اخبار العراق الان

في خارج اسوار بيته المفخخ، يقف المقاتل الايزيدي بدر سليمان وهو يستعيد بمخيلته ذكريات قرية كوجو، جنوب سنجار، والتي دخلها برفقة قوات الحشد الشعبي المحررة، حيث تعيد له مشاهدها لحظات غابرة كان يعيشها مع اهله وزوجته الاسيرة وطفلته التي لا تزال في احشاء والدتها، فهو يفضل استحضار الماضي على تصديق الواقع المريع الذي طرأ على حياته كبقية الايزيدين دون استثناء.

 

بدر يتحدث لموقع “الحشد الشعبي، عن لحظات تلقيه اتصالا من زوجته في شهر اب 2014، حين كان يعمل بمدينة زاخو بمحافظة دهوك، والتي نقلت له ان تنظيم داعش احتل قريتهم واقتادهم الى مكان مجهول جرى بعده اخلاء الرجال الى مكان اخر ليقتلهم، والنساء الى اماكن شتى كسبايا، لتكمل دموعه ما عاشه من احاسيس بعد انقطاع اتصال زوجته الحامل بشهرها السابع.

 

المقاتل الايزيدي الذي انضوى ككثير من الايزيدين تحت راية الحشد الشعبي المحرر لمناطقهم، لا يزال يتحرى مصير زوجته وابيه واخيه، يتكلم عن ذلك وهو يطيل النظر الى ارجاء منزله التي تحتفظ بذكريات طفولته وشبابه واصدقائه، فضلا عن طبيعة وتقاليد العلاقات مع الجبيران قبل ظهور داعش الاجرامي.

 

ويضيف بدر سليمان، انه وعلى الرغم من المآسي التي طالت الحجر والشجر وكل شيء في قريته لا يزال يتمسك بامل لقاء اهله مجددا، خاصة طفلته التي اسماها “ملك”، وهو لا يعرف مصيرها، هل ولجت الحياة ام ان داعش حاكمها بقوانينه اللانسانية التي لا تستثني الشيخ الكبير او المرأة وحتى الجنين في بطن امه؟!

 

يشار الى ان الحشد الشعبي، تمكن في الصفحة الثانية من عمليات (محمد رسول الله الثانية) وتحت شعار (شهداء سنجار) من تحرير قرية “كوجو” جنوب سنجار، بعد تكبيد عناصر التنظيم خسائر كبيرة.