارتكاب هذه الجرائم الى جانب تحويل إيران الى تهديد أمني، ذاك كان الهدف الأساسي وآلية أساسية لإسرائيل لتحقيق ذلك.

وأضاف، لكن مسار الإتّفاق النووي قد أدى الى إفشال تلك المحاولات، وحالياً نتنياهو يستخدم كل المحاولات بما في ذلك إستخدام التاريخ، فيقول أن إيران التي قامت بإنقاذ اليهود عدّة مرّات في التاريخ يتّهمها بأنها تحاول ذبحهم.

وحول تغريدات ظريف ونتنياهو اكد ظريف ان ايران لاتقر بإسرائيل أساساً، قائلا، ان نتنياهو قام بتشويه التاريخ وبتشويه حتى ديانتهم من خلال إطلاق هذه الإتّهامات ولم يرد على ذلك. ما قلته كان يستند الى الكتابات حيث أن الإيرانيين قد أنقذوا اليهود ثلاث مرات في التاريخ، مرّتان مذكورتان في الكتابات المقدّسة والجميع يعرف ذلك. لكنه بالطبع مستعدّ أن يفعل كل شيء ليخلق هذه الواجهة، هذه الغشاوة ليخفي جرائمه خلفها وجرائم النظام الصهيوني.

ونوه ظريف الى ان إيران لطالما احترمت أتباع النبي موسى عليه السلام، فالمسلم يجب أن يحترم كل الأنبياء، وفي إيران توجد فئة كبيرة من اليهود ولديهم حتى من يمثّلهم في البرلمان، وبالتالي تصريحات كهذه هي تصريحات واهية.

وحول تخلي ادارة ترامب عن الاتفاق النووي قال ظريف، شخصياً لا أعتبر أن الإتّفاق النووي كاتّفاق بين إيران والولايات المتّحدة الأميركية هو اتّفاق متعدّد الأطراف، لقى الدعم من جانب مجلس الأمن، وهو اتّفاق الجميع، ربّما باستثناء نتنياهو فحسب الى جانب بعض داعمي النظام الصهيوني في الولايات المتّحدة الأميركية، والآخرون كلّهم يعتقدون أنه أفضل ضمانة للأمن والسلام والإستقرار الإقليمي.

واضاف، إيران تعتبر أن السبب الذي حذا بالولايات المتّحدة الأميركية الى المشاركة في المفاوضات، لم يكن بداعي أيّ طموحٍ بمصادقة إيران، فلقد جرى اختبار كل الخيارات الأخرى من جانب إدارة أوباما حيث كما قلت قامت إدارة أوباما بفرض العقوبات الأكثر صرامة على إيران وكان لها الأثر الاقتصادي الكبير، إلا أن نتيجة هذه العقوبات، والمهم ليس الأثر الاقتصادي فحسب بل الأثر السياسي، إذاً النتيجة السياسية كانت معاكسة تماماً لما أراده هؤلاء. بالتالي كنتيجةٍ لهذه العقوبات قامت إيران بتعزيز قدراتها على مستوى برنامجها النووي السلمي. بالتالي من المهم بالنسبة للإدارة الجديدة وأعتقد أن الإدارة الجديدة عاجلاً أم آجلاً سوف تتيقّن أن الخيار الأمثل بكل بساطة هو تطبيق ما جاء في الإتّفاق.

وفيما يخص الاتصال بين ايران وادارة ترامب قال ظريف، في إطار تطبيق الإتّفاق النووي توجد قنوات إتصال مفتوحة بين الزملاء، الأشخاص المسؤولون عن تطبيق الإتفاق النووي يتواصلون مع أقرانهم في الولايات المتّحدة الأميركية الى جانب النظراء الأوروبيين والروس والصينيين، وهذا ما نسمّيه بالهيئة المشتركة، وبالتالي عندما يجتمعون معاً يجتمعون على مستوى نوّاب وزراء خارجية أو نوّاب آخرين وبالتالي هذه القنوات تبقى مفتوحة ولواها لما كان تطبيق الإتّفاق بهذه الإنسيابية ولا بدّ إذاً من (تتليل) المشاكل، إلّا أن على المستوى السياسي بيني وبين وزير الخارجية الجديد لا من قنوات اتّصال مفتوحة لكن نتواصل، وأعتقد أن وزير الخارجية الجديد يقوم باعتماد سلوك مختلف ولم نقاربه بعد.

