اخبار العراق الان

ما بعد المباراة | نفس الأسماء والخطة لا تؤدي لنفس النتيجة يا إنريكي!

ما بعد المباراة | نفس الأسماء والخطة لا تؤدي لنفس النتيجة يا إنريكي!
ما بعد المباراة | نفس الأسماء والخطة لا تؤدي لنفس النتيجة يا إنريكي!

2017-03-20 00:00:00 - المصدر: موقع goal


ما الفارق بين مباراة المعجزة ومباراة فالنسيا؟

حقق برشلونة انتصارًا مهمًا على حساب فالنسيا بأربعة أهداف لهدفين في المُباراة التي لُعبت على أرضية ملعب الكامب نو لحساب الجولة الـ28، وعرفت مجموعة من النقاط السلبية في أداء الفريق الكتلوني خاصة دفاعيًا.

  برشلونة | لماذا كل ذلك الفارق بين اليوم ومعجزة باريس؟ 
قدّم برشلونة اليوم ما قد يكون أسوأ مباراة دفاعية له هذا الموسم، فالفريق افتقر لأمور كثيرة جعلته يُضرب بسهولة كبيرة من طرف مرتدات فالنسيا، وذلك حتى عند النقص العددي للخفافيش، وهو خيار من الصعب جدًا أن تفهمه من طرف لويس إنريكي، خاصة وأن فالنسيا يملك ما يكفي من الأسلحة الهجومية من أجل إلحاق الضرر بفريقه، واللعب بخطة 3-4-3 بتلك الأسماء بالذات كان به مقامرة كبيرة تفهمتها حينما حصلت أمام باريس سان جيرمان، لكن من الصعب تبريرها اليوم.

◄أولًا، دعونا نُجيب على تساؤل قد يجول في خواطر البعض: لماذا نفس الأسماء ونفس الطريقة لم تظهر بذلك السوء الدفاعي أمام باريس سان جيرمان، وظهرت اليوم مفككة وضُربت دفاعيًا بتمريرتين أو ثلاثة؟ الإجابة سهلة في رأيي، وتتعلق بفارق الروح بين تلك المباراتين وهو ما انعكس بشكل منطقي على نجاعة الضغط المتقدم للفريق، وكذلك الجهد البدني للاعبين بعد فقدان الكرة.

في مباراة «المعجزة»، لم يكد يخرج باريس سان جيرمان من مناطقه بالكرة في الشوط الأول مثلًا، وحينها شاهدنا أن بوسكيتس وراكتيتيش يُطبقان ضغطًا مميزًا جدًا ويسترجعان كرة في مناطق متقدمة جدًا، شاهدنا رافينيا يقوم بدور دفاعي مميز جدًا وكان يتحول لظهير بالفعل عند فقدان الكرة. نيمار نفسه كان مرات كثيرة في مواجهات ثنائية مع مونييه دفاعيًا في أكثر من مناسبة، وهو ما يظهر ما كان الفريق يقوم به من عمل بدني خارق في ذلك اللقاء، ولولاه لما كانت المعجزة ممكنة.

◄لكن اليوم؟ لا شيء من ذلك كان! راكتيتش ورافينيا غائبين تمامًا عن اللقاء، بوسكيتس بالكاد استطاع مجاراة كارلوس سولير الذي تفوق عليه رفقة باريخو في أكثر من لقطة، نيمار لم يكد يتراجع خلف خط منتصف الميدان، وقس على ذلك المجهود البدني لكل اللاعبين. الأمور التكتيكية مهمة في كرة القدم، لكن العامل النفسي أهم في رأيي، والرغبة في العطاء دائمًا ما تكون علامة فارقة، واليوم غابت عن الفريق، فشاهدنا كل تلك المساحات.

◄ما يزيد الطين بلة هو أن إنريكي لم يتحرك لتصحيح الوضع رغم كل ما حصل في الشوط الأول. كان حريًا به أن يُشرك ظهيرًا قادرًا على سد المساحات في الأروقة مع بداية الشوط الثاني، أو على الأقل يعطي تعليمات لراكتيتش للقيام بذلك، لكنه لم يفعل شيئًا من ذلك سوى بعد التهديد الأول والثاني للخفافيش بأن أقحم سيرجي روبيرتو، وهو ما ساهم كثيرًا في الحدة من خطورة الخفافيش.

◄تكتيكيًا، كان لويس إنريكي في سابق المباريات يتحول فعلًا لخطة 4-3-3 بعد فقدان الكرة، وكان يُلزم راكتيتش بالتراجع رفقة الثلاثي الدفاعي من أجل تضييق المساحات، لكن يبدو أنه استسهل مُباراة اليوم ليستغني عن تلك النقطة، ويلعب بخطة 3-4-3 بخطوط متقدمة جدًا، حتى رأينا أحيانًا أن بيكيه يلعب بعد خط المنتصف ذلك وفريقه متقدم في النتيجة وفالنسيا بـ10 لاعبين (يكفي إعادة انفراد منير الضائع في الشوط الثاني). من حسن حظ البرسا أن أوريّانا كان في ليلة سيئة جدًا، لأن الجهة اليُمنى لدفاع أصحاب الأرض كانت شبه غائبة دفاعيًا.

