دول عربية تقطع العلاقات مع قطر بسبب "الإرهاب"
قطعت أقوى الدول في العالم العربي علاقاتها مع قطر يوم الاثنين بعد أن اتهمتها بدعم "جماعات إرهابية وطائفية" وإيران لتنكأ بذلك جرحا قديما بعد أسبوعين من طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الدول الإسلامية مكافحة الإرهاب. وقطعت السعودية ومصر ودولة الإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر في تحرك منسق. وانضم اليمن وحكومة شرق ليبيا والمالديف لهذا التحرك بعد ذلك. ونددت قطر بالتحرك باعتباره يستند على أكاذيب بشأن دعم الدوحة لمتشددين. وكثيرا ما تُتهم قطر بأنها مصدر تمويل للإسلاميين وكذلك السعودية. وأنحت إيران باللوم في هذا التحرك على زيارة ترامب للرياض في الشهر الماضي . ويدور خلاف بين إيران والسعودية منذ فترة طويلة كما أنها تعد هدفا غير مباشر لهذا التحرك . وقال حميد أبو طالبي مساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني على تويتر "ما حدث هو النتيجة الأولية لرقصة السيوف" في إشارة إلى مشاركة ترامب في رقصة تقليدية بالسيوف مع الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية خلال الزيارة. ويهدد هذا الهجوم الدبلوماسي المكانة الدولية لقطر التي توجد بها قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة وتستعد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 . ويُنظر إلى اللهجة المتشددة التي تحدث بها ترامب خلال زيارته أمام أكثر من 50 زعيما مسلما في الرياض بشأن طهران والإرهاب على أنها هي التي وضعت الأساس لهذه الأزمة الدبلوماسية. وقال جان مارك ريكلي رئيس المخاطر العالمية والمرونة في مركز جنيف لسياسة الأمن "لدينا تحول في توازن القوى في الخليج الآن بسبب الرئاسة الجديدة: ترامب يعارض بقوة الإسلام السياسي وإيران. "إنه منحاز تماما لأبوظبي والرياض اللتين لا تريدان أيضا التوصل لحل وسط مع إيران أو الإسلام السياسي الذي ترعاه جماعة اِلإخوان المسلمين". وتطرح قطر منذ سنواتها نفسها على أنها وسيط وصانعة قرار في نزاعات كثيرة بالمنطقة ولكن مصر ودول الخليج العربية تشعر باستياء من دعم قطر للإسلاميين ولاسيما جماعة الإخوان التي يعتبرونها خصما سياسيا.وبعد قطع كل العلاقات في مجال النقل مع قطر أمهلت الدول الخليجية الثلاث الزائرين والمقيمين القطريين أسبوعين للمغادرة. وفي أقوى الإجراءات حظرت هيئتا الطيران المدني السعودية والبحرينية هبوط الطائرات القطرية في مطارات البلدين ومنعتهما من عبور أجوائهما. واتهمت السعودية قطر بدعم الجماعات المتشددة ونشر أفكار العنف في إشارة فيما يبدو إلى قناة الجزيرة الإخبارية المملوكة لقطر. واتهم بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية قطر "باحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و(داعش) و(القاعدة) والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم". كما اتهم البيان قطر بدعم "الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران" في القطيف بالمنطقة الشرقية بالمملكة وفي مملكة البحرين. ونفت قطر تدخلها في شؤون الآخرين. وقال بيان لوزارة الخارجية القطرية "لقد تعرضت دولة قطر لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة ما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة". *دعوة للحوار دعت إيران للحوار. وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر" الجيران دائمون ولا يمكن تغيير الجغرافيا .الإكراه لا يمكن أن يكون الحل. الحوار أمر ملح ولاسيما خلال شهر رمضان المبارك". وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن واشنطن حثت حلفاءها الخليجيين على حل خلافاتهم. وقد يكون للخلاف بين الدوحة وأوثق حلفائها تداعيات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وحثت تركيا وهي حليف لكل من جماعة الإخوان وقطر على الحوار لحل هذا الخلاف. لكن التداعيات الاقتصادية لاحت في الأفق مع إعلان شركات الاتحاد للطيران وطيران الإمارات وفلاي دبي الإماراتية تعليق جميع رحلاتها الجوية من وإلى الدوحة اعتبارا من صباح الثلاثاء وحتى إشعار آخر. وذكرت الخطوط الجوية القطرية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي أنها علقت كل الرحلات إلى السعودية. ونزل مؤشر البورصة القطرية 7.5 بالمئة. وكانت بعض الأسهم القيادية في السوق هي الأكثر تضررا.وأعلنت بعض البنوك المصرية وقف التعامل مع البنوك القطرية. وتعد هذه الإجراءات أكثر قوة من التدابير التي اتخذت خلال خلاف سابق في 2014 عندما سحبت السعودية والبحرين ودولة الإمارات سفراءها من الدوحة متهمة من جديد قطر بدعم جماعات متشددة . وفي ذلك الوقت لم تقطع العلاقات في مجال النقل ولم يُطرد القطريون./ وقال كريستيان أولريخسن وهو خبير في الشؤون الخليجية بمعهد بيكر ومقره واشنطن إن إغلاق الحدود البرية والمجال الجوي لقطر لأي فترة من الوقت "سيثير الفوضى في الجدول الزمني" لكأس العالم. وأضاف "يبدو أن السعوديين والإماراتيين يشعرون بالقوة لتوافق مصالحهم الإقليمية، تجاه إيران والتطرف الإسلامي، مع إدارة ترامب. واستخدمت قطر نفوذها الإعلامي والسياسي لدعم الإسلاميين خلال انتفاضات الربيع العربي في 2011. لكن أحزاب جماعة الإخوان المسلمين المتحالفة مع الدوحة تراجعت في المنطقة خاصة بعد إطاحة الجيش بالرئيس المصري المنتمي للإخوان محمد مرسي عام 2013 عقب احتجاجات حاشدة على حكمه. وتدرج مصر والسعودية والإمارات جماعة الإخوان المسلمين على قائمة للتنظيمات الإرهابية. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن سياسة قطر "تهدد الأمن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها". وقال بيان من وزارة الخارجية المصرية إن مصر قررت أيضا "غلق أجوائها وموانيها البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية حرصا على الأمن القومي المصري".