اخبار العراق الان

عاجل

أقاليم السنة والبصرة وسهل نينوى ودول كردستان وسومر.. ما هي "اللعبة"؟

أقاليم السنة والبصرة وسهل نينوى ودول كردستان وسومر.. ما هي
أقاليم السنة والبصرة وسهل نينوى ودول كردستان وسومر.. ما هي "اللعبة"؟

2017-04-06 00:00:00 - المصدر: زوراء


العراق/بغداد

كيف سيدار العراق في المرحلة المقبلة؟ من هم الشركاء في العملية السياسية، الذين "يستقلتون" في سبيل المناصب والتجهيز لدعاية انتخابية مبكرة للحصول على أكبر مكاسب في الدولة؟ من يدير البلد الآن، من أعلى المناصب لأدناها؟ من يقوم بكل هذا العمل، ويبرم "الصفقات" إذا كانت أغلب المكونات تطالب بالانفصال وإنشاء أقاليم ودول؟.

الأولويات لديهم، تبدأ في العمل السياسي الحالي، والسعي لتحقيق المكاسب لـ"مكونهم" بكل السبل، وتثبيت أقدامهم في المنطقة الخضراء، والظهور بمؤتمرات "رنانة" والبحث عن سبل لتقويم العمل الحكومي والسياسي، وسط كل هذه "الجلبة" يطالبون، هم ذاتهم، بإنشاء أقاليم خاصة بمكوناتهم، وكل إقليم يضم أكثر من محافظة، إضافة إلى ظهور مطالبات بإنشاء دول!!.

في سخرية واضحة، أطلق اللبنانيون قبل فترة، نكتة عن جيش بلادهم، وبالإضافة إلى سخريتها، فأنها جاءت كرد فعل على الانقسامات الحادة في بلدهم، التي أدت إلى ظهور "قوى" عديدة ذات إمكانيات عسكرية، والنكتة هي "الجيش اللبناني، خامس أقوى جيش في لبنان"، ربما يمكن الاستعانة بهذه المقولة، وتطبيقها سياسيا في العراق، واستبدال الجيش اللبناني بـ"العلم العراقي".  

هذا هو الحال، شهد العراق خلال السنوات الماضية، رفع الكثير من الأعلام، منها علم إقليم البصرة الذي رفع في التظاهرات والاحتجاجات وبحجم كبير جدا، وعلم كردستان، الذي رفع رسميا في كركوك، وعلم التركمان الذين رفعوه في المحافظة أيضا، وعلم دولة سومر، الذي غزا مواقع التواصل الاجتماعي.

إقليم البصرة الذي نادى به القاضي وائل عبد اللطيف، وشخصيات أخرى، جاء بناء على "مظلومية" المحافظة، التي تعد شريان الحياة للعراق، وفي ذات الوقت تعاني الإهمال وتدني مستوى الخدمات والبنى التحتية، وبكافة المجالات.

دولة سومر، هذه الدولة التي بدأ الحديث عنها في الفيسبوك، لتتحول بعدها لمشروع ضم الكثير من الأكاديميين والشخصيات الاجتماعية، وكسب مئات ألآلاف من المؤيدين حتى الآن، هو رد فعل، بحسب ما يصف أصحاب المشروع، على "حملات القتل للشيعة"، حيث يعتبرون أن "الشيعة هم المستهدفون من كل الأعمال الإرهابية"، لذلك قرروا إنشاء دولة سومر، التي ستضم محافظات الوسط والجنوب (الشيعية) ليحافظوا على "دمائهم".

أما الإقليم السني، فجاء بعد أن علت الأصوات التي أشارت إلى أن "تهميش وإقصاء السنة"، وأنهم يتعرضون لشتى أنواع "الإقصاء" من قبل "الشيعة"، الذين هم مسيطرون على الحكومة ومفاصل الدولة، فضلا عن اتهامهم للجهات الأمنية بزج "السنة" في السجون دون وجه حق وبتهم "كيدية"، ما أدى إلى عقدهم مؤتمرات كثيرة، خارجية، للمضي بإنشاء "الإقليم السني" حتى "يتخلصوا من الشيعة"!.  

سهل نينوى، الذي بدأ الخلاف عليه بعد اجتياح المحافظة من قبل داعش وتحريره، ومشاركة البيشمركة في العمليات العسكرية، حيث طالب الكثير من مكونات السهل، بضمه لكردستان، أو تحويله إقليما، لكونهم "متخوفون من الحشد الشعبي" وطالبوا بعدم دخوله، ورفضوا أن تسيطر القوات الأمنية عليه، كونهم "متخوفون" أيضا، ولا ثقة لديهم إلا بـ"البيشمركة وكاكا مسعود".

الحديث عن سهل نينوى، الذي يضم الشبك والمسيح وإيزيديين، جاء برغبة هذه الأقليات الاحتماء بالإقليم، كونه "متسامح" معهم، والعراق كله "غير متسامح"!!.

أما كردستان، فأن القضية المثارة منذ أسبوع، خاصة بعد موافقة بغداد على إجراء استفتاء الانفصال، أخذت تتجه نحو التحقيق، كون الانفصال يمثل بالنسبة للكرد "حقهم المشروع" وأنه يجب أن يقيموا دولتهم الخاصة، بناء على قوميتهم ورغبتهم بالابتعاد عن المركز، ليمارسوا حقهم في تصدير النفط بصورة مستقلة، ويطمحون لضم كركوك، "بئر الذهب الأساسي"!!.

"لعبة" كبيرة، بدأت وستنتهي نهاية "مجهولة" أو "سيئة"، لكن ما هو المغزى من هذه "اللعبة" التي أنصاع لها الكثير "دون وعي"، هل بات فعلا التعايش بين مكونات العراق "مستحيلا"؟ أم أن هناك خططا للمدى الطويل تقتضي تقسيم البلد و"تمزيقه"؟.

حزب الدعوة، الذي يترأس الحكومة، أكد أكثر من مرة، في حديثه عن مؤتمرات السنة الخارجية، أنها تهدف إلى "حماية اسرائيل وتقسيم العراق الى دويلات".

المؤتمرات "السنية" وبحسب التسريبات التي ترافقها، فأنها مدعومة من مخابرات دول إقليمية وجوار، وحتى من واشنطن وشخصيات بعثية، وهدفها الأساس، وأيضا، بحسب التسريبات والشخصيات التي حضرتها، فرض إرادتها على الحكومة والسعي للتقسيم وإفشال "المشروع السياسي الحالي".

في الجانب الآخر، من المسؤول عن الدعوات "الشيعية" التي تنادي بـ"الأقاليم"؟ من له مصلحة في اجتزاء البصرة من الخارطة؟ من سيفرض سيطرته عليها بعد إنهاء ارتباطها بالعراق؟ وأيضا، من سيفرض نفوذه على دولة سومر؟.