بالتفاصيل.. ما هو "سر" اجتماع قادة العراق وباكستان والسودان مع ملك السعودية؟
بغداد/ أثارت الزيارة المتزامنة لقادة كل من العراق وباكستان والسودان إلى المملكة العربية السعودية، تساؤلات ملحة بشأن أسباب تواجد قادة دول اتخذوا جانب الحياد من الأزمة الخليجية، باليوم ذاته.
وكانت وكالة "واس" السعودية الرسمية، قالت إن رئيس الوزراء حيدر العبادي ونظيره الباكستاني نواز شريف والرئيس السوداني عمر البشير، أدوا أمس الاثنين، مناسك العمرة.
ورأى مراقبون للشأن العربي، أن "قادة الدول الثلاث، يبحثون في المجلس الخليجي لما بعد الأزمة وهم لا يريدون اتخاذ أي قرار خطأ، فيما فسرها آخرون بأنها مبادرة عربية إسلامية "قوية" لنزع فتيل الأزمة".
من جهته، قال الدكتور عمر عبد الستار الباحث في العلاقات الدولية إن "التقسيم الثلاثي الذي أفرزته الأزمة داخل دول الخليج، جعل السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب، وقطر إلى جانب، والكويت وعمان بقيتا على الحياد، ما يؤكد أن الأزمة لن تستمر طويلا".
وأعرب عبد الستار عن اعتقاده بأن "قادة العراق وباكستان والسودان كلهم وغيرهم من قادة دول أخرى، يتحسسون من الأزمة الخليجية، وبالتالي فإن الكل يريد أن يتخذ القرار المناسب لما بعد الأزمة ويبتعد عن القرار الخطأ".
ولفت إلى أن "العبادي ونواز شريف وعمر البشير، يبحثون في المجلس الخليجي لما بعد الأزمة، إلى أين وما هو المطلوب منهم بالضبط؟ ربما تواجدهم يفسر بالبحث عن موطئ قدم أكثر مما هو بحث عن شيء آخر في ظل هذه الأزمة".
بدوره، قال جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان، إن "هذه محاولة قوية من الرؤساء الثلاثة لإعادة الأمور إلى مجاريها في العلاقات الخارجية الداخلية".
وأضاف الحمد " أن "قادة الدول الثلاث عرضوا وساطة وبالتالي فهم كما أعتقد بصدد التوصل إلى رؤية أو مقاربة جديدة ربما لحل الأزمة الخليجية".
وأوضح أن الأزمة الخليجية أصبحت تؤثر على الجميع بما فيهم السعودية، التي تستنزف قوتها الإعلامية والمالية والسياسية، "بمعنى أن الجميع معني بالانتهاء من الأزمة إلى صورة ما".
وتابع الحمد: "صحيح أن لكل منهم تصورا خاصا، لكن بالنهاية لا بد من التوصل إلى تصور مبني على قواسم مشتركة بين جميع الأطراف، يمكن أن يحل عبر وساطة عربية إسلامية أو خليجية، أو وساطة عربية فقط".
وبحسب اعتقاده، فإن زيارة هؤلاء القادة إلى السعودية تندرج ضمن محاولة عربية إسلامية لثلاث دول مهمة وقفت على الحياد لنزع فتيل الأزمة الذي يؤثر على جميع الدول بدون استثناء.
يشار إلى أن زيارة رئيس وزراء باكستان إلى المملكة تعد الثانية خلال أسبوع، حيث سبق أن زارها الاثنين الماضي، والتقى العاهل السعودي ضمن جهود وساطة لحل الأزمة الخليجية بين قطر من جانب وبين السعودية والإمارات والبحرين من جانب آخر.
وكانت مجلة "نيوزويك"، الأمريكية نشرت تقريرا للصحافي توم أوكونور، تساءل فيه: "هل أعطت السعودية باكستان إنذارا لتختار؛ إما أن تكون معها أو تكون مع قطر؟".
ويقول أوكونور إن باكستان ترفض التخلي عن حيادها في الأزمة التي اندلعت، بعد فرض الرياض وأبو ظبي حصارا جويا وبحريا وبريا على دولة قطر؛ بتهمة تمويل الإرهاب، وفتح علاقات مع إيران.
وعن الموقف السوداني، فقد أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده تبذل مساعي حميدة لإصلاح ذات البين بين الإخوة في منطقة الخليج، لافتا إلى أن أراضيه مفتوحة ولن يتخلى عن مسؤولياته ولن يقفل أبوابه أمام الضعفاء.
وأصدرت وزارة الخارجية تعميما قالت فيه إن الوزير إبراهيم غندور جدد أمام سفراء السعودية والإمارات ومصر حرص الخرطوم على إصلاح ذات البين بين الأشقاء الخليجيين، فضلا عن دعم ومساندة المبادرة الكويتية.
أما الموقف العراقي، فإن رئيس الوزراء حيدر العبادي رفض في أكثر من مناسبة الحصار الذي فرضته دول خليجية على قطر، لافتا إلى أن بلاده ضد سياسة فرض الحصار على أي دولة.
وفي تصريح آخر قال العبادي إن "بعض الأطراف العراقية تريدنا أن ندعم قطر ضد السعودية أو العكس، وهذا خطأ ولا يستفيد منه العراق"، داعيا "المسؤولين إلى الالتزام بالسياسة الخارجية للعراق التي تخرج عن وزارة خارجيته والحكومة".