أعلن أن "أرضه الجديدة" هي مصر.. هل سيزداد "الدعم" العربي لداعش بعد قصفه إسرائيل؟
العراق/بغداد
ليس ببيان أو إصدار، كما جرت العادة، بل أعلن تنظيم داعش أن "أرضه الجديدة" هي مصر، من خلال هجمات يوم أمس، التي استهدف فيها الكنائس، فضلا عن زرعه عبوات ناسفة في الأسواق وكلية وركنه لسيارة مفخخة، تمت السيطرة عليها، باستثناء التفجيرات في كنيستي طنطا والإسكندرية.
عملية "مصر" التي نفذها التنظيم، كشف فيها أن له خلايا كاملة، وأنه يستطيع أن يفرض سيطرته ويربك الأمن العام فيها، وأنها بلد "غير عصي" على ما يبتغيه، وبهذه المواصفات، التي ظهرت للعلن يوم أمس، تعد مصر، أرضه الجديدة، بعد خسارته الموصل، وقرب خسارته للرقة السورية.
سيناء، كانت، وما زالت، من أهم معاقله، وفيها مراكز رئيسة له، ولم تستطع القوات المصرية حتى الآن من تطهيرها من عناصر التنظيم وخلاياه، ما أدى إلى "تغلغلهم" ضمن النسيج الاجتماعي في البلد، وتكوين خلايا بإمكانها تنفيذ أي عملية.
العراق وسوريا، وبعد أن أعلن فيهما داعش "دولته" شهدتها تحشيدا دوليا وإقليميا لمواجهته، وبدأت بعدها معارك التحرير، ورغم كل ما واجهته القوات المحررة، إلا أن العمليات مستمرة وأوشكت على النهاية، خاصة في العراق، وسوريا "أنهكت" بعمليات التحرير، إلا أن الطريق لذلك ما زال بعيدا عن النهاية، كما تشير المعطيات، لكن ماذا سيجري في مصر؟.
المعادلة في مصر، في حال ظهور داعش في أرضها بصورة علنية، كما جرى في الموصل والرقة، فأن الأمر سيكون مختلفا، وسيحمل في ثناياه الكثير من "التصعيد والمخاوف" بذات الوقت!.
السيناريو، وبحسب مراقبون، فأن داعش في مصر ستكون له مساحة و"حرية" أوسع مما حظي بها سابقا، و"ستنهال" عليه "المعونات والدعم"، في لعبة ستأخذ طابعا "قوميا"، خاصة وأن إسرائيل ستكون طرفا أساسيا في هذه "اللعبة الغريبة"!.
تفاصيل السيناريو
"الأحد الدامي" الذي هز فيه داعش مصر، ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإعلان حالة الطوارئ، في خطوة للسيطرة على الوضع الأمني، جاءت كنقطة بداية لتحوله، واستعدادا لخروجه النهائي من الموصل والرقة، لكن هذه العملية، جاءت تتمتها اليوم الاثنين، بإطلاق التنظيم صاروخ "غراد" على إسرائيل وتبنيه لهذه العملية أيضا.
هاتان العمليات، أعلن فيهما داعش، أن مصر هي محطته المقبلة، وأن ضربه لإسرائيل، جاء لـ"كسب التأييد الإسلامي والعربي"!!.
إذ يرى مراقبون أن القضية الفلسطينية تعد من القضايا المحورية والمصيرية لكثير من العرب، وخاصة "الأغنياء" بالإضافة إلى مسلمي الدول الآسيوية أو الأوربية، وخاصة أصحاب الميول "المتطرفة"، إذ ينظرون لإسرائيل أنها "العدو" التاريخي للإسلام، وهذا ما يحتاجه داعش بالضبط.
وبينوا أن ضربة إسرائيل تمثل فرصة لكسب "التعاطف" معه، بالإضافة لـ"التأييد"، وهذا ما سيحصل عليه من قبل الكثير، سواء من خارج "العالم العربي" أو من "داخله"، فهناك الكثير من الشخصيات والمجتمعات التي دعمت داعش خلال تواجده في سوريا والعراق، بهدف القضاء على "الشيعة"، وهذا ما سيجري معه بحجة "الدفاع عن فلسطين وإبادة اليهود".
"دعم داعش" المستمر حاليا من بعض الدول، التي تم تشخصيها في المحافل الدولية، سيكون مستمرا في حال ظهوره بمصر، نتيجة لتوتر العلاقة "بين هذه الدول ومصر"، ما سيكون دافعا ممتازا لإنهاء "بلد الفراعنة وتدميره"، كما جرى تدمير أهم الحضارات في تدمر ونينوى!!.
لكن، ستكون هناك الكثير من العقبات، فدخول إسرائيل على خط المعادلة، الذي بقيت بعيدة عنه منذ ظهور التنظيم وحتى الآن، ستكون له تبعات على "ممولي التنظيم" وعلى مصر والتحالف الدولي، في حال تدخله.
فالدول العربية، التي "تناصر" داعش تربطها علاقة وثيقة مع إسرائيل، وبذات الوقت على خلاف مع مصر، فستكون الخيارات "كارثية" بالنسبة لها، وبالمقابل فأن إسرائيل ستدافع عن حدودها وتنفذ عمليات كبرى، دون أي إذن من أحد، ولها إمكانيات "عسكرية ومخابراتية" قوية جدا، ومن المحتمل أن تدخل الأراضي المصرية وتقاتل بكل سهولة ويسر، ما سيؤدي إلى صدام مع أي قوة أخرى ممكن أن تستعين بها مصر للقضاء على داعش.
في هذه "المعركة المحتملة" سيكون "شرق العالم العربي" بعيدا كل البعد، أي ستكون معركة "سنية – سنية" خالية من "التأجيج الطائفي"، لكنها مليئة بـ"الخطاب القومي العروبي"!!.