اخبار العراق الان

آزاد جوندياني: يجب ان لا تؤثر الأزمات على عملية الإستفتاء والإستقلال في إقليم كوردستان

آزاد جوندياني: يجب ان لا تؤثر الأزمات على عملية الإستفتاء والإستقلال في إقليم كوردستان
آزاد جوندياني: يجب ان لا تؤثر الأزمات على عملية الإستفتاء والإستقلال في إقليم كوردستان

2017-05-21 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو - اربيل

آزاد جوندياني، العضو السابق في المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكوردستاني، يتحدث لرووداو في أول مقابلة له بعد إنسحابه من الحزب، حول مسألة الإستقلال والمشاكل السياسية الحالية في إقليم كوردستان ويؤكد بأنه "يجب ان لا تؤثر الأزمات وان لا تشكل عائقاً أمام عملية الإستفتاء والإستقلال في إقليم كوردستان".

رووداو: بداية نبدأ معك مع هذا السؤال الذي يطرح كثيراً في الفترة الحالية، كيف سيتمكن الكورد من الحصول على الإستقلال؟

آزاد جوندياني: لقد وضع رئيس إقليم كوردستان طريقاً واضحاً للوصول الى الإستقلال، وهو طريق المصالحة والسلام، ويتم العمل عليه بإتجاهين، الأول يتمثل بالإستفتاء وان نبين للخارج بأننا نريد ان نكون جيراناً جيدين مع بغداد، والثاني بأننا نريد الوصول الى حقنا عن طريق الحوار والتفاهم مع الدول الجارة .

رووداو: هل تعتقد بأنه سيتم إجراء الإستفتاء بالرغم من وجود هذه الخلافات بين الأطراف السياسية؟

آزاد جوندياني: جميع الاطراف تستطيع ان تؤمن الأرضية المناسبة لإجراء الإستفتاء والإستقلال، ولكن يجب ان لا نسمح لبعض الأزمات ان تشكل عائقاً أمام هذا الأمر، لأن الإستقلال سيؤدي الى حل جزء من هذه الازمات، والتاريخ لن يتوقف علينا، فمنذ أكثر من 100 عام، لم تكن هناك مثل هذه التطورات في المنطقة لكي نتنازل الآن عن الإستقلال، ومن يعلم فقد لا تبقى الأوضاع على ماهي خلال العشر سنوات القادمة ولن نتمكن من اجراء الاستفتاء أو الإستقلال.

رووداو: هناك ازمة سياسية ادت الى توقف عمل البرلمان، هل سيتم اجراء الاستفتاء بدون تفعيل البرلمان؟

آزاد جوندياني:  لا نستطيع ان نجعل توقف عمل البرلمان حجة للتهرب من اجراء عملية الاستفتاء، كذلك جعل الاستفتاء كورقة ضغط من قبل بعض الاطراف ضد اطراف اخرى خدمة للمصالح الحزبية والشخصية، لن يكون في مصلحة الشعب الكوردستاني.

رووداو: ولكنك لم تجب على السؤال لحد الآن، هل من الممكن إجراء الاستفتاء بدون تفعيل البرلمان؟

آزاد جوندياني: انا لست رجل قانون، انا رجل سياسي، واقول لك نعم ذلك أمر ممكن.

رووداو: لقد كنت قبل فترة ليست بالطويلة من احد اعضاء المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكوردستاني، هل تعتقد بأن الاتحاد الوطني جدّيٌ في مسألة إجراء الإستفتاء؟

آزاد جوندياني: اعتقد بأن الاتحاد الوطني قد اصبحت لديه رؤية أوضح عن مسألة الاستفتاء مقارنةً بالأشهر الأربع الاخيرة، ومن الافضل له ان يتم إجراء الاستفتاء، فقد قام الإتحاد الوطني بمراجعة نفسه، واتمنى ان يقوم بمراجعة جديّة اكثر. 

رووداو: هل تعتقد بأن يكون هناك تقارب في الاتحاد الوطني الكوردستاني مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لإجراء الاستفتاء؟

آزاد جوندياني: انا اعتقد بأن قسم من الاتحاد الوطني الكوردستاني لن يحضر الى الإستفتاء في بادىء الأمر، ولكنه سيلتحق بعد ذلك، لأنه في السابق، وحينما كان السيد مسعود البارزاني يتحدث عن الاستفتاء واستقلال إقليم كوردستان، كانوا يقولون انها مزايدة، ولكن بعد مجيء السكرتير العام للأمم المتحدة الى اربيل، تبدل موقفهم، إلا أنهم يقولون الآن بأنه لا يجوز اجراء الاستفتاء بدون تفعيل البرلمان، لا يوجد اي شك بأن الديمقراطي الكوردستاني وقسم من الاتحاد الوطني بالإضافة الى الاتحاد الإسلامي، اذا ما اصبحوا متقاربين مع الاطراف الاخرى واقدموا على خطوة إجراء الاستفتاء، عندئذ سوف يحاول هذا القسم اللحاق بهم بأي شكل من الاشكال.

