أحدهم تزوج "عراقية".. شركة عسكرية أمريكية متهمة بسرقة ملايين الدولارات خلال عملها بالعراق
العراق/بغداد
كشف مكتب التحقيق الفدرالي في ولاية فيرجينيا الأمريكية عن تآمر عمال شركة "داين كورب" الدولية لسرقة ملايين الدولارات من وزارة الخارجية الأمريكية في العراق.
وتأتي هذه التهم الجنائية بينما تواجه شركة داين كورب العسكرية دعوى مدنية منفصلة من قبل وزارة العدل في مقاطعة كولومبيا التي تدعي أن الشركة سمحت لمقاول آخر برفع الأسعار.
ونفت داين كورب الادعاءات قائلة إنها توقفت عن العمل مع هذا المقاول "منذ سنوات عديدة".
وبحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تشمل الحالتان تدريب ضباط الشرطة المدنية في العراق، حيث وجد تقرير صدر في العام 2010 عن المفتش العام في وزارة الخارجية لإعادة إعمار العراق، أن الرقابة على تدريب الشرطة بمعرفة داين كورب كانت ضعيفة لسنوات.
واعترف أحد المتهمين في المحكمة الاتحادية، بجانب اثنين من أقاربه كذبا لتغطية جرائمه، وهناك متآمر آخر في طريقه إلى المحاكمة، فيما يجري ترحيل آخر من أوروبا.
وتزعم السلطات الفيدرالية أن الرجل المدان ويدعى ويسلي ستروبل، الذي عاش مؤخراً في الفلبين، كان على صلة بالمتهمين الآخرين إيميل بوبيسكو وخوسيه ريفيرا من عالم المقاولات العراقية.
وعمل بوبيسيكو وستروبل في العام 2011 في شركة استأجرت معسكراً من شركة عراقية بمبلغ 124 ألف دولار شهرياً.
ووفقاً للادعاء، وضع الرجلان خطة لجعل شركة داين كورب تستأجر المعسكر بأكثر من 5 أضعاف هذا المبلغ.
وذهب بوبيسكو للعمل لصالح الشركة العراقية وأقنعهم بفسخ عقد الإيجار الحالي، ثم تقديم المخيم إلى داين كورب مقابل أكثر من نصف مليون دولار شهرياً، وفي تلك الأثناء انضم ستروبل إلى ريفيرا في شركة داين كورب، حيث قاما بإقناع الشركة بدفع الإيجار المضاعف، بالادعاء زوراً أن المستأجر السابق دفع نفس المبلغ.
ودفعت وزارة الخارجية الأمريكية بالتالي مبلغاً قدره 5.3 مليون دولار إيجاراً للمعسكر من سبتمبر 2011 حتى نيسان 2014.
وبحسب تقارير الادعاء تقاسم بوبيسكو وريفيرا وستروبل الأرباح مع المتآمرين العراقيين.
ورفضت المتحدثة باسم شركة داين كورب، ماري لورانس التعليق، مشيرة إلى أن الشركة "ليست موضوع هذا التحقيق".
ووفقاً لوثائق المحكمة، أرسل ريفيرا وستروبل آلاف الدولارات إلى عائلتهما بالولايات المتحدة، مخبأة في بعض الأحيان في مكبرات صوت.
وأقنع ستروبل والدته وشقيقته بالكذب بشأن هذا المال، والآن، اعترف الثلاثة بالذنب حيث اعترف ستروبل بالتآمر لانتهاك قانون مكافحة الرشوة، بينما اعترفت أمه وشقيقته بالكذب أمام هيئة المحلفين.
وفي مكالمة هاتفية مسجلة في نيسان من العام 2015، نصح ستروبل لريفيرا بالتظاهر بأنه كان يدخر المال منذ سنوات، وأضاف أن "الأمر يتطلب الكثير من الأدلة للوصول للسجلات المصرفية في أي تحقيق على أي حال".
وقال ريفيرا الذي تشير سجلات المحكمة إلى أنه كان يعمل مع عملاء فيدراليين في ذلك الحين، إنه لا يعرف كم المال الذي ربحوه، ولكنه متأكد أن هذا الكم من المال لا يمكن الحصول عليه بطريقه مشروعة.
وكان رد ستروبل: "لم يكن بقدر ما أردنا، وأنا أعلم هذا".
من جانبه أصر بوبيسكو في إفادته للمباحث الفيدرالية، بأن الأموال التي حصل عليها كانت من راتبه ومكافآت الأداء.
وذكرت التقارير الإخبارية المحلية أنه تم القبض على ريفيرا الشهر الماضي في منزله في "بوتوماك"، وتم القبض على بوبيسكو، في موطنه برومانيا في نفس الوقت تقريباً، والآن كلاهما متهم بالتآمر للاحتيال على الولايات المتحدة.
وكان ريفيرا قد نفى، الجمعة الماضية، التهم مرة أخرى، وأعلن أنه ينوي المثول أمام المحاكمة بالرغم من تعاونه في التحقيق ضد ستروبل.
واعترف ستروبل (49 عاماً) بالجريمة وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات يوم الجمعة، وأمر أيضاً بدفع ما يقرب من 3.4 مليون دولار كتعويض.
يُذكر أن المواطن الأمريكي كان يعيش منذ 5 سنوات في الفلبين مع امرأة التقى بها في العراق، ولديه منها طفلان، بالإضافة إلى طفلين آخرين من زواج سابق.
وفى تقارير المحكمة أكد محامو الدفاع أن ستروبل من قدامى المحاربين في الحرب بالعراق، وهو حاصل على النجم البرونزي لعمله كعميل لمكافحة التجسس في سلاح الجو بعد 2003 مباشرة، مؤكدين أن جريمته كانت "حادثاً فردياً".