اخبار العراق الان

الترويج لشائعات وأخبار كاذبة: الساسة العراقيون يتقاتلون عبر "جيوش الكترونية"

الترويج لشائعات وأخبار كاذبة: الساسة العراقيون يتقاتلون عبر
الترويج لشائعات وأخبار كاذبة: الساسة العراقيون يتقاتلون عبر "جيوش الكترونية"

2017-04-12 00:00:00 - المصدر: نقاش


 يلاحظ غالبية العراقيين في الآونة الأخيرة خلال تصفح موقع "فيسبوك" الموقع الأكثر شعبية بين العراقيين، العشرات من الصفحات الممولة تدعوهم للانضمام لها، وهذه الصفحات تحمل دلالات سياسية تتصارع في ما بينها للدفاع او تشويه سياسيين وأحزاب، حتى بات العراقيون يطلقون على هذه الصفحات "جيوش الكترونية".

 

الصفحات الجديدة التي غزت موقع "فيس بوك" غالبا ما تكتسب آلاف المتابعين في أيام معدودة ليس بسبب  سرعة انتشارها ومواضيعها بل لأنها إعلانات ممولة، بينما تسعى صفحات أخرى الى كسب المتابعين عبر منشورات كوميدية او مواضيع لها تأثير طاغٍ على العراقيين مثل صور الجنود وهم يقاتلون ضد الإرهابيين في الجبهات.

 

ولكن هدف هذه الصفحات كثير الوضوح للمتابعين، وبعد لمحة بسيطة على طبيعة المنشورات في هذه الصفحات ليس صعبا معرفة تبعية الصفحة الى حزب ما لأنه يقوم بمدح شخصيات هذا الحزب، وفي المقابل يقوم بمهاجمة خصوم الحزب من القوى السياسية الاخرى.

 

المؤشر الخطير حول ظاهرة "الجيوش الالكترونية" تأثيرها على الرأي العام العراقي المحلي، فان هذه الصفحات تسعى لتحقيق اهدافها عبر عشرات الشائعات ضد السياسيين مثل نشر أخبار مزيفة، وصور مفبركة باستخدام برامج مونتاج الصور، وتحصل هذه المنشورات برغم سذاجتها على آلاف المعجبين والمعلقين، وتزداد انتشارا مع اعادة نشر هذه الاخبار من قبل المتابعين على صفحاتهم الشخصية.

 

ولإخفاء الجهات التي تقف وراء هذه الصفحات فانها غالبا ما تختار أسماء بعيدة عن السياسة وقريبة من المصطلحات الشعبية القريبة من الشارع العراقي، ومن طريقة كتابة المنشورات وعرضها يبدو ان محترفين هم من يديرون هذه الصفحات.

 

ومثلا هناك صفحة "فيديو وبس" تضم اكثر من (150) ألف متابع تركز بشكل أساسي على انتقاد التيار الصدري ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس "التحالف الوطني" عمار الحكيم، والكرد، بينما تركز صفحة "حرامية" التي يتابعها أكثر من (100) الف متابع على انتقاد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

 

أما صفحة "شبر المدني-جهينة" (اكثر من 95 الف متابع) تنتقد بشكل خاص رئيس الوزراء حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والشيء نفسه مع صفحة "سياسة ورأي" التي يتابعها أكثر من (48) الف.

 

وهناك صفحات محدودة تكشف عن تبعيتها السياسية، ومثلا  صفحة "العبادي واضحا" التي تحضى باكثر من (250) الف متابع بتأييد رئيس الوزراء العبادي، اما صفحة "ملتقى البشائر" التي يتابعها اكثر من (300) الف متابع تدافع عن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وائتلافه "دولة القانون"، وصفحة "محبي السيد مقتدى الصدر" وهي من الصفحات التي يتابعها اكثر من (370) الف شخص وهي تدافع عن التيار الصدري ورئيسه مقتدى الصدر.

 

الغالبية العظمى من الصفحات لا تكشف عن تبعيتها السياسية والترويج على انها حيادية، ولهذا فهي لا تقوم بمدح الاحزاب التي تقف ورائها، ولكنها تنتقد احزاب بعينها دون غيرها.

 

القائمون على هذه الصفحات يتفننون في طرق الترويج لمنشوراتهم لضمان الوصول إلى اكبر عدد من المتابعين، ومثلا فان اسم احد الصفحات يسمى "بنات سياسيات" الذي يحضى بقرابة (150) الف متابع تضع صورا لفنانات واعلاميات عراقيات لجذب الانتباه، بينما اختارت احدى الصفحات اسما مشابها لتنظيم سياسي تابع لأحد الاحزاب العراقية ولكنها تقوم بمهاجمة هذا الحزب وهي صفحة "فرسان الأمل".

 

صفحة "رسام سياسي" يتابعها اكثر من (56) الف شخص تستخدم الرسوم الكاريكاتيرية في منشوراتها، وغالبا ما تتضمن هذه الرسوم شخصيات سياسية مع تعليقات واتهامات مضحكة لجذب المتابعين، وهي تركز على شخصيات سياسية دون غيرها.