عمر وطفله لحظة الموت.. المأساة حاضرة
وقف سكان إقليم كردستان العراق، خمس دقائق في صمت تام، وتجمدت حركة المرور في شوارع المدن، تكريما لأرواح ضحايا مجزرة مدينة حلبجة الكردية.
مرت من السنوات 29، ولا تزال المأساة التي حدثت في الـ16 والـ17 من آذار/ مارس 1988 حاضرة في أذهان العراقيين، حين قضى آلاف الأكراد في قصف بالأسلحة الكيميائية شنتها الطائرات العراقية على حلبجة في عهد نظام الرئيس الأسبق صدام حسين.
الصورة أدناه لخصت مأساة السكان فيما صار يعرف بـ"مجزرة حلبجة"، فالمواطن عمر خاور أحد ضحاياها حاول من دون جدوى أن يحمي طفله من السلاح القاتل، لكنهما استسلما للموت.
ووصل عدد ضحايا مأساة حلبجة بحسب منظمات كردية وعالمية إلى حوالي خمسة آلاف، معظمهم من النساء والأطفال قضوا بأسلحة محرمة دولية أنزلتها طائرات سلاح الجو على مساكنهم.
ووثقت التقارير الدولية استخدام غازات الخردل والسارين وغازات أخرى تشل الأعصاب. وروى بعض الناجين أن رائحة الغازات كانت تشبه رائحة التفاح.
وتوفي لاحقا مئات الأكراد بأمراض مثل السرطان سببتها الغازات السامة.
وألقى الرئيس العراقي فؤاد معصوم كلمة في الذكرى الـ29 لمأساة حلبجة قائلا إن "المجزرة ستظل محفورة كجرح عميق في وجداننا، ولحظة أليمة يستمد منها شعبنا العزيمة لدحر قوى الشر".
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان أصدره بهذه المناسبة إن "جريمة حلبجة" لن تزيد العراقيين إلا قوة ووحدة، مضيفا أن العراق حارب "جيلا من الإرهابيين" اعتبرهم امتدادا "للنظام البعثي".
وأثر المأساة لم يفارق سكان حلبجة بعد، فمشافي المدينة لا تزال تشهد حالات ولادة مشوهة، بسبب آثار الأسلحة الكيميائية التي تبقى لسنوات طويلة.
وتجمع ناشطون من حلبجة أمام القنصلية الألمانية في أربيل مطالبين برلين بالاعتذار للأكراد، بسبب التقارير التي أفادت بأن أغلبية الأسلحة المستخدمة في قصف المدينة كانت من صنع ألمانيا.
واعتبر هؤلاء أن مدينتهم لا تزال "جريحة ومهملة"، في رسالة ناقدة لسياسيات حكومة الإقليم تجاه مدينتهم.
ويعتبر الأكراد وزير الدفاع العراقي الأسبق علي حسن المجيد المسؤول الأساسي عن ارتكاب هذه المجزرة التي تمت في سياق حملة أكبر سميت بـ"الأنفال" التي راح ضحيتها أكثر من 180 ألف كردي دفن غالبيتهم في صحراء عرعر بين العراق والسعودية.
وأعدم المجيد الذي لقبه الأكراد بـ"علي الكيماوي" في 2010 بعد فترة وجيزة من صدور حكم قضائي أدانه بارتكاب مجازر.
المصدر: موقع الحرة