اخبار العراق الان

مرجع أصولي ايراني يفتي: من يُهِن «الولي الفقيه» فهو مشرك

لم تهدأ الأجواء في إيران منذ تهديد المرشد الأعلى علي خامنئي الرئيس الوسطي حسن روحاني بالعزل، مثلما حدث مع أبوالحسن بني صدر، أول رئيس جمهورية منتخب في إيران، والذي عزله الخميني بسبب الانقسامات حول الحرب مع العراق.

ويبدو أن روحاني وأنصاره غير مستعدين للتنازل بعد الفوز الكبير الذي حققوه في الانتخابات الرئاسية على التيار المحافظ المتحالف مع المرشد، وهو ما يعني أن الصراع السياسي الداخلي يتجه إلى مزيد من التعقيد والتأزم.

أول رد فعل على تهديدات خامنئي، جاء من المستشار السياسي للرئيس حميد أبوطالبي، الذي كرر في تغريدة له عبر «تويتر» عبارات للمرشد في مناسبات متعددة، وآخرها دعوته طلاب الباسيج (التعبئة الشعبية) خلال لقاء معهم قبل أيام إلى انتقاد الحكومة بقوله: «أنتم كالجيش لديكم إذن بإطلاق النار عند الحاجة»، في اتهام ضمني لخامنئي بأنه هو الذي يشق صف المجتمع ويكسر الوحدة، لا روحاني.

وجاء رد الفعل الثاني من نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي مطهري، وهو أحد أنصار روحاني في المجلس، إذ انتقد تصريحات المرشد مؤكداً أن «هذه الحملات ممكن أن تتحول إلى إطلاق نار من الجانبين، ولن يسكت الجانب الآخر (الحكومة وأنصارها)، وسيكون له الحق في الرد على إطلاق النار عليه، وهو ما سيثير الفوضى في المجتمع وخاصة بين الشباب»، في تهديد ضمني بـ»الرد بالمثل» على حملات الباسيج. أما موقف روحاني، فقد كان الأكثر لفتاً للأنظار، إذ نشر على «إنستغرام» صورة له خلال حفل الإفطار الذي دعا إليه المرشد، معلقاً أسفلها: «كلما نظرت إلى أحداث السنوات الأربعين الماضية، أتذكر أن حضور الشعب في الساحة كان سبباً للانتصارات التي حصلنا عليها، الشعب الذي حضر في اللحظة المناسبة كي يذكر المسؤولين بأنهم يجب أن يصلحوا تصرفاتهم وخط سيرهم. البلاد تحتاج اليوم إلى الوحدة والانسجام فيما بين كبار المسؤولين والمؤسسات في البلاد وخاصة على المنابر كي نضمن وفاء الشعب للنظام». ووضع روحاني هاشتاغين تحت صورة لقاء المسؤولين الحكوميين مع المرشد، واستخدمهما العديد من أنصاره لمهاجمة خامنئي وانتقاد تلويحه بعزل الرئيس.

ورداً على هذه الانتقادات، قال المرجع الديني مصباح يزدي إن «المرشد هو ولي أمر المسلمين، وعليه وبحسب الشرع، فإن كل من يهينه مشرك في الدين أياً كان منصبه».

وبما أن يزدي أحد مراجع التقليد للأصوليين، فهذا يعني أن السلطة القضائية التي يتولاها المحافظون تستطيع الاستناد إلى كلامه واعتقال كل من يهين المرشد، وكذلك الحكم عليه بالإعدام، إلى جانب فتح المجال لمن يقلدون يزدي لأن يهاجموا الذين يهينون خامنئي على أساس أنهم مشركون.