مشكلة "خطيرة" تواجه القوات الامنية.. كيف يتم تمييز الدواعش وهم "نازحين"؟!
العراق/ بغداد
مشكلة حقيقية تواجه القوات الامنية والعوائل الهاربة من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، فكيف يمكن التمييز بين المدنيين الفارين وعناصر التنظيم الذين "اندسوا" بينهم؟، ليس أمام القوات الأمنية سوى التدقيق للفصل بين الابرياء والارهابيين، وهذا الاجراء يأخذ وقتا طويلا احيانا، فكيف تتم معالجة هذه المشكلة؟.
توقّف دولاب الهواء في مدينة ألعاب الموصل عن الدوران منذ فترة طويلة، إلّا ان مركز التدقيق أسفله يشهد تدفقاً متواصلاً للعراقيين الفارين من معركة الموصل ليتم تقرير مصيرهم، بحسب وكالة "فرانس برس" الاخبارية.
رجال شاحبو الوجوه متعبون يجلسون على الأرض يتطلعون الى السيارات العديدة، بينما يجلس آخرون في الظل بانتظار استدعائهم من قبل ضباط الجيش.
وتقع مدينة الألعاب الصغيرة عند نهاية جسر عائم على نهر دجلة افتتح مؤخراً لربط جانبي النهر.
وقال العميد جبار مصطفى من القوة الجوية المسؤول عن مركز التدقيق، إن "على كل شخص يعبر الى الجانب الشرقي ان يمر بهذا المركز. لدينا هنا خيم طبية للعائلات المطلوب تدقيق هوياتها مع قاعدة بياناتنا قبل دخولها الى شرقي الموصل".
معظم الذين وصلوا مؤخراً هم من حي الشفاء على الساحل الغربي من الموصل حيث تقاتل القوات العراقية آخر ذيول مجموعة داعش في الموصل.
وبعض الرجال يصنفون فوراً كأفراد في داعش أو مؤيدين له، ويؤخذون جانباً حيث يتم تقييد أيديهم خلف ظهورهم بأصفاد بلاستيكية. في ذلك اليوم كان بين هؤلاء اثنان من المواطنين المصريين جعلتهم جنسيتهم من المشتبه بهم.
ويقول ضباط عراقيون ان غالبية الذين ما زالوا يدافعون عن معقل داعش الأخير هم من الأجانب. بعض الرجال من هذا الحشد يتطوعون للإدلاء بمعلومات تجرّم جيرانهم أو تبرئ آخرين.
وشهد بعض الرجال ان أحد المصريين متعاطف مع داعش، بينما شهد آخرون بأن الثاني كان يعمل قصاباً في الموصل منذ 30 عاماً، فتم إطلاق سراحه.
ويقول صلاح محمد الذي هرب من حي الشفاء قبل يوم لكنه عاد لأنه أضاع بطاقة هويته، إن "مقاتلي داعش الأجانب يبقون للقتال حتى النهاية لكن مؤيدي التنظيم من العراقيين يختلطون بالأهالي، فليس من الصعب عليهم التسلل عبر ثغرات عملية التدقيق".
فيما يؤكد العميد جبار مصطفى أنهم يعتقلون كل يوم 10 – 15 مشتبهاً بانتمائه أو تعاطفه مع داعش.
وفي الوقت ذاته كان ضباط وكوادر طبية يتوجهون الى امرأة خرساء ويحاولون نقلها من مكانها الى مكان أكثر راحةً مع أطفالها الستة. لم يكن زوجها معها، وكانت لغة الإشارة التي تقص بها ما حدث له مربكة. كل ما فهمه كادر المركز منها هو ان أصغر أطفالها – بعمر 18 شهراً – اسمه أبو بكر، ما اعتبروه مؤشراً على ولاء الأب لزعيم داعش أبو بكر البغدادي.
وقال الرائد معن مهدي، من الفرقة 16 في الجيش العراقي، ان "عملية التدقيق غير مضمونة اذا لم يكن المواطنون يساعدون القوات الأمنية، فلا يمكن للقوات ان تعرفهم".
وأضاف أن "تقرير مصير شخص ما يتطلب عدة حكايات متقاربة من النازحين، وان أكثر النازحين تم تدقيقهم أكثر من مرة".