اخبار العراق الان

بالصورة.." مروان وهيام" قصة عشق ولدت من بين الاصفاد ودهاليز الموت بمعتقلات داعش

بالصورة..
بالصورة.." مروان وهيام" قصة عشق ولدت من بين الاصفاد ودهاليز الموت بمعتقلات داعش

2017-05-25 00:00:00 - المصدر: باسنيوز


ترك احتلال تنظيم داعش لمناطق الكورد الإيزيديين في شنكال، أثرا بليغا على حياة الناس هناك، وخاصة على النساء والأطفال، حيث تعرضن للاختطاف والسبي والاغتصاب وتوزيعهن كهدايا بين عناصر التنظيم.

الناجية الايزيدية هيام صبري (29 عاما) قالت لـ (باسنيوز): "خطفني داعش مع جميع أفراد عائلتي أثناء هجومه على منطقة خانصور (شمال مدينة شنكال) في 3 اغسطس/ آب 2014، ومنذ ذلك التاريخ بدأت رحلة الألم والمعاناة في سجون داعش من العراق الى سوريا".

وتابعت صبري حديثها قائلة " ذقت خلال السنوات التي قضيتها في معتقلات داعش المجرم، أشد أنواع الألم والقسوة والتعامل بوحشية ابتداء من التعذيب الجسدي والنفسي وانتهاء بالتعرض للاغتصاب والبيع في سوق النخاسة ".

هيام صبري التي اختطفت مع خمسة أفراد من عائلتها، حينها كانت طالبة في الصف الخامس الإعدادي لتخوض تجربة مريرة وقاسية في معتقلات داعش متنقلة ما بين الموصل والرقة لمدة ثلاث سنوات، قبل أن تتحرر في 9 أبريل/ نيسان 2017.

وأضافت صبري أن" احاديثي مع مروان تعلو (شاب إيزيدي من مدينة شنكال) بالهاتف الجوال الذي كنت قد اخفيته كان أملي الوحيد والمتنفس الذي من خلاله أستطيع الصمود، وهو من أعطاني بصيص أمل لاستمر في الحياة مرة أخرى, حيث كنت أشكي له همومي وأوجاعي" . لافتة بالقول " بدوره كان يسمعني بكل رحابة صدر, ويقاسمني الهمومّ والألم ويقوي من معنوياتي, لذا وجدتهُ أقرب إنسان إلى قلبي".

وأثبت المجتمع الإيزيدي سيرة حسنة في التعامل مع الناجيات، حيث تقام الأفراح بعودتهنّ، وارتبط كثير من الشباب بالناجيات بعد تحررهنّ, وهذا ماكان عند حسن ظنّ الجميع.

وعن فكرة الحب والعشق التي نشأت بين هيام صبري ومروان تعلو, وهي أسيرة لدى تنظيم داعش ، قالت صبري أن أملها لم يخب بالخلاص من جحيم داعش, وأن تتحرر منهم، وكان الحب هو الدافع الأكبر لهذا الشعور"لافتة إلى أن" داعش أخذ مني أغلى ما تملك الفتاة، لكن لم يستطيع أن ينتزع الأمل من قلبي".

ومنذ اليوم الأول للكارثة, أصدر المجلس الروحاني الإيزيدي(اعلى سلطة دينية ايزيدية) قرارا تاريخيا بالسماح للناجيات بالعودة مرة أخرى لمجتمعهن وحياتهن ومعاملتهن أفضل معاملة بعدما لقين من داعش من ارهاب وسوء معاملة لايتصورها انسان ويصعب التعبير عنها بالكلمات .

وتابعت الناجية،هيام صبري،سردها لقصتها بالقول، أن " مخاوف عديدة كانت تراودني, أبرزها أن المجتمع لن يقبل التعامل مع الناجيات من أيدي داعش، لكن الشاب مروان تعلو دائما كان يؤكد لي العكس ويشجعني ويبلغني الأخبار المفرحة عن خلاص ونجاة الفتيات وقبول الشباب الزواج منهن، مما زاد من ثقتي بنفسي مرة أخرى، وجعلني أحلم بمستقبل أفضل".

وفي تصريحات سابقة له، قال المدير العام لشؤون الايزيدية في وزارة ألاوقاف والشؤون الدينية بحكومة اقليم كوردستان خيري بوزاني، إن" تنظيم داعش اختطف 6417 مواطنا ايزيديا بينهم 3547 امرأة في مدينة شنكال منذ احتلاله لها، نجا منهم 2963شخصا بينهم 1070امراة و 1571 طفلا"، موضحا ان عدد الذين ما زالوا في قبضة التنظيم الارهابي هو 3454 شخصا"

بدوره, قال مروان تعلو (38 عاما) لـ (باسنيوز): " أثناء بحثي عن وسيلة للتواصل مع أختي ليلى المحتجزة أيضا لدى تنظيم داعش في شنكال مع اثنان من أطفالها ، هما سالار وسارا ، تعرفت على هيام صبري التي كانت تملك هاتفا جوالا اخفتها عن ارهابيي داعش , لذا كنت أتحدث كثيرا مع هيام التي بدورها كانت تنقل لي معاناتهن وكنت أشد من أزرهن وأشحذ من هممهن في سبيل الحفاظ على توازنهن وعدم الانهيار أمام ظلم وارهاب داعش لهن".

وأوضح مروان بالقول " بعد التعرف على هيام  واحاديثنا المتكررة حصلت علاقة حب بيننا، ووعدتها بالتقدم لخطبتها والزواج منها بعد تحررها " . مبينا أنه "لولا هيام وتعاونها معي لما تمكنت من إنقاذ أختي وطفليها فيما بعد، وبعدها تعاونت مع أقاربها من أجل إنقاذها إيضا".

مروان تعلو القائدي من مركز قضاء شنكال متزوج وله سبع أطفال، تسمح له العادات والتقاليد الدينية والاجتماعية بالزواج من ثانية, شريطة أخذ موافقة الزوجة الأولى, وهذا ما قام به قبل أن يقدم على الزواج من الناجية هيام صبري.

وتابع تعلو حديثه، بالقول: "فاتحت زوجتي الأولى بالموضوع، ولم تبدِ أي اعتراض ، على العكس حيث تفهمت المسألة ، خاصة أن الزواج من ناجية إيزيدية من أيدي داعش أصبح رمزا للبطولة والشجاعة والشهامة في مجتمعنا" .موضحا أنه" بعد شهر على تحريرها تقدمت لخطبتها ووتم الزواج".

وختم مروان تعلو القائدي حديثه لـ (باسنيوز) بالتأكيد ، على أن:" أهم شيء بالنسبة لي هو أن أتمكن من أن أعيد الأمل في نفس فتاة وقعت ضحية لإجرام داعش ".