اخبار العراق الان

اذا لم ترد خداع نفسك .. انظر لحرب الضبع والذئب هكذا!

اذا لم ترد خداع نفسك .. انظر لحرب الضبع والذئب هكذا!
اذا لم ترد خداع نفسك .. انظر لحرب الضبع والذئب هكذا!

2017-04-13 00:00:00 - المصدر: سومر نيوز


13 ابريـل.2017 - 13:39 | عدد القراءات: 25   

عامر بدر حسون

اذا لم ترد خداع نفسك.. او الخضوع لابتزاز "المضغوطين" من تسعة اربعة، فالافضل ان تحسبها كما هي في الواقع.  والحسبة في الواقع بسيطة وواضحة لكن.. لمن يريد ان يرى بوضوح.

***

العراق  تحت حكم صدام حسين كان يعامل دوليا كبلد خارج على القانون.. وكان رئيسه يعامل دوليا وقانونيا معاملة "السفيه" فلا يستطيع ان يبيع او يشتري "سندويشة" او علبة "كولا" الا بموافقة الامم المتحدة!

هل يوجد اوضح من هذا؟ واذكّر الشباب باصل الحكاية:

***

بعد غزو الكويت عام 19900 ادرك المجتمع الدولي ان صدام لا يمكن ان يُسلّم اموالا بيديه فصدر قرار بمنعه من البيع والشراء المباشر وصارت الامم المتحدة هي التي تبيع النفط وهي التي تشتري الخبز والادوية للعراق. 

 وقد رفض صدام هذا القرار لفترة طويلة فاذاق العراقيين ويلات الحصار مضاعفة، وملأ إعلامه بصور الاطفال والشيوخ المرضى والجائعين.

كان في الواقع يتصرف كمن يقطع او يجرح يده ليتستدر العطف ويتسول عليها باليد الثانية تماما!

وفي النهاية فرضت عليه الامم المتحدة القبول بالنفط مقابل الغذاء والدواء.. 

 يعني الامم المتحدة تبيع النفط وتشتري بثمنه الغذاء والدواء لنا.. وعلى هذا الاساس يباهي اتباع صدام بوفرة وتنوع البطاقة التموينية ايام سيدهم.. وهي من شغل الامم المتحدة وليس شغله! يعني لو ترك امر البطاقة التموينية له لسرقها كما يفعل الجماعة في حكوماتنا الان!

***

 (حكم السفيه مصطلح قانوني تفرضه العائلة على رب الاسرة من خلال المحكمة اذا رات انه مختل عقليا او انه سفيه يبذر اموال العائلة على "المكسرات" فتمنعه المحكمة من التصرف بالاموال وتعين وصيا عليها.. وهو ما حصل دوليا مع صدام الذي كان نهما في شراء الاسلحة وغيرها من المكسرات)!

***

ومنذ العام 1990 وحتى تسعة اربعة 20033 بقي صدام ونظامه يُعامل قانونيا "معاملة السفيه". وكان رفع الحصار مرهونا بتنفيذه لقرارات الامم المتحدة.. لكنه كان يماطل.

 وطيلة تلك السنوات العجاف كان صدام في صراع مع الامم المتحدة (يعني مع العالم ومع امريكا بالطبع) وكان يتصرف كمهرب ولوّث النخب السياسية والثقافية والاعلامية العربية باعمال التهريب والتي كشفت بالاسماء والارقام بعد سقوطه.. وتأكدنا حينها انه لم يصل وفد من المتضامنين مع العراق في زمنه الا وكان رؤساء الوفد ياخذون حصتهم من اعمال التهريب!

***

 استرسلت في ذكر المعلومات للجيل الجديد الذي ولد في التسعينات وهو لايعرف سوى ان العالم يتامر عليه ويمنعه وهو الطفل من الحصول على قطعة شكولاته او قلم رصاص او علبة دواء.. وما زال يسمع هذه النغمة حتى اليوم!

ففي هذه المعلومات، المسكوت عنها او المقدمة خطأ تكمن تفاصيل مهمة لما حصل في 2003.

***

 وما حصل ان صدام من جهة واميركا والعالم من جهة اخرى استمرا في الصراع وكثيرا ما تم استخدام القوة في الصراع واستمر الامر هكذا الى جاء جورج بوش الابن للحكم، وكان من طينة صدام بالتمام والكمال، يعني بعثي امريكاني! 

 بوش الابن كان تماما مثل صدام: على حافة الجنون بسبب خلطة الاوهام والبطولات والعقائد الدينية المزيفة التي يحملها، وكان يعتقد انه صاحب "رسالة خالدة" واخذ على عاتقه، ودون موافقة الامم المتحدة، شن الحرب وادخال صدام في الحفرة.. ونجح في ذلك.

***

 وحتى لا اطيل على الشباب (فالكبار يعرفون هذا لكن بعضهم يعرفه وينكره) اقول ان الحرب لم تكن قرار الشعب العراقي او المعارضة العراقية وإن ايدوها جميعا او بعضهم.

وبنتيجة "حرب الذئب والضبع" امتلكنا حريتنا.. ولا سبب اخر هناك!

***

شخصيا.. لا اقول شكرا لبوش، فهو كما يقول المضغوطين، لم يفعلها لسواد عيوننا (هل ارتحتم الان؟). وهو لم يات بدعوة مني او منك.. 

 و"السفيه" الذي اشتغل بقية سنوات حكمه بالتهريب وكتابة الروايات التافهة، لم يكن بطلا على الاطلاق، وكانت صورة القاء القبض عليه هي ما تمثله اوضح تمثيل!

 لهذا ولاجل مستقبل العراق واجياله فمن حق الاحرار ان يحتفلوا صراحة، بتسعة اربعة.. يوم خلاصهم من الاستبداد وخلاصهم حتى من الحروب الخارجية.

وكل ما عدا ذلك فهو، برأيي، هراء وحذلقة وبكاء غير مباشر على راعي القطيع!