وفي ما يتعلّق عدم الغاء الاتفاق النووي من قبل امريكا، قال وزير الخارجية الايراني، هو بكل بساطة الخيار المنطقي الذي يجب اتّخاذه، نحن سنكون جاهزين لأي احتمال، في حال قرّروا تطبيق الإتّفاق بنيّة حسنة فذلك يكون الخيار الأمثل للجميع برأيي، وذلك هو الخيار الأمثل بالنسبة إليهم برأيي تصب في مصلحة الولايات المتّحدة الأميركية وبالطبع هو الخيار الأمثل بالنسبة إلينا، لكن لا يعني أن الخيارات الأخرى معدومة. لقد جرى النظر في كل الخيارات الأخرى على مستوى القمم السابقة، وأردنا أن نحرص على أن الإتّفاق عندما يفقد مغزاه تبقى لنا إمكانية العودة لتفعيل برنامجنا بطريقة مسرّعة، ذلك ليس الخيار الذي نبتغيه، ذلك ليس الخيار الذي نفضّل لكنّه مطروح.

وحول تأثيرات السعودية وإسرائيل في ما يتعلّق بالإتّفاق النووي على قرارات إدارة ترامب، قال ظريف، من نافلة القول أنه منذ البداية السعودية والنظام الصهيوني حاولا منع الجميع من التوصّل لهذا الإتّفاق وقد استخدما كل سبل النفوذ الحاضرة أمامهم في إطار عملية التفاوض، ولم يكن ذلك بالأمر السرّي بل حصل علناً. وبعد نهاية المفاوضات في تموز يوليو من عام ٢� ١٥ حاولا منع تطبيق الإتّفاق عبر الكونغريس وعبر قنوات أخرى، إذاً حاولا كل طريق وكل سبيل ممكن لتقييد هذا الإتّفاق، ولا أتوقّع منهما أن يتوقّفا عن ذلك الآن، على الأرجح أنهما سيران في ذلك فرصة إضافية، وبرأيي هما مخطئان وليست تلك بالسياسة الحذرة لا سيّما بالنسبة للمملكة العربية السعودية نحن لا نقرّ أساساً بإسرائيل وليست لنا أي علاقات مع إسرائيل، إلا أن السعودية هي دولة إسلامية ونعتبر أننا قادرون على نشأ علاقات جيّدة معها، فلا نعتقد أنه يجدر بها أن تفكّ كل إمكانية للإرتباط معنا.

وفيما يخص وضع خطّة ربّما لمواجهة إيران بشكل عملي في المنطقة بعد اللقاء الذي حصل بالأمس بين وليّ وليّ العهد السعودي والرئيس ترامب، قال ظريف، أكرّر، لم أطّلع على مضمون النقاش الفعلي، ولكنني واثق من أنهم في حال واظبوا على السياسة التي انتهجوها منذ سنوات سيواصلون الإعتماد على مصادر خارجية لفرض الضغوط على إيران، بالتالي نصيحتي لجيراننا السعوديين هي التالية، الخيار الأفضل بكثير والحذر أكثر بكثير هو إشراك إيران بدل من إشراك الآخرين لإلحاق الأذية بإيران، ففي نهاية المطاف هكذا مشاركة لن تؤدي الى تحقيق مصلحتهم وتؤذي الجميع.

