المالكي يكشف عن وجود "المخابرات الإسرائيلية" بكردستان ويسأل: هل نربح الموصل ونخسر البصرة والنجف؟
العراق/بغداد
قال نوري المالكي، الثلاثاء، أن هيبة الدولة العراقية الآن "باتت محل إشكال"، لأن الحكومة "تقاتل داعش وتنسى البصرة"، وفيما اتهم "الخليج بتشتيت السنة في العراق"، وصف رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، بأنه "حليف لإسرائيل".
وبين المالكي، في مقابلة مع صحيفة الأخبار اللبنانية أن "المكون السني يعد أكثر الأطراف تشتتاً في العراق، فهم يفتقرون إلى مرجعية موحدة، دينية كانت أو سياسية، كل ذلك نتيجة اللعبة التي لعبتها بعض الدول العربية والخليجية إضافةً إلى تركيا"، مشيرا إلى أن "السُنّة لا يزالون مجزّئين، وقد بذلنا جهداً معهم من أجل توحيدهم، وخلق مرجعية سياسية لهم، حتى نستطيع الاتفاق معها، إلا أن انقسامهم الداخلي حادٌّ جدّاً، ويتمثل ذلك بوجود أجنحة نافذة لبعض الدول فهناك جناح ولاؤه لتركيا وجناح ولاؤه لدول الخليج".
وعن رئيس إقليم كردستان، يقول المالكي، "حين تشتد الأزمات الداخلية عند بارزاني، يخرج بتصريحات عن قضية الانفصال وهي للاستهلاك حاليا، لانه وبموجب قانون الإقليم، فإنّ بارزاني لم يعد رئيساً شرعياً، سياسته الداخلية تتسم بالعنف، والتفرد، وتفتقر إلى أي غطاء شرعي وهو يحكم كردستان على طريقة شيوخ العشائر الكردية سابقاً، والآغاوات وكل دول المنطقة لا تؤيد هذا التصرف بصورة علنية، باستثناء إسرائيل وهو يعتمد على إسرائيل، في كل سياساته وفي كل مخططاته".
واشار الى ان "كردستان أصبحت منبتاً لكل الشركات والمخابرات الإسرائيلية، وللأسف ــ يومياً ــ ترى الأطياف تأخذ وفوداً وتسافر إلى أربيل، أما مسعود نفسه، فلا يكلّف نفسه ويأتي إلى بغداد، ويصرّح دائماً ويتحدى العاصمة، ويبيع النفط كما يشاء، ويتحدّث ويتحرّك على الأرض كما يشاء، ويضطهد الأقليات والمكوّنات، ولا يُسمع كلمة رفضٍ من الحكومة، أو من القوى السياسية".
وحول أداء حكومة العبادي قال المالكي، "على صعيد مكافحة الإرهاب، فإنّ الأداء الحكومي جيّد، برغم المخالفات التي حصلت وإدخال قوات دولية دون قرار برلماني، ولكن هذا لا يكفي، فالدولة (لا تعني حصراً) مكافحة الإرهاب، ومقاتلة داعش"، مشيرا إلى أن "هيبة الدولة الآن باتت محل إشكال، وما يقلقنا هو التجاوزات والوضع الأمني السيئ، والتمرد الحاصل على الدولة".
وتابع أن "الدولة تنشغل في قتال داعش، وتنسى البصرة، ما يحدث في البصرة وبغداد وسامراء يشير إلى إمكانية خسارة تلك المناطق، هل نربح الموصل ونخسر البصرة وكربلاء والنجف؟ بالأمس، احتلوا مطار النجف وأسواقها، هذا الجانب خطيرٌ جدّاً، وإذا لم تتم معالجة الوضع فسينهار ويتدهور، وسيكون هناك فرصة للميليشيات والعصابات والخارجين عن القانون كي يتمردوا".
ومضى يقول، "بالنسبة إلى الوضع الاقتصادي، هو مرتبك جدّاً، وصل إلى حد قطع الرواتب عن موظفي الدولة، وتوقف المستشفيات عن تقديم العلاج للمرضى"، لافتا إلى "أنا لا أفهم سبب سحب الحكومة من احتياط البنك المركزي 40 ملياراً، لقد سلّمت الخزينة باحتياط يبلغ 83 ملياراً، والآن بات 40 ملياراً، هذا خطر، يقولون إن هناك ديوناً متراكمة، أين تذهب كل تلك الأموال؟ يقولون إن الحرب قائمة، ويشترون السلاح والعتاد، لكن في الحقيقة أنا اشتريت كل السلاح، هم لم يشتروا السلاح، باستثناء العتاد والأدوات الاحتياطية، لقد اشتريت السلاح من إيران أثناء هجوم داعش، وقبله اشتريت طائرات من أميركا، وكوريا، ودبابات من روسيا".