سفير امريكي "يقلب الطاولة" على ترامب: تستعين بالكرد مثلما ضحكنا عليهم ايام "صدام حسين"
العراق/ بغداد
في تصريحات أثارت حالة من الجدل الواسع، وكشفت قواعد اللعبة في سوريا، أكد روبرت فورد، آخر سفير أمريكي في العاصمة السورية دمشق، أن الجميع كان يعتقد أن الحرب ستكون قاسية على الحكومة السورية، وأنها ستتفاوض على صفقة وحل تفاوضي بدءا من عام 2013، وستطلب عفوا من الشعب السوري، وسيذهب الأسد إلى الجزائر أو روسيا أو كوبا، وتكون هناك حكومة ائتلافية، لأن الجيش السوري سيكون ضعيفا آنذاك، مشيرا الى ان ترامب يستخدم الكرد في سوريا لتحرير الرقة فقط وسيتركهم مثلما استخدمت امريكا كرد العراق ضد "صدام حسين: وضحكت عليهم فيما بعد.
وقال فورد في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن، إن ما حدث هو العكس تماما، "لأننا (الولايات المتحدة الأمريكية) لم نتوقع أن ترسل إيران وحزب الله آلاف المقاتلين لأجل الأسد".
وأضاف روبرت فورد، "في بداية 2013، توقعت ذهاب الأسد، ثم حصلت معركة القصير ودخل حزب الله بشكل كبير وغير دينامية الحرب، وبدأ الإيرانيون في التدخل أكثر، والعراقيون يأتون إلى سوريا".
وقال فورد، "الذي لم نكن نتوقعه، في 2014 و2015 المزيد من الإيرانيين والعراقيين والأفغان وحزب الله، ثم روسيا ترسل قواتها الجوية، لقد ارتكبت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد باراك أوباما خطأ جسيما".
أما عن الكرد السوريين فقد رسم السفير الأمريكي السابق في دمشق صورة قاتمة لمستقبل علاقتهم مع بلاده، إذ وافق على أن واشنطن تستخدمهم فقط لتحرير مدينة الرقة، مضيفا "أعتقد أن ما نقوم به مع الكرد ليس فقط غباء سياسيا، بل غير أخلاقي. الأمريكيون استخدموا الكرد لسنوات طويلة خلال حكم صدام حسين، هل تعتقد أن الأمريكيين سيعاملون (الاتحاد الديمقراطي) و(وحدات حماية الشعب) بشكل مختلف عن هنري كيسنجر مع الكرد العراقيين (عندما تخلى عنهم). بصراحة، مسؤولون أمريكيون قالوا لي ذلك. الأكراد السوريون يقومون بأكبر خطأ في وضع ثقتهم بالأمريكيين".
وأضاف: "الأسد ربح، إنه منتصر، وسوف يبسط نفوذه على كل البلاد عاجلا أم أجلا، فالقضية أصبحت مسألة وقت".
وأشار إلى أن روسيا انتصرت على الولايات المتحدة زمن أوباما، وقال إن وزير الخارجية الروسي لافروف كان يعامل كيري كطفل.
وبخصوص الهدف النهائي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال روبرت فورد إن الرئيس ترامب يريد تقليص النفوذ الإيراني، لكنه لا يعرف أن اللعبة انتهت، على حد قوله".
واختتم بقوله: "إنهم تأخرو كثيرا، وأوباما لم يترك لإدارة ترامب الكثير من الخيارات لتحقيق هدفها".
يذكر أن فورد غادر دمشق عام 2012، لكنه ظل مبعوث أمريكا إلى سوريا حتى استقال عام 2014، وأصبح باحثا في "مركز الشرق الوسط" للأبحاث في واشنطن.