وحول مواجهة ايران للحلف العسكري مع دول الخليج وإسرائيل لمواجهة إيران، قال ظريف، سيكون من المؤسف أن نرى بلداناً إسلامية تصطف الى جانب بلدان أخرى تروّج لعداوة بين البلدان الإسلامية، وذلك يدلّ على مستوى عارم من فقدان الأمل، لكن ليس عليهم أن يشعروا كذلك، إيران صديقة العالم الإسلامي وهي في قلب العالم الإسلامي ونحن مستعدّون للتعامل معهم في إطار مستند الى الإحترام المتبادل لعدم التدخّل كذلك في الشؤون الداخلية لكل بلد فضلاً عن عدم اتّخاذ أي مواقف عدائية، وإذا ما عدتم الى صفحات التاريخ لم نقم بدعم أو ارتكاب أي عملية عدائية ضد أي من الجيران وكنّا قد سبقنا مجلس التعاون الخليجي للتنديد باجتياح صدّام حسين للكويت ولكنّهم دعموه في ٨ سنوات حربٍ على إيران.

وأضاف، في الواقع نحن نعتبر أنها قامت باتّخاذ خيارات سيّئة، وليس خطؤنا أن هذه الدول قرّرت أن تدعم صدّام حسين في الحرب، لم نتّخذ ذاك الخيار، وليس خطؤنا أنها قرّرت أن تجتاح وتقصف اليمن من دون سبب لسنتين، وليس خطؤنا أنها قامت بتدمير ما تبقى من البنى التحتية في اليمن أو أنها قرّرت أن تدعم حركة طالبان في أفغانستان أو أن تدعم كذلك داعش وجبهة النصرة في سوريا والعراق. بالتالي أعتقد أن الخيار الجيّد ما أن يُتَّخَذ بأسرع وقت ممكن، لا أريد أن نستثني أي جهة في العالم الإسلامي من العالم الإسلامي، نعتبر أننا جميعا مدعون الى العمل معاً لنرتقي بالعالم العربي والإسلامي. ونحن لا نرى أي حاجة للمواجهة أو للإقصاء، بالتالي في حال اتّخذ هؤلاء خياراً خاطئاً لا بدّ أن يلوموا أنفسهم وليس إيران.

وحول ثقة ايران بإعادة إحياء المفاوضات، مسار التفاوض الفلسطيني، قال وزير الخارجية الايراني، نحن لم نقتنع يوماً بجهوزية أو قدرة النظام الصهيوني على التقيّد بهكذا خيار سلمي، فهو نظام يستند الى أعمال عدائية وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني ولا تغيّر على هذا المستوى إطلاقاً. أعتقد أن العالم العربي قد شهد على ذلك مباشرةً على مرّ السنوات ال٢٧ أو ٢٨ الماضية، وبالتالي هذا النظام غير مستعد لتلبية الحدّ الأدنى من الطلبات الفلسطينية.

وأضاف، نحن مستعدّون لتقديم الدعم الى كل الفلسطينيين بهدف تحقيق الوحدة الوطنية وبهدف التوصّل الى تشكيل جبهة موحّدة في وجه الإعتداءات، وكذلك المطالبة بالإسترداد الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هذا طلب أساسي، الوحدة، وحدة كل الفلسطينيين هو شرطٌ مسبق لاسترداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ونحن بالطبع مستعدّون للمشاركة في هذا المسعى الى حدود قدراتنا وحدود طلب الشعب الفلسطيني لنا بفعل ذلك بأهداف إحراز تقدّم في هذه الأجندة وهي الأهم، ونحن من جهتنا مستعدّون لتقديم المساعدة بهدف إستعادة الوحدة الفلسطينية وبرأيي هي الأولى.

وحول رأيه حول عدوان قريب على غزة أو لبنان قال محمد جواد ظريف، أعتقد أن الإعتداء الإسرائيلي الأخير على غزة ولبنان على حدّ سواء لا بدّ وأنه لقّن الإسرائيليين درساً مفاده أن شعبي فلسطين ولبنان الجسورين ليسا بالهدف السهل.

