بعد دعوة الصدر لسوريا خالية من الأسد وأمريكا وروسيا و"الفصائل".. كيف ستنظر له السعودية؟
العراق/بغداد
في بيان حمل صيغة الـ"شلع قلع"، رد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على الضربة الأمريكية على سوريا، مقدما "حلولا" جاءت منصفة للشعب السوري، لكنها "ضد" كافة التحركات السياسية فيها، إذ دعا كل الأطراف إلى الانسحاب، بدءا من أمريكا إلى روسيا والفصائل والأسد ذاته.
بيان الصدر، المختلف عن كافة البيانات التي صدرت من العراق، تناولته وسائل إعلام عربية (سعودية)، وعنونته بـ"هذا ما طالب به رجل الدين الشيعي العراقي" في خطوة تشير إلى "ثقل" التيار ومواقفه البعيدة عن "طهران"، وهو ما سيشكل "صوتا" قريبا من المطالبين برحيل الأسد، خاصة وأنه دعاه إلى التنحي لـ"إنقاذ الأراضي السورية".
الصدر في بيانه هاجم الولايات المتحدة، في خطوة تشير إلى موقفه الثابت من كن "العداء" لها، وشبه ما يجري في سوريا، بانها "فيتنام ثانية"، فيما استغرب دفاعها عن الشعب السوري ضد الهجمة الكيمياوية، وأنها بذات الوقت اعترفت بقتل المدنيين في الموصل!.
البيان، أظهر فيه الصدر كافة مواقفه الداخلية والخارجية، وجاء أشبه بـ"الخلاصة" لما يبتغيه، إذ أعلن بصورة صريحة رفضه لكافة القوى السياسية التي تقاتل في سوريا، ووصفها بـ"صراعات سياسية مقيتة"، والقوات هي من (روسيا وإيران والعراق وأمريكا ولبنان)، ما يشير إلى أن ما طرحه بشأن سوريا هو ذاته ما يريده في العراق، وهو "رفض" الجميع والوقوف مع الاتجاه "السياسي الصحيح وصوت الشعب"، نتيجة لتشابه "الخارطة السياسية والأمنية" للبلدين، خاصة وأن علاقته مع الفصائل العراقية شابها الكثير من "التوتر".
ما طرحه الصدر في بيانه، سيخلق حالة تنافر "شيعية – شيعية" في المنطقة، وسيؤدي إلى استقطاب أطراف دون أخرى، في وقت كان "المد الشيعي" أساس المشكلة للخليج، لكن، يبدو أن نشر بيان الصدر في مؤسسات صحفية "سعودية" يشير إلى تغير المواقف، وفتح منافذ جديدة، خاصة وأن قوات "سرايا السلام" لم تشترك في سوريا أو في أي عملية أخرى، وبقت تحمي المراقد الدينية داخل العراق من هجمات داعش، خاصة في سامراء.
حسن نصر الله ومقتدى الصدر، هل سيكونان قطبا معادلة عربية ستعد لـ"توسيع الهوة الشيعية"، خاصة وأن الطرفين على نقيض "سياسي" كبير، فالأول زج بقواته في سوريا وما زالت تقاتل إلى جانب النظام السوري ضد المعارضة والتنظيمات الإرهابية، والثاني دعا لرحيل "الجميع"!!.
هذه المعادلة، هل سيستخدمها لكسب "راعي الإصلاح"، خاصة وأن ما يجري في سوريا بحاجة إلى "قوة" تقف بوجه طهران، حسب ما يرى الخليج، وهو ما دعاه إلى تأييد الضربة الأمريكية؟ لكن السؤال الأهم، لماذا طالب الصدر برحيل "الجميع" من سوريا، أي هدف يقف وراء هذه الخطوة؟!!.