رووداو: عندما تجتمع قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني في السليمانية، يتحدث جزء منهم بأنه لا يمكن اجراء الاستفتاء دون تفعيل البرلمان، هل هذا يعني بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيتمكن من إجراء الإستفتاء لوحده؟

آزاد جوندياني: إذا كان الحزب الديمقراطي سينتظر حل المشاكل العالقة فهذا امر ضروري ومهم، ولكن اذا كان الديمقراطي يرى بأن هذه المناقشات ستؤدي الى عدم اجراء الاستفتاء، فأعتقد بأن عليه المضي وعدم الأنتظار.

رووداو: بعض الأطراف لديها بعض الشكوك حول اصرار البارزاني على إجراء الاستفتاء، ويقولون بأنه يجري الاستفتاء لإهداف سياسية وليس للمضي والإستقلال؟

آزاد جوندياني: بدون ان ادخل بتفاصيل معقدة، اقول لك بأن السيد مسعود البارزاني صادق في مسألة الاستفتاء والإستقلال، ويريد ان يكون مشاركاً او ان يكون له دور في وصول الكورد الى هذا الحق المشروع، وهو يعمل بفارغ الصبر مع جميع الاطراف لجمعهم معاً، واعتقد بأن البارزاني سيخطو خطوة مهمة بالنسبة للإستفتاء خلال الشهر او الشهرين القادمين.

رووداو: لماذا انسحبت من الاتحاد الوطني الكوردستاني؟

آزاد جوندياني: لو كان لي القليل من الأمل لما انسحبت من الاتحاد الوطني، ولكنني قد فقدت الأمل تماماً في إرجاع حزب الاتحاد الوطني الى طريقه الصحيح، لأنني لم اكن سأتمكن من ان يكون اي دور فاعل لي داخل الحزب بهذه الميكانيزما الحالية،  واؤكد بأن انسحابي لا يتعلق مطلقاً بأية مصالح شخصية.

رووداو: هناك أشخاص آخرين ممتعضين ايضاً في الاتحاد الوطني الكوردستاني، لكنهم لم يعلنوا عن انسحابهم لحد الآن؟ 

آزاد جوندياني: لا أعتقد بأن نواب السكرتير العام للإتحاد الوطني الكوردستاني سيتمكنون من تحقيق ما يريدونه في الاتحاد الوطني، انا اعتقد ذلك، وعدد من رفاقي في رئاسة الحزب والمكتب السياسي لا يوجد لهم اي دور يذكر.

رووداو: قلت في رسالتك التي اعلنت فيها عن انسحابك من الحزب، بأنه لو كان جلال الطالباني موجوداً في مكانه لما كنت قد كتبت هذه الرسالة، ماذا كنت تعني بهذه الكلمات؟ 

آزاد جوندياني: بالرغم من وجود كل هذه الاختلافات والتقصير داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني، والتي قد يكون هو مشاركاً بها الى حدٍ ما، ولكنه تمكن من إدارة الاتحاد الوطني، ولم يتم تهميش دور اي احد من رفاقنا في الحزب. 

رووداو: وكيف تتم إدارة حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني الآن؟

آزاد جوندياني: تتم إدارة الحزب مثلما كان في السابق، فهناك مجموعة واحدة تسيطر على كل شيء في الاتحاد الوطني الكوردستاني.

رووداو: عندما كنت تشغل منصب المتحدث بإسم الاتحاد الوطني الكوردستاني، وجهت إليك اتهامات تقول بأنك كنت تعادي حركة التغيير والذين يميلون الى التغيير بعد 2009؟

آزاد جوندياني: لا استطيع ان اجزم واقول بأنني لم ارتكب اي خطأ مثلي مثل اي سياسي آخر، ولكنني لست نادماً على اي من أخطائي، فالخطوات التي اتخذتها كانت بحسب قرارات من المكتب السياسي للحزب، ولدي الدلائل الكاملة على ما اقول، فقد كنت مسؤولاً أمام هجوم يريد النيل من الاتحاد الوطني، وكان علي ان اقوم بحمايته

رووداو: كنت قريباً من "مام جلال"، كيف كانت نظرته للإستقلال؟

آزاد جوندياني: انا لا استطيع ان اتحدث بالنيابة عن مام جلال، وقد بدأت بكتابة مذكراتي، واتحدث فيها عن الكثير من الأمور،  لقد كان مام جلال يدعو لإستقلال إقليم كوردستان، ولديه كتب بعنوان (اغد و دیمقراطي وحرمان شعب حتی من حق الحلم) يرد به على الشيوعيين، ويتحدث عن استراتيجية مام جلال حول الإستقلال، انا لا اتدخل بتصاريح من هنا وهناك للتعامل مع الدول الإقليمية، فهذا امر تكتيكي، ولكن استراتيجية جلال الطالباني كانت مع استقلال اقليم كوردستان. 