وفيما يخص مخاوف اسرائيل حول ان إيران أصبحت على الحدود مع إسرائيل اكد وزير الخارجية الايراني ان إيران تساعد كل من يحارب الإرهاب، قائلا، مساعدتنا في سوريا جاءت في إطار محاربة داعش وجبهة النصرة والمنظّمات النظيرة، وذلك يستند الى ركائز سياستنا الخارجية، ومن يتنبّه لذلك من الغربي أنه لا يتنبّه الى أننا قمنا بمساعدة السيّء برازاني والأكراد في العراق عندما واجهوا تهديداً مماثلاً، البلد الوحيد الذي سارع لمساعدة السيد البرازاني والأكراد عندما كان تنظيم داعش يتقدّم باتّجاه إربيل، كان إيران، بالتالي نحن لا نسعى لنكون موجودين في أي مكان بل نسعى لوجود جبهة موحّدة ضدّ داعش، وهذا ما يحفّزنا لنكون متواجدين في هذه المنطقة، لكن في نهاية المطاف هو قرار لا بدّ من اتّخاذه بين إيران وسوريا من دون أي ارتباط مع جهات أخرى.

وحول محاربة داعش قال ظريف، نحن نعتقد أن الحاجة تتطلّب جهد عالمي منسّق ضد داعش، الأمر لا يقتصر على مسألة نشر جنودٍ في الميدان، فبالنسبة إلينا نشر جنود في الميدان مثلاً في سوريا من شأنه أن ينشد زخماً إضافياً لداعش بدلاً من أن يدمّرها، لكن التعاون ضد داعش لا يقتصر على السبل العسكرية، لا بدّ من تجفيف المصادر لتمويل داعش وتجفيف مصادر تطويع المنضمّين الى داعش، نرى كل الأسلحة التي تستخدمها جبهة النصرة وداعش، يوجد من يصنّعها ولها أرقام تسلسلية، يمكننا تتبّع مصادرها، وأعتقد أن الولايات المتّحدة الأميركية في حال كانت جديّة في محاربة داعش.

وحول مدى التباين في وجهات النظر بين ايران والحكومة السورية وايران وروسيا قال ظريف،  عندما نتحدّث عن الحكومات تبرز دوماً اختلافاتٍ في وجهات النظر داخل كل حكومة فضلاً عن خلافات بين الحكومات، لكن ما يوحّد إيران وروسيا وسوريا هو يقيننا بأن هذه المنظّمات الإرهابية تشكّل تهديداً بالنسبة للبلدان الثلاثة والعالم برمّته. بالتالي توجد حاجة حقيقية لمحاربة هذه المنظّمات، فضلاً عن ذلك لدينا بالطبع مجالات أخرى نشترك في وجهات النظر بها حيث لا بدّ من وجود حلٍ سياسيّ سريع للأزمة السورية، حل سلمي يشرك الجميع باستثناء الإرهابيين بالطبع.

وأضاف، وأعتقد أن إحدى مجالات التوافق الأساسية الأخرى هي أن الشعب السوري هو صاحب القرار النهائي. كلّها قضايا أساسية وهامّة بالنسبة للقتال الدائر في سوريا، بالطبع إيران وسوريا حليفان وصديقان وثيقان منذ عقودٍ ولّت وبالطبع تبقيان دولتان مقرّبتان وإيران وروسيا جارتان أساسيّتان، تربطنا العلاقات الإستراتيجية بروسيا وقد وقفت روسيا الى جانب إيران في أوقاتٍ عصيبة، وحالياً لدينا إحدى مجالات التعاون الأهم على مستوى العلاقات الثنائية الخارجية بالنسبة لإيران مع روسيا. بالتالي أعتبر أن العمل الذي نقوم به مع روسيا ومع تركيا أملاً بالتوصّل لوضع حدٍّ للأعمال العدائية في سوريا على أساسٍ أكثر استدامةً والتوصل الى حلٍ سلمي هو إنجاز هام،

وتابع، ولكن بالنسبة للعلاقات بين إيران وروسيا وسوريا، لطالما كانت هناك بعض المجالات حيث نختلف في وجهات النظر بالنسبة لبعض البنود المعيّنة، ولكن لم نشهد على أي انقسام بين إيران وسوريا وروسيا بالنسبة للقضايا الهامّة.

