اخبار العراق الان

النزاهة والتنمية

النزاهة والتنمية
النزاهة والتنمية

2017-04-06 00:00:00 - المصدر: NEN عراق


بغداد / حسين ثغب 
 

من يبحث عن النهوض الاقتصادي عليه ان يكون جاداً في مساعيه الرامية الى البدء بتطوير القطاعات الانتاجية والخدمية لتلامس الواقع الذي يعيشه المجتمع. 
اما في حالة ان نطرح آليات تحقيق النمو الاقتصادي ونفقه جيد اين يكمن الخلل وندع من يحمل زمام الامور من الموظفين في دوائر معنية بشأن الاعمار والاستثمار يغني كل على ليلاه فان بلوغ الاهداف هنا يكون مستحيلا. 
نحن ننشد البناء والاعمار منذ سنوات طوال وقت توفير القدرات المالية الهائلة لكن لم نؤسس لهذه المرحلة المهمة في حياة البلد، حيث كان من الملزم ان تكون هناك خطط مرحلية لهذا التوجه، وان تبدأ من مراكز تدريب فعلية لصقل مواهب الموارد البشرية ودفعهم مباشرة الى ميدان العمل. 
كما تتطلب امور البناء والاعمار شفافية كبيرة ومعلنة وان تكون لجان المتابعة على قدر كبيرمن النزاهة والوطنية وترفد وسائل الاعلام والدوائر المعنية بجميع الاحالات للمشاريع وتكاليفها ومدى مطابقة المشروع للتخصيصات التي رصدت له، فمن غير المعقول ان تجد تخصيصاً يتجاوز المليار دينار لانشاء مدرسة او مستوصف طبي في منطقة نائية لاتملك حتى بناية طينية في حين يمكن انشاء هذه المشاريع بذات المواصفات باقل من 300مليون دينار وهذا مثال ليس الا.
فالعراق بحاجة الى ان تدرس مشاريعه بدقة عالية ثم يتم منحها وفق شروط تنفيذ مقبولة لطرفي العملية وخلال الاوقات المحددة، ولا ضير ان تتم الاستعانة بالجهد الدولي في هذا الجانب ليقدم المشورة ويتابع الانجاز ويدرب كفاءات محلية ويؤهلها لتكون مهنيتها موازية للخبرات العالمية ونحن بامس الحاجة الى هذا الامر بعد ان انقطع العراق عن العالم لفترة عقود زمنية احدثت فجوة كبيرة. 
ان الرغبات الكبيرة التي يملكها الشباب في الدخول الى سوق العمل تحتاج استثماراً حقيقياً من الجهات ذات العلاقة وان تكون مهمة الموظف المعني بشأن انجاز الاعمال المتعلقة بالمشاريع على اختلافها تسهيل الاجراء وانجازه آنيا، وان نبتعد عن اساليب المماطلة والتسويف التي تؤخر العمل وتحبط المعنويات العالية للتنفيذ.
وعلينا ان ندرس لماذا معاملة انشاء مشروع صناعي او زراعي او غيرها تنجز في بلاد العالم ودول اقليمية خلال ايام قليلة لاتتجاوز اصابع اليد الواحدة في حين تستغرق اشهراً طويلة لدينا؟ هذا امر يستحق وقفة جادة من الجميع لتشخيص الاسباب الحقيقية التي حالت دون خلق بيئة جاذبة للاعمال المتطورة لتساعد الاقتصاد الوطني على تجاوز اعبائه ومحددات تطوره. 
فالروح الوطنية يجب ان تسود جميع العاملين في الدوائر ذات الصلة بشأن الاستثمار والبناء والاعمار، وان يصار الى اختصار الحلقات الروتينية المعقدة التي لاتحمل منفعة الى البلد، فضلا عن ايجاد الحلول السريعة لتقاطع القوانين التي تنظم العمل الاستثماري في العراق.