العراق.. أول "عرسان" قطر بعد "طلاقها"
العراق/بغداد
في صبيحة اليوم الاثنين، تعرضت قطر، إلى "الطلاق" و"الخطوبة" بذات الوقت، حتى دون أن "تكمل عدتها"!
قطر، الدولة الصغيرة، من ناحية المساحة، والراعية للتنظيمات الإرهابية، بحسب دول الخليج وأمريكا وتقارير دولة أخرى، أكدت رعاية قطر وتمويلها للقاعدة وداعش والأخوان المسلمين، دخلت بصراع قوي منذ فترة مع دول الخليج، بدأت "ضرباته" صبيحة اليوم، بإعلان ست دول قطيعتها الدبلوماسية والتجارية معها.
السعودية والبحرين والإمارات واليمن ومصر وليبيا وجزر المالديف، قطعت جميعها كافة التعاملات مع قطر، بالإضافة لإيقاف الحركة الملاحية الجوية والبرية، ووقف التعاملات المصرفية والتجارية بالكامل، وإغلاق مقار قناة الجزيرة في السعودية، بالإضافة لإلغاء رعاية قطر لبعض الأندية الرياضية، "قطيعة" تكاد تكون "أقسى" من حصار يفرضه مجلس الأمن الدولي!.
هذه القطيعة، جاءت بالتزامن مع لقاء رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري (عن الحزب الإسلامي، الذي ينتمي ضمنا للإخوان المسلمين) مع أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني.
اللقاء، شهد حرص البلدين (العراق وقطر) على تعزيز العلاقات الثنائية وتقويتها، وبحسب بيان صدر عن مكتب الجبوري بين أنه جرى بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومجمل الأوضاع في المنطقة العربية والاقليمية، وسبل تنسيق الجهود لمواجهة التحديات والأزمات وإنهاء المشاكل والخلافات.
وأكد الجبوري أن العراق مهتم بتوسيع آفاق التعاون مع محيطه العربي ويسعى إلى تحقيق التواصل الدائم والمثمر مع أشقائه خصوصا وانه اقترب من انهاء وجود داعش الارهابي على أرضه.
من جانبه أكد امير قطر، بحسب البيان، على أهمية العراق في المنطقة و"ضرورة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين"، مشيرا الى ان "قطر تحرص على اقامة علاقات مميزة بينها وبين العراق".
هذا البيان صدر، مع بيانات الدول العربية التي اعلنت فيها مقاطعة قطر، ليكون العراق، الدولة الأولى بالمنطقة، التي "تخطب" قطر بعد "طلاقها" العربي!.
مصادر كشفت أن أسباب القطيعة العربية لقطر، هي إيران، ولقاء وزير قطري بقاسم سليماني في طهران "سرا" قبيل انعقاد القمة العربية الامريكية في الرياض، التي تهدف لتشكيل تحالف ضد إيران، وهذا ما أدى إتخاذ قطر لموقف عدائي تجاه دول الخليج والقمة، حيث اختارت أن تقف إلى جانب طهران، نظرا للمشتركات الاقتصادية الكبيرة بين البلدين، إضافة إلى التعاون "الاستخباري".
الجبوري من جانبه، تقرب من طهران كثيرا خلال السنوات الماضية، وبات يسعى للتحالف مع القوى العراقية، القريبة منها أيضا، وأبرزهم نوري المالكي، ما حول إيران في هذه المعادلة، إلى "مشاية" لخطبة قطر للعراق!.
الموقف العراقي، تجاه الأزمة القطرية مع محيطها والعالم، غير واضح حتى الان، باستثناء بيان الجبوري، المتضامن معها، بل المطالب بتقوية العلاقات بين البلدين، فكل ما صدر هي بيانات من سياسيين ونواب، بالتالي لا يمثلون الرأي الرسمي للبلد، فرئيس مجلس الوزراء التزم "الصمت" كالعادة في المواقف التي تكون فيها إيران "صاحبة الشأن"، كما أن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ما زال على الأغلب "نائم" نتيجة تأثير العلاج "المسكن"!.
لكن، رئيس البرلمان، تمكن وبنجاح، من إعلان تقرب العراق من قطر، في وقت، أعلنت الدول العربية، أنها قطعت علاقتها مع قطر، لأنها تدعم داعش، والعراق، هو البلد الأكثر تضررا من داعش، ومع كل هذا، تقرب الجبوري من الدولة التي رعت ومولت "عصابة احتلت بلده".. كيف ذلك؟!.
وبالإضافة للجبوري، فأن التحالف الوطني، أعلن قبل أسبوع، أن زعيمه عمار الحكيم، سيتوجه للدول الخليج بعد شهر رمضان، وقطر أبرز الدول، في خطوة لتقوية العلاقات العربية، هذا البيان الذي صدر عن التحالف، تم تأكيده اليوم من قبل ائتلاف دولة القانون، حيث أكدت الزيارة لقطر، ولم تلغى، فهل ستجد قطر "زوجا" أفضل من العراق؟، فبعد أن "دمرته" عاد و"خطبها"!!!.