وشدد ظريف على ان إيران لا تشارك في عملية بناء التحالفات والإئتلافات، تربطنا علاقات قوية جداً ومتينة مع روسيا، روسيا جار أساسي ونتعاون بشكل فاعل جداً مع روسيا وبالتالي ننظر الى علاقتنا مع روسيا من المنظور الإستراتيجي الطويل الأمد.

واوضح ظريف انه إن كان تعاوناً بين روسيا والولايات المتّحدة الأميركية كفيل بإنهاء الأعمال العدائية في سوريا وإنهاء الدعم الأميركي لهذه المنظّمات المتطرّفة فلن نعارض ذلك. عندما تفاوض وزير الخارجية لافروف ووزير الخارجية كيري على إنهاء النزاع في سوريا قدّمنا آراءنا بالشركاء الروس بالنسبة للمطالب كما نرى بالنسبة لإنجاح هذه المحادثات، لكن لسوء الحظ هذه المحادثات لم تفضي الى أي إنجازٍ كما ارتقبنا، ولكن ليس في ذلك أي تباين، روسيا كانت مشاركة في مسار حيث كان هذا المسار غير كفيل بالتوصّل الى حلّ. ثمّ قرّرت روسيا أن تعمل مع إيران وتركيا في مسار كان أكثر أهمية وإنتاجاً للنتائج.

وأضاف، حتى الآن ربّما لم نتوصّل عبر آستانة الى وقفٍ كامل ومثالي للأعمال العدائية لكن الوضع أفضل بكثير مما كان عليه في الماضي قبل إطلاق المساعي الإيرانية والروسية والتركية، بالتالي ليس الوضع مثالياً، المشاكل تبقى موجودة ونعتبر أن بعض المنظّمات المسلّحة تقوم بانتهاك الإتّفاق وخرقه مع وجود عمليات قتال داخلية مع مجموعات مسلّحة ووضع جبهة النصرة، كلّها تطوّرات هامّة تسترعي الاهتمام والإنتباه، ونرى أن بعض الشركاء بما في ذلك تركيا قد لا يكونوا مستعدّين تماماً لاستخدام كل ما لديهم من نفوذ للضغط على هذه المجموعات المسلّحة لدفعها لطاولة التفاوض. لكن على الرغم من ذلك لا زلنا نعتبر أن هذا الخيار هو الأفضل حالياً، لا توجد خيارات كثيرة حالياً في سوريا، إلّا أنّ الوضع الإنساني في سوريا هو وضع كارثي، ومعاناة الشعب السوري طالت كثيراً، وبالتالي إيران ملتزمة باستغلال كل فرصة متاحة لإنهاء هذه المعاناة.

واضاف، أذكّركم بأننا قمنا في الواقع بوضع خطّةٍ لإنهاء الأعمال العدائية في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، ولسوء الحظ وقتها كان البعض يتطلّع الى نتائج مختلفة، ونحن سعداء اليوم لأن الجميع يتطلّع الى حلٍّ سلمي، وأيّ حل من شأنه أن ينهي معاناة الشعب السوري وأن يلحق الهزيمة بهذه المجموعات المتطرّفة الإرهابية وأن يسمح للشعب السوري بممارسة حريّة الإرادة والخيار هو الحل الذي يجب أن نسعى إليه.