رووداو: بعد الاتفاق الاستراتيجي كيف كان ينصحكم في كيفية التعامل مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومع عائلة البارزاني؟

آزاد جوندياني: كان ينصحنا دائما بأن لا نهدم علاقتنا مع الديمقراطي الكوردستاني، وكان يقول اذا ما حصل وتكلمتم عن الحزب الديمقراطي بشيء، فلا تتحدثوا بسوء عن عائلة الملا مصطفى البارزاني، لقد كان مام جلال رجلاً فاهماً، وكان يعرف بأنه بعد خلافات دامت لأكثر من خمسين عاماً لم يستطع طرف ان يمحي الطرف الآخر، لذلك يجب التفاهم والاتفاق فيما بينهما.

رووداو: لماذا كنت تنتقد وجود حزب العمال الكوردستاني في سنجار؟

آزاد جوندياني: ليس فقط في سنجار، بل في جميع مناطق إقليم كوردستان، لأن وجودهم وبهذا النوع من التشنج الذي نراه يسبب ضرراً كبيراً للإقليم، ولا يمكن ان يظلوا متواجدين هنا دون التوصل الى اتفاقية مع حكومة إقليم كوردستان، وهذا التخوف لدينا جاء لأننا نعلم بأن منظور حزب العمال الكوردستاني لحل المشاكل في كوردستان يختلف تماماً عن منظور إقليم كوردستان، وخصوصاً بعد ظهور اطروحة اوجلان التي لا تعترف بإنشاء الدولة القومية.

رووداو: هل جاءتكم اي دعوة من قبل رئاسة إقليم كوردستان لبدء العمل ثانية ولكن هذه المرة في ملف الاستفتاء وإستقلال إقليم كوردستان؟

آزاد جوندياني: حينما انسحبت من الإتحاد الوطني الكوردستاني كانت هناك هجمة كبيرة علي في ذلك الوقت، ولكن التوضيح الذي اعلن عنه رئيس إقليم كوردستان كان دافعاً معنويا كبيراً بالنسبة لي، وهم اعلنوا عن استعدادهم اذا ما اردت العمل في اي موقع لخدمة كوردستان، لذلك طالعت هذا المقترح، واشكر رئيس إقليم كوردستان.

رووداو: متى كانت اخر مرة التقيت بها مع البارزاني؟

آزاد جوندياني: بعد ان اعلنت انسحابي من الاتحاد الوطني الكوردستاني، قمت بزيارة رئيس إقليم كوردستان، وتباحثنا في الكثير من المواضيع المهمة، إلا ان ركزنا الحديث عن كيفية المضي بإتجاه استراتيجية الإستقلال للإقليم.

رووداو: الكثير من المنتمين للإتحاد الوطني الكوردستاني يتسآلون.. هل يحاول جوندياني ان ينضم الى الحزب الديمقراطي من خلال عمله بملف مسألة الإستقلال؟

آزاد جوندياني: لقد تحدثت في رسالتي وبشكل واضح بأنني سأعمل جاهداً على مسألة إستقلال إقليم كوردستان، ولا اعتقد بأنني بحاجة الى ذلك لكي انتمي الى الحزب الديمقراطي، ولكن، اذا كان اتجاهي يحتم علي ان اعمل لإستقلال إقليم كوردستان عن طريق الحزب الديمقراطي الكوردستاني، فأنا مستعد للإنضمام اليه، أو ان انضم للإتحاد الإسلامي اذا كان الأمر يتطلب ذلك، فلا الحزب الديمقراطي قد طلب مني الإنضمام اليه، ولا انا اريد ان ادخل في معمعة حزبية، ليس لأنه من العيب ان انتمي الى الديمقراطي الكوردستاني، فهناك الآلاف من المناضلين داخل هذا الحزب، وتوفي الآلاف منهم لحد الآن ومنهم والدي، ولكن بوجودي خارج الحزب قد تكون خدمتي اكثر فعالية وانا داخل الحزب.

رووداو: هنالك انباء تتحدث عن تشكيل فوج عسكري لتقوده من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟ ما مدى صحة هذا الخبر؟

آزاد جوندياني: لدي ما يقارب من 500 مقاتل أو عنصر من اقربائي في قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني، وهم يطالبون بنقلهم، وقد جاؤا والتحقوا بقوات البيشمركة وقوات الاتحاد الوطني عن طريقي، وعندما انسحبت انا من هناك، يريدون هم ايضاَ ان يكونوا قريبين من مكان تواجدي، وهذا هو النظام الحزبي.

رووداو: هل تعتقدون بأنهم سيتعرضون للمتاعب بعد انسحابك من الاتحاد الوطني؟

آزاد جوندياني: قد يحصل ذلك، ولكنني لست "قائد قيلق" لكي آتي بكل هؤلاء المسلحين، قد اكون بحاجة الى 10 او 15 مسلحاً لا اكثر، والاشخاص المرافقين لي الذين هم من اقربائي ويقومون بحمايتي، تم قطع رواتبهم من قبل وحدات 70 منذ 3 أشهر. 

ترجمة وتحرير: زياد الحيدري