اخبار العراق الان

العصا الأمريكية والمال السعودي..(زواج مصلحة) !! (قراءة تحليلية) بقلم المستشار ضياء الوكيل*

العصا الأمريكية والمال السعودي..(زواج مصلحة) !! (قراءة تحليلية) بقلم المستشار ضياء الوكيل*
العصا الأمريكية والمال السعودي..(زواج مصلحة) !! (قراءة تحليلية) بقلم المستشار ضياء الوكيل*

2017-05-27 00:00:00 - المصدر: ضياء الوكيل


التحليل الأولي لنتائج مؤتمر القمم الثلاثة المنعقدة في العربية السعودية ما بين ( 20-21 أيار 2017) يؤشر بوضوح إلى مكاسب كبيرة تحققت للولايات المتحدة على الأصعدة ( الإقتصادية والسياسية والعسكرية) دون كلفة تذكر حتى أن (دونالد ترامب) دخل المنطقة دخول الفاتحين وعقد ثلاث قمم مع أكثر من خمسين دولة وهو عند إقامته في المملكة وهذا المشهد يوحي للمراقب بالآتي: أسلوب جديد في التفاوض يستند إلى معادلات سياسية مبتكرة قائمة على المقايضة والمال وتبادل الأدوار.. رغبة الرئيس الأمريكي بالإنتقال مما يوصف( القيادة من الخلف) الذي ساد خلال إدارة سلفه أوباما إلى لاعب رئيسي وصانع للحدث في الحقبة الترامبية الجديدة.. سعي واشنطن إلى مقاربة اللبنات المتباعدة في موقفها الأمني والسياسي على الصعيد الدولي دون التأثير على الثوابت الأساسية في ضمان (المصالح الأمريكية وأمن إسرائيل واستمرار تدفق النفط إلى الغرب).. ملامح السياسة الاقتصادية الأمريكية الإتفاقيات التي عقدت في السعودية تؤشر ملامح السياسة الإقتصادية الأمريكية الجديدة القائمة في أساسها على (المقايضة بعقلية التاجر) بمعنى أن ترامب أبتكر طريقة جديدة لتسديد فاتورة الحماية الأمريكية بشكل عقود تسليح بمئات المليارات من الدولارات وهذا يحقق لطرفي الصفقة المكاسب الآتية: بالنسبة لترامب فأنه ينفذ وعوده الإقتصادية الداخلية بالحصول على ثلث المبلغ الذي وعد به ناخبيه للاستثمارات العامة والخاصة وبما يوفر مليون فرصة عمل للعاطلين والتمهيد لأخرى وتطوير البنى التحتية وهو بذلك يرد على الانتقادات التي يواجهها على مستوى الداخل.. أما السعودية فهي تدفع فاتورة باهضة لشراء وجه ترامب المتشدد أمام إيران حتى ولو على المستوى الخطابي وإن كان هذا الحدث قد منحها زخما سياسيا على صعيد المنطقة فأن ذلك قد لا يبرر هذه الصفقات الكبيرة للأسلحة التي قد لا تستخدم أبدا في وقت تعاني فيه المملكة من اجراءات تقشف ومعدلات من البطالة..