وحول انتقاد تركي في مؤتمر ميونيخ لإيران ورد ايران بشكلٍ قاسٍ وتبعه اعتذار من قبل تركيا، قال ظريف، لا يسعني أن أفسّر سلوك وتصرّف الجيران الأتراك، لكن ما يسعني قوله أنه بالنسبة لنا العلاقات مع تركيا هامّة، تركيا جارٌ هام وطرفٌ فاعل أساسي في هذه المنطقة، ونعتبر أن تركيا يجب أن تعمل على منغ المنظّمات الإرهابية من الوصول الى سلاح وتمويل والى المتطوّعين الجدد، وهذا دورٌ محوري، ونحن طبعاً مستعدّون للعمل مع تركيا على حل القضايا الإقليمية. وبالنسبة للمسائل الثنائية نحن يربطنا في الواقع أواصر تعاون ممتازة مع تركيا على المستوى التجاري وعلى مستوى النقل والإقتصادي.

واضاف، نحن أصدقاء مع تركيا ونريد أن تربطنا علاقات أقوى حتى مع تركيا، ولدينا خطّة لرفع مستوى التبادل الثنائي التجاري الى حد الثلاثين مليار دولار. وبالنظر الى زيارتي الى تركيا، خلال الأشهر الخمسة أو الستة الماضية عرفنا خمس أو ست زيارات ثنائية، ومؤخّراً التقيا الرئيسان في إسلام أباد على هامش قمّة منظّمة التعاون الاقتصادي في اجتماعٍ كان إيجابياً للغاية حيث شدّد مجدّداً على الإرادة السياسية للطرفين بتطوير العلاقات الثنائية والى حدّ المستطاع المشاركة في حلّ القضايا الثنائية. وبالطبع لدينا بعض الإختلافات بالنسبة لسوريا وقضايا أخرى.

وفيما يخص تصاعد اللهجة تجاه إيران في الآونة الأخيرة من قبل تركيا، وهل مردّه الى تعويل تركي على سياسة الرئيس دونالد ترامب، قال ظريف، أعتقد أن بعض التصريحات التي صدرت عن تركيا لم تكن فيها الكثير من الود ولم تكن ملائمة وآمل ألا تتكرّر.

و رأى وزير الخارجية التركي أن التصريح الذي صدر عن تركيا ومفاده أن إيران تدعم السياسة الطائفية تناسى أن الحكومة الإيرانية التي لا يمكن نعتها بالطائفية قد بقيت ساهرةً طوال الليل لتحرص على عدم وجود أي حكومة غير ديمقراطية كان ذلك خلال الإنقلاب أم بعده في المنطقة.

وحول هل الروس أخبروا ايران ما كان الحديث أو الطلب من قبل بنيامين نتنياهو في اللقاء مع الرئيس بوتين في ما يتعلّق بإيران قال ظريف، ما سمعناه علنياً هو ما سمعناه منذ سنوات، وأعتقد أن ذلك يندرج في إطار النهج السياسي الذي ينتهجه نتنياهو في كل مكان في محاولات لإيجاد هذه الغشاوة على جرائمه.

وحول ثقة ايران من الموقف الروسي الى جانب إيران في وجه هذا الدخان الذي يصدره نتنياهو قال، نحن بكل بساطة نعتمد على شعبنا، وبالإعتماد على شعبنا تمكّنا من تذليل كل هذه المحاولات للضغط على إيران، نواصل بالطبع الإعتماد على شعبنا وتربطنا علاقات جيّدة جداً مع روسيا ونحاول دوماً أن نحافظ على العمل معهم بطريقةٍ جدّية وصادقة ومباشرة بالنسبة لكل القضايا، وبالطبع نبقى معتمدين على أنفسنا وعلى شعبنا، فيما بالطبع نثمّن كثيراً صداقتنا مع روسيا ودولٍ أخرى.