أما هجوميًا، فقد عدنا اليوم لنشاهد فاصلًا فرديًا من لاعبي الـMSN، ◄رغم أن إنييستا ظهر بين الفينة والأخرى ليُساندهم. سواريز، نيمار وميسي عادوا ليدفعوا قاطرة الفريق نحو الأمام، والحقيقة أن بقية اللاعبين لا ترتقي مساهمتهم في نتيجة اليوم حتى لربع مساهمة لاعبي خط المقدمة. أتفهم أن اللعب بنفس نسق مباراة باريس أمر مستحيل، لكني لا أتفهم أن يحدث كل ذلك الفارق بين المباراتين، ولا أتفهم أيضًا استسهال إنريكي لخصم مثل فالنسيا الذي ورغم مروره بفترة سيئة إلا أنه يملك تشكيلة قادرة على خلق الخطورة في الكامب نو، والسنوات الأخيرة كانت شاهدة على ذلك.

◄واصل نيمار تقديم مستوياته المميزة التي ظهر بها في الفترة الأخيرة، واليوم عاد ليكون أحد أفضل عناصر الفريق...رغم إهداره للفرص، تحركاته في الجهة اليُسرى خلقت مشاكلًا كبيرة جدًا لمونتويا وكانسيلو، كما أن سواريز استغل تلك النقطة في أكثر من مناسبة، خاصة بعد ظهور مساحات كبيرة بين جاراي وظهيري الخفافيش. اللاعب الأوروجوياني كان متميزًا جدًا في التحرك في ظهر المدافعين، أما ميسي فقد لعب دور موزع الهدايا وأعطى كرات بالجملة لزملائه في المقدمة.

فالنسيا | خطآن ساذجان أجهزا على عمل جيد من فورو

بشكل عام، لا أستطيع لوم مُدرب فالنسيا فورو جونزاليس على خسارة مباراة اليوم، فظروف اللقاء لم تخدم مصالحه أبدًا، وخياراته للتشكيل كانت صحيحة إلى حد بعيد في رأيي، خاصة عندما استغنى عن سيموني زازا واعتمد على ثلاثي هجومي متحرك جدًا قادر على استغلال المساحات وذلك ما نجح فيه إلى حد بعيد.

◄تكتيكيًا، دخل فالنسيا بخطة 4-3-3 مع التحول دفاعيًا لخطة 5-4-1 مع تحول كانسيلو لظهير أيسر ودخول مونتويا لداخل منطقة الجزاء، وهو ما ضيق المساحات أحيانًا أمام لاعبي البرسا، لكن الانتظار كثيرًا في مناطقك سيكون مآله وحيدًا في نهاية المطاف: تلقي الأهداف. إن منحت الكرة للاعبي الفريق الكتلوني فاعلم أنك ستتلقى أهدافًا مهما حاولت الصمود.

◄النقطة الإيجابية في فالنسيا اليوم تبقى استغلاله جيدًا للمساحات التي تركها برشلونة في ظهره من أجل خلق الخطورة على مرمى برشلونة. الفريق كان يخرج عبر الأروقة بشكل جيد جدًا، لكن منير لم يوفق في كرتين سهلتين، أما أوريانا فمستواه مازال متراجعًا منذ الطرد الذي تعرض له أمام ألافيس. اللاعب التشيلي كان قادرًا على تقديم إضافة أكبر خاصة أنه كان في رواق لا رقابة فيه، لكنه كان حائرًا بين المهام الدفاعية والهجومية، كما أن تعامله مع الكرات التي وصلته كان سيئًا جدًا.

◄لاعبان أحب أن أشيد بهما اليوم، وفي رأيي كانا أفضل لاعبين من جانب اللوس تشي: كارلوس سولير وخوسيه لويس جايا. سولير كان مميزًا جدًا في التحرك في ظهر بوسكيتس، وتفوق عليه في بعض اللحظات، كما أنه امتلك الجرأة الكافية من أجل التحرك بشكل مميز على مشارف منطقة الجزاء وخلق الزيادة العددية حينما احتاج الفريق ذلك، كما أنه لعب دورًا مهمًا بعد خروج أوريانا وترك مكانه لعبد النور، حيث مال قليلًا للجهة اليسرى، وأعطى بعض التوازن لفريقه. أما جايا، فقد استعاد المستوى الذي جعل منه قبل موسمين أحد أهداف ريال مدريد.

◄ما القاسم المشترك بين هؤلاء اللاعبين: كلاهما من مدرسة فالنسيا، ولم يحتج بيتر ليم لصرف فلس واحد من أجل جلبهما للفريق الأول. مدرسة فالنسيا لطالما زخرت بالمواهب، وأعتقد أنه حان الوقت للاعتماد عليهم أكثر خاصة أن الفريق الثاني يبصم على موسم كبير في الدرجة الثانية بي ويحتل المركز الثالث بأداء جيد. سياسة التعاقدات الخاطئة أثقلت كاهل النادي في السنوات الأخيرة، بينما الحل قد يكون داخليًا.

◄أعتقد أن فالنسيا كان ليخرج بنتيجة إيجابية من لقاء اليوم لو تعامل مع الظروف بشكل أفضل...هدفا برشلونة الأول والثاني كانا من لقطتين يمكن تفاديهما تمامًا، فالهدف الأول صُنع من رمية تماس من الناذر جدًا متابعة مثلها على هذا المستوى، أما في الهدف الثاني، فقد كان بإمكان مانجالا تفادي الكارثة سواءً بتشتيت الكرة عندما كانت في متناوله، أو بترك سواريز ينفرد بعد أن تفوق عليه، عوض ارتكاب خطأ ساذج جدًا كلف فريقه الخروج من المباراة.