إنتصار الحشد الشعبي .. عوامل وأهداف وأبعاد
14 الف كيلو متر ومئات القرى والاقضية والنواحي محررة، عمليات محمد رسول الله بصفحاتها ومراحلها المختلفة تسدل ستار داعش الاجرامي، وترفع العلم العراقي على جميع مباني ومنشآت الجبهة الغربية لمحافظة نينوى، حيث اذاق الحشد الشعبي حر سلاحه للتنظيم وأراه بأس مجاهديه الذين وطأت اقدامهم مؤخرا نهاية الشريط الحدودي للعراق مع سوريا ضمن العمليات البرية الاوسع ضد الارهاب في البلاد.
خارطة التحرير
فمنذ ايلول 2016 حتى التاسع من حزيران 2017، دخلت مؤشرات التحرير بخط بياني متصاعد بدءا من تأمين خط الامداد في شمال بيجي-القيارة، وصولا لمراحل القضم من عين الجحش وتل الفارسية وطويبة ومطار تلعفر (٩كم عن مركز قضاء تلعفر) ومن ثم تحرير تل عبطة وجنوب سنجار والقيروان والقحطانية والحضر والبعاج وتل صفوك حتى اغلاق الحدود السورية، والشروع بتطهير الشريط الحدودي من ربيعة الى القائم.
عزل داعش
عزل المحاور واستراتيجية الالتفاف التي مارسها الحشد الشعبي اضطرت داعش للقتال في مناطق محلية وقرى معزولة بدلا عن قتاله الشامل الذي كان يعول عليه التنظيم، ولعل قطع اتصال زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي مع سوريا، كان من ابرز تجليات هذه الخطة كونه ضرب بعمق دولته المزعومة وشطرها الى قسمي العراق وسوريا، وتهديد قواعده الاساسية في الحضر والبعاج والقيروان، وقتل ابرز قادته ومعاونيه.
اهداف استراتيجية
على صعيد الاستراتيجي، استعاد الحشد قضاءي الحضر والبعاج ونواحي القيروان وتل عبطة، فضلا عن 12 مجمع سكني اهمها (الخبازة، والحمدانية، والرسالة الجنوبي)، ومناطق الايزيديين، بالإضافة الى مطارات تلعفر وجنوب سنجار وثري كراح، وقاعدة سنجار العسكرية، كما انشئ مطار (الشهيد محمد هاشم) العسكري في منطقة تل فارس/ غرب الموصل من اجل تسهيل عمليات الدعم اللوجستي، لمختلف صنوف القوات الامنية.
شركاء النصر
للهندسة العسكرية وهندسة الميدان اثر اوضح في تسريع وتيرة التحرير، نظرا لما قدمته من ادوار تسبق العمليات من خلال فتح السواتر ومساندة عمليات الاقتحام، مرورا بتفكيك العبوات والملغمات، ومن ثم انشاء السواتر وحفر الخنادق والتحصين بعد تحرير المناطق، حيث تجاوزت مساحة المناطق المؤمنة 1000 كم، كما افشلت فرقها خطط التفخيخ وفككت العبوات المطورة مثل العبوات (القمعية والمتحسسة) وغيرها.
جهد مواز
الموازي الاخر، ما قدمته مديرية الامن في هيئة الحشد من خلال مهام اخراج النازحين والاشراف على توزيع المساعدات لهم وتدقيق معلوماتهم، حيث اجلت المديرية ما يربو على 300 الف نازح و200 الف رأس من المواشي كما ساهمت بتوطين العوائل في المناطق المحررة والاسهام في دعم الزراعة والتعاون مع الاهالي في موسم الحصاد، وتأمين الحماية للدوائر الرسمية للدفع باتجاه عودة واستمرار الكثير منها بالعمل.
بعد انساني
في البعد الانساني واكبت المستشفيات الميدانية للحشد والبالغ عددها تسعة مستشفيات وصالات عملياتها الكبرى، اسعاف وانقاذ نحو ٣٠ الف مريض من المدنيين ومعالجة ١٥٠ جريح منهم واجراء ٤٥ عملية جراحية، بالتزامن مع الحملات الاغاثية كحملة “لأجلكم” التي اوصلت الاف السلات الغذائية للعوائل النازحة، بدعم مديريات (الطبابة، والدعم اللوجستي، والامن) والعتبات المقدسة والمواكب الحسينية.
فتوى وتأسيس
وتزامنت كل تلك الانتصارات مع ذكرى ولادة الحشد الشعبي بالفتوى المباركة للمرجعية الدينية، التي تعد المحرك الاساس والدافع الاول والاهم بترجيح كفة العراق وتحويل حالة الانكسار للقطعات الامنية الى انتصار حطم اعتى التنظيمات الاجرامية وجعلتها تنكفئ في اخر معاقلها، اذ بات فيه النصر النهائي محل ترقب الاعلان الرسمي عن انجلاء حقبة داعش السوداء واجرامه الذي طال البشر والحجر والنفوس.