وفيما يخص سياسة ايران تجاه دول الخليج الفارسي اكد وزير الخارجية الايراني ان إيران وبناءً على موقعها الإستراتيجي وعلى مبادئها مهتمّة في نسج علاقات الجيرة والصداقة مع كل البلدان في منطقة الخليج الفارسي وفي كل المنطقة، فضلاً عن العلاقات مع العالم العربي والإسلامي، وذلك قد وجّه مصلحتنا وسعينا لإيجاد هذه العلاقات، لكن لا بدّ من جهوزية الطرفين لنباشر في هذه العلاقات، لكن لسوء الحظ نرى أن بعض الجيران يتحمّسون كثيراً ما أن يروا الضغوط الدولية تُفرَض على إيران، ولسوء الحظ في الماضي كانوا يحدّدون مسار مصالحهم ويربطونه بضغوط دولية مفروضة على إيران، ولذلك هم مستاؤون لهذا الحدّ من نجاح الإتّفاق النووي. نعتبر أن تلك السياسة كانت خاطئة فلم تكن غير فعّالة فحسب بل كانت كذلك خاطئة.

وفيمايتعلق بإمكانية حدوث خروقات في العلاقة مع السعودية بعد زيارة الرئيس روحاني الى سلطنة عمان والكويت، قال ظريف، لطالما كنّا مستعدّين للمشاركة في المساعي منذ الأيام الأولى، الرئيس روحاني في مؤتمره الصحفي الأول بعد تنصيبه عبّر عن جهوزيّته للمشاركة في العمل مع بلادان المنطقة، ونرى أن هناك الكثير من الفرص والإمكانيات المشتركة الى جانب التهديدات والتحدّيات المشتركة التي تستدعي منّا جميعاً العمل معاً بطريقةٍ موحّدة، وإيران تدعو الى تعاون إقليمي منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، أي منتصف الحرب الإيرانية العراقية، وقد انتهجت إيران هذه السياسة على مرّ إدارات مختلفة، فتلك ليست سياسة الرئيس روحاني أو إدارة معيّنة بل هي سياسة راسخة على مستوى إيران منذ عقود، هل ذلك ممكن؟.

واضاف، الأمر يعتمد كذلك على جهوزية الجيران، والزيارة التي قام بها الرئيس روحاني الى عمان والكويت والرسالة التي وصلتنا من أمير الكويت والرد من جانب الرئيس كلّها تعبّر عن وجود رغبة مشتركة للخروج من هذا السيناريو المؤسف الذي نجد أنفسنا فيه وللإنتقال الى سيناريو أفضل أكانت السعودية مستعدّة لذلك أم لا، هذه كانت الرسالة نفسها التي حملتها في قطر، وهذه هي الرسالة التي أوصلتها الى سمو الأمير في قطر منذ سنتين، مباشرةً بعد نجاح المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد ذهبت الى الكويت وقطر وردّدت بشكل إيجابي على مبادرةٍ لأمير دولة قطر للمشاركة ومجدّداً أعدت التأكيد على جهوزيّتنا لأن ذلك يستدعي وجود الجهوزية نفسها من جانب جيراننا السعوديين، وأن يفهموا مغزى التحدّيات التي تمثل أمامنا جميعاً، نعتبر أن الإرهاب المتطرّف يشكّل تهديداً ماثلاً أمامهم بقدر ما هو ماثل أمام الحكومة العراقية أو السورية، وعندما يتيقّنون أن هذا التهديد يهدّدهم كذلك سيكونوا مستعدّين للمشاركة في هذا الجهد المشترك الذي يسمح لنا بالإرتقاء بالعلاقات الثنائية.

وحول زيارة ظريف الى قطر حاملاً ربّما نوع من الوساطة للوضع في البحرين، تحديداً وضع الشيخ عيسى قاسم، قال ظريف، ذهبت الى قطر لمناقشة مسار العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة، بالطبع أبلغت سمو الأمير بوجهة نظرنا، وبما أننا نعتبر أن سلوك حكومة البحرين تجاه هؤلاء الأشخاص ورجال الدين المرموقين الذين دعوا دوماً الى استردادٍ سلمي لحقوق الشعب البحريني، وأن مواجهة مع هؤلاء من شأنها أن تقيّد الاستقرار والأمن في المنطقة. هذه هي الرسالة التي حملتها لكنها لم تكن الهدف من الزيارة، بل كان الهدف من الزيارة بناء بعض الجسور مع الجيران تيمّناً بسياستنا مع كل البلدان المستعدّة لذلك.

