بغير إرادته".. العراق يدخل على خط "كسران ظهر" قطر!
العراق/بغداد
منذ أيام، تعرضت قطر إلى "حصار وحرب" خليجية وعربية، قادتها السعودية، بدأت بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية، وامتدت إلى قناة بي إن سبورت الرياضية، والمنافذ الحدودية البرية وسحب رخصة الخطوط الجوية القطرية.
دول عدة سارت على نهج السعودية، هي البحرين والامارات واليمن ومصر وموريتانيا وجزر القمر وليبيا وجزر المالديف، وغيرها من الدول، حتى باتت قطر محاصرة بالكامل، ودخلت حالة إنذار بسبب نقص المواد الغذائية، واعلنت أن ما تملكه يكفي لأربعة أسابيع فقط، خاصة وأنها معتمدة على السعودية باستيرادها وعبر منفذها البري، ما أدخلها بـ"ورطة"، لكن سرعان ما جاء "المنقذ" وهي إيران، حيث أعلنت استعدادها بتزويد قطر بالمواد الغذائية، وهذا ما تم ووصلت أولى الشحنات للدوحة من إيران.
في خضم هذا الصراع والتصعيد، بقي العراق "متفرجا"، وحتى رئيس الوزراء حيدر العبادي، وخلال مؤتمره الإعلامي الأسبوعي، لم يتطرق إلى الأمر بصورة جدية، بل عبر عن أسفه فقط.
لكن، مصر "جرت" اليوم العراق إلى هذا المأزق دون "رغبته"، حيث دعت مجلس الأمن الدولي إلى التحقيق بدفع قطر مليار دولار لـ"ميليشيا" في العراق من أجل إطلاق سراح مواطنيها، وعدت الأمر "انتهاكا خطيرا لقرارات مجلس الأمن، وستكون له انعكاسات هامة على جهود مكافحة الإرهاب".
مصر، ربطت ما جرى في العراق من عملية إطلاق سراح الصياديين القطريين، بـ"الإرهاب"، حيث بينت أن "الفدية" ذهبت لـ"تنظيم إرهابي" وبشكل علني ومباشر، هذه الرواية "المصرية"، هي على ما يبدو "أسوء" فيلم مصري أنتج منذ قرن، فالأموال تمت السيطرة عليها بأمر العبادي، ونقلت للبنك المركزي وما تزال المفاوضات جارية بين بغداد والدوحة من أجلها، ولم تذهب لأي جهة أخرى، وأن المختطفين أطلق سراحهم برعاية وزارة الداخلية وبحمايتها، وبالإضافة لكل هذا، فأن الجهة التي اختطفتهم، ورغم عدم كشفها، إلا أنها ليست "تنظيما إرهابيا".
مصر تريد من هذه الدعوة أن تؤكد أن قطر مرتبطة وتدعم التنظيمات الإرهابية، و"قصة العراق" استغلتها لتكون أحدث تحركات قطر، هذا الأمر سيستدعي "شهادة" العراق، ودخوله في هذا الصراع، وعليه أن يكشف الحقيقة، وبالتالي سيكون، ودون أي خيار، منحازا لطرف ما، أما مصر أو قطر.
وفي حال وصول هذا الأمر لمجلس الأمن الدولي فعلا، فسيكون العراق مطالبا بتقديم أدلة تثبت ما جرى بصفقة الصياديين القطريين، وكشف الجهة التي خطفتهم، خاصة وأن مصر ودول الخليج تبذل كل جهودها لربط كافة الحركات والتنظيمات في العراق بـ"الإرهاب" وما تنفك تردد هذا الأمر علنا، وهذا ما سيجري في مجلس الأمن، إذ ستكافح هذه الدول لإثبات "نظريتها الغريبة"!!.
بالتالي، في حال إصرار دول الخليج ومصر والدول "السنية" الأخرى على أن قطر حاولت تسليم المليار دولار لـ"جهة إرهابية"، وذلك لا يستبعد مع وجود الأموال السعودية "الهائلة"، فسيكون العراق، وبعد كل هذا الصراع، هو من "كسر ظهر" قطر.