يجرب في مدينة الصدر والجبايش.. برنامج أممي يقدم إعانات مشروطة للحد من عمالة الأطفال
وجوه متعبة وابدان اهلكتها ظروف الحياة القاسية وانامل تقطعت من خشونة العمل وشراسة الفقر.. وبدل ان نراهم في مدارسهم يرسمون خطواتهم الاولى نحو مستقبل مشرق، نجد الاف الاطفال تركوا مقاعد الدراسة واجبروا على التوجه الى سوق العمل.. صورة نراها كل يوم لاطفال صودرت حقوقهم تحت مسميات الظروف الاستثنائية.
في 12 حزيران من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة عمالة الاطفال، حيث يتم نشر التوعية للقضاء على مسببات الفقر الذي يعتبر عاملا اساسيا في انتشار هذه الظاهرة كما يسلط الضوء على المحن التي يواجهها الاطفال في اماكن عملهم، وقد تم تحديد هذا اليوم من قبل منظمة العمل الدولية في عام 2002.
واقيم احتفال هذا العام (2017) تحت شعار (حماية الاطفال من العمل حتى في اوقات الصراعات والكوارث).
وتزامنا مع حلول هذه المناسبة قام المدير العام لمنظمة العمل الدولية جي رايدر بنشر رسالة يشير فيها إلى أن "اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال، يؤكد محنة أولئك المحاصرين في الصراعات والكوارث، الذين يتعرضون بشكل خاص لخطر عمل الأطفال. وفي المناطق المتضررة من النزاع والكوارث، غالبا ما تدمر المنازل والمدارس. فالعديد من الأسر تفقد وسائلها لكسب لقمة العيش".
ويضيف رايدر أن "الأطفال الذين ينفصلون عن أسرهم بسبب النزاعات والكوارث معرضون بشكل خاص لأسوأ أشكال عمل الأطفال بما في ذلك التعدين أو استخراج المعادن في المناطق التي مزقتها الحروب، أو إزالة الأنقاض، أو العمل في الشوارع، وفي الحالات الأكثر تطرفاً، يجد الأطفال أنفسهم محاربين يقاتلون في معارك الكبار، وتستخدمهم الجماعات المسلحة المتحاربة كجواسيس أو مساعدين أو حمالين".
ويقول المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عمار منعم السوداني ان "وزارة العمل قامت باطلاق حملات تفتيش في المعامل والورش التي تستقطب الاطفال الباحثين عن العمل والكشف فيما اذا كان هناك مخالفات للتعليمات التي اصدرتها وزارة العمل بشأن قانون العمل والتي تنص على شروط من بينها ضرورة تجاوز العامل سن الخامسة عشرة حيث يتم احالة المخالفين الى محكمة العمل".
ويضيف السوداني، قائلا "سيتم في الشهر التاسع من هذا العام تطبيق برنامج بالتعاون مع اليونسيف ووزارتي التربية والصحة لتقديم اعانات نقدية مشروطة لهاتين الوزارتين ويتم صرف هذه الاعانات الى الاطفال في سن 9 -15 المتسربين من المدارس لحثهم على استكمال تعليمهم وتم اختيار منطقة الصدر الثانية في العاصمة بغداد ومنطقة الجبايش في محافظة ذي قار من قبل لجنة مكونة من عدة وزارات وفق دراسات علمية رصينة لتطبيق هذا البرنامج المنفذ في 55 دولة حول العالم ويتم تعميمه على جميع مناطق العراق في حالة نجاحه".
وتابع، "في عام 2015 قامت وزارة العمل بالتعاون مع وزارة التربية بتطبيق برنامج لاعادة 180 الف طالب الى صفوف الدراسة في المناطق الريفية من خلال دورات في التعليم المسرع".
من جهته، يقول سفير الطفولة سابقا الفنان العراقي هاشم سلمان ان "الطفولة العراقية مهمشة وعلى الحكومة العراقية جعل الطفل العراقي من اولوياتها الاولى، فالأطفال هم جيل المستقبل والدماء الجديدة الواعدة التي سترسم مستقبل البلد".
واضاف سلمان، انه عندما كان يشغل منصب سفير الطفولة العراقي لم يجد دعما ملموسا من الجهات المختصة و"لم يكن هناك اي دعم معنوي ايضا وكل ما كان يقدم من جهته كان بمجهود ذاتي فقط"
الطفلة زينب (12 عاما) من منطقة التأمين التي تركت دراستها من اجل توفير لقمة العيش لعائلتها واعانة والدها الذي يوصلها كل صباح الى سوق الشورجة ببغداد. تقول، إنها تعمل في بيع الكراتين تحت اشعة الشمس الحارقة متأملة العودة الى عائلتها بصحبة مايسد رمق جوعهم من النقود.
أما حسين الياسري (28 عاما)، فيقول إن "الامية هي من اهم الاسباب المؤدية الى عمالة الاطفال"، داعيا إلى "تنظيم ندوات توعية من قبل منظمات المجتمع المدني لتوعية اولياء الامور بأهمية التعليم لاطفالهم ومدى خطورة تشغيلهم في الشوارع".
وتؤكد احصائيات حديثة ارتفاع نسبة الاطفال المنخرطين في سوق العمل الى أكثر من 12 مليون طفل في دول الشرق الاوسط بسبب الازمات الاقتصادية والحروب، مشيرة إلى أن اغلبهم يمارسون اعمالا خطرة لاتتاسب مع اعمارهم او قدراتهم البدنية نتيجة الى انعدام الرقابة واستفحال ظاهرة عمالة الاطفال.
وتقدر اليونيسف وجود 158 مليون طفل تحت سن الخامسة عشر يعملون في جميع انحاء العالم، مشيرة إلى ان معالجة هذه الظاهرة ستبدأ من تقليل نسبة الفقر اضافة الى رفع المستوى الثقافي للاسرة.