وفي الشأن اليمني قال وزير الخارجية الايراني، أعتقد أن هذه الحرب ما كان يجدر بها أن تبدأ يوماً، نحن نعتبر أن هذه الحرب كانت غير ضرورية وقد أفضت الى نتائج إنسانية كارثية، ندعو الى وقفٍ لإطلاق النار. قبل الحرب كنّا ندعو الى تسوية سلمية، وبعد الحرب، بعد بدأ القصف السعودي للمدنيين اليمنيين الأبرياء، وهذا هو الواقع معظم الضحايا الذين سقطوا في اليمن هم مدنيّون وبالتالي هذه الكارثة الإنسانية يجب أن تنتهي ونحن نقترح في هذا السياق كما اقترحنا بعد أسبوع أو أسبوعين من بدأ الإعتداءات عندما كان الرئيس أردوغان هنا في طهران خطّة من أربعة بنودٍ مبشّرة بحوارٍ بين الفئات اليمنية المختلفة وتشكيل حكومة واسعة النطاق والشمولية في اليمن.

وأعتبر وزير الخارجية الايراني أن الانقسام بين السنّة والشيعة لا يخدم مصلحة أي جهة ما خلا الصهاينة، يجدر بنا جميعاً أن نعمل معاً كمسلمين لإنهاء هذا الإنقسام، فالإقسام الطائفي لن يخدم مصلحة أحد، إيران منذ الثورة دعت دوماً للوحدة الإسلامية وتبقى هذه الوحدة السمة الأساسية لبلدنا ولثورتنا، وأعتقد أن هذه السمة يجب أن تبقى ذات أهمية قصوى بالنسبة لأي بلدٍ كان، السعودية وتركيا وباكستان وأندونيسا أي دولة إسلامية، يجب أن تكون توّاقة لذلك، ومصر أيضاً، كلّنا يجب أن نكون توّاقين لإنهاء أيّ انقسامٍ طائفي في العالم الإسلامي، فهو كارثي.

وحول مواجهة إيران لتصاعد اليمين المتطرّف في أوروبا رأى ظريف، أن هذا النهج يفرض تحدياً أمام الجميع، ليس العالم المسلم فحسب بل يعزز إمكانيات المجموعات المتطرّفة على تطويع الأتباع. والسؤال الذي أطرحه دوماً على الأوروبيين هو أنه كيف يمكن لهؤلاء الذين يقطعون رؤوس الأبرياء في سوريا والعراق أن ينطقوا بالفرنسية والإنكليزية بلكنةٍ ممتازة؟ أين أخطأتم؟

واضاف، هذا هو السؤال الذي لا بدّ أن يجيبوا عنه، لا بدّ لأوروبا من أن تتيقّن أن عدم إحترام القيم الإسلامية، وأذكر أن ديبلوماسياً أوروبياً قال يوماً أنه في حال انتقدنا في أوروبا أصحاب البشرة السمراء ينعتوننا بالتطرّف العنصري، وإن انتقدنا اليهود ينعتوننا بمعاداة السامية، لكن إن انتقدنا المسلمين فيعتبروننا أننا نمارس حريّة التعبير، هذه كارثة لا بدّ من أن توقظنا في العالم الإسلامي كي نتيقّن هذا الواقع، ولا بدّ من أن توقظ العالم برمّته، فمن خلال فعل ذلك هم يقدّمون الهدية المثالية للديماغوجيين المتطرّفين، تماماً مثل الحظر الذي جرى اعتماده في الولايات المتّحدة الأميركية ضد المسلمين كان هديةً للمتطرّفين.

المصدر: الميادين

/انتهى/