اخبار العراق الان

لماذا "تجاهلته" القيادة العسكرية؟.. مصادر تؤكد مشاركة الحشد الشعبي باستعادة معبر الوليد

لماذا
لماذا "تجاهلته" القيادة العسكرية؟.. مصادر تؤكد مشاركة الحشد الشعبي باستعادة معبر الوليد

2017-06-22 00:00:00 - المصدر: زوراء


العراق/ بغداد

أزاحت مصادر محلية في محافظة الانبار، الخميس، عن هوية الجهات التي شاركت في عملية "الفجر الجديد" لمسك الحدودي العراقية مع سوريا والاردن، مؤكدة مشاركة الحشد الشعبي في العملية.

وتأتي هذه المعطيات بعد مرور أيام من إعلان سيطرة الجيش العراقي على المنفذ الحدودي، والتكتم على مشاركة فصائل في الحشد.

ووصلت بعض الفصائل، التي لا يعرف عددها بالتحديد، قبل أيام من عملية "الفجر الجديد". وأعربت أطراف رسمية في الانبار عن "توجسها" من مشاركة فصائل معينة من الحشد الشعبي في عملية السيطرة على الشريط الحدودي، تتهمها الانبار باختطاف العشرات من اهالي المحافظة.

وبحسب مصادر محلية فإن فصائل من الحشد تجاوزت منفذ الوليد، لتلتحم مع مجموعة عراقية تقاتل في الجانب السوري.

وكانت قوات عراقية قد وصلت قبل أيام الى معبر الوليد، بعد 9 أشهر من تحرير المنفذ، الذي كانت تحميه قوات عشائرية بدعم أميركي.

وأقامت القوات سواتر ترابية، وتمكنت من تأمين الطريق الرابط بين الوليد ومنفذ طريبيل الحدودي مع الاردن. كما أمّنت الحملة العسكرية الاخيرة "الفجر الجديد"، طريق الرمادي المؤدي الى سوريا عبر الوليد.

وأعلن قائد قوات حرس الحدود الفريق الركن حامد عبد الله، يوم امس الاول الثلاثاء، عن استعادة 60 كم من الشريط الحدودي بين العراق وسوريا.

وقال ان "قوات حرس حدود المنطقة الثانية ولواء المغاوير ولواءي 15 و 4 وقوات الحشد العشائري، تمكنت من استعادة الشريط الحدودي بين العراق وسوريا انطلاقا من مخفر أركبان بمسافة 60 كم باتجاه مدينة القائم"، مكتفياً بذلك من دون أن يشير الى مشاركة قوات من الحشد الشعبي في العملية.

وازدادت في الآونة الاخيرة، أهمية الحدود مع سوريا، لاسيما مع سيطرة الحشد على جزء من الشريط الحدودي في غرب نينوى، وإعلانه مواصلة تقدمه لتطهير جميع الشريط الحدودي حتى قضاء القائم.

ما وراء الحدود

يقول مسؤول محلي "لا نعتقد ان دوافع مسك الحدود قد أعلنت بالكامل. هناك بعض الخفايا التي لم تذكر، لاسيما الإصرار عن مشاركة الحشد".

وأكد، في وقت سابق ان الفصائل وصلت الى الانبار قادمة من بغداد، قبل 5 أيام من انطلاق الحملة العسكرية لتأمين معبر الوليد.

واضاف المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموقف، "وصلت كتائب حزب الله الى الحدود، والتقت مع فصائل عراقية تقاتل في سوريا، ومع حزب الله اللبناني"، مضيفا "اللقاء يفضح بعض ما يتم التكتم بشأنه في معركة الحدود".

وكان مسؤولون في الانبار اتهموا كتائب حزب الله، نهاية 2015 باختطاف 1200 مدني بينهم نساء اثناء مرورهم بنقطة تفتيش الرزازة التي تسيطر عليها الكتائب. وهو ما نفته الكتائب بشكل قاطع.

وتعرضت فصائل الحشد المنتشرة شمال منفذ الوليد، امس الاول الثلاثاء، الى هجوم شنه تنظيم داعش انطلاقا من مدينة القائم، الخاضعة لسيطرة التنظيم.

وبعد ساعات من الوصول الى معبر الوليد، تجاهل البيان العسكري، الذي اصدرته القيادة المشتركة في يوم 17 حزيران الحالي، الاشارة الى مشاركة فصائل الحشد في العملية.

لكن المتحدث باسم عشائر الانبار غسان العيثاوي، ينفي علمه بوجود فصائل الحشد في محيط معبر الوليد. ويقول "هناك قوات من الحشد العشائري ولواءين من حرس الحدود"، مشيرا الى ان "الحشد الشعبي يتواجد شمال الحدود قرب البعاج".

وتشهد منطقة الحدود العراقية السورية تنافساً محموماً بين النظام السوري وحلفائه، والقوات الاميركية وحلفائها للسيطرة على الشريط الحدودي في الجانب السوري.

ومؤخرا، تمركزت قوات اميركية بالاضافة الى قوات دنماركية، واسترالية، وحلفائهم من كرد سوريا، قرب معبر التنف، الذي يحاذي معبر الوليد.

وأكدت مصادر مطلعة في وقت سابق، ان القوات الاجنبية تتواجد في منطقة تبعد 20 كم فقط عن القوات العراقية.

فكّا كمّاشة

في هذه الاثناء، يرى عضو مجلس محافظة الانبار عيد الكربولي، عدم فائدة تقدم القوات العراقية نحو الشريط الحدودي مع سوريا دون تحرير مناطق القائم، وعانة، وراوة. واعتبر ان ذلك سيعرض القوات الى "خطر كبير".

ويقول الكربولي، الذي تسكن عشيرته مناطق قريبة من الحدود السورية، ان "القوات العراقية ستكون بين فكي كماشة، اذا ما قررت المضي بتحرير الحدود، لان داعش متواجد على جانبي الحدود".

ويؤكد "يجب ان تصل القوات السورية الى دير الزور والبو كمال القريبة من القائم، قبل ذهاب القوات العراقية إلى الحدود هناك".

خندق حدودي

في هذه الاثناء، أعلن الحشد الشعبي، البدء بحفر "خندق كبير" ابتداءً من الرطبة وصولا الى معبر الوليد.

وأعلنت مديرية الهندسة العسكرية التابعة للحشد الشروع بإنشاء خندق "ضخم" بطول 90 كم لتأمين الحدود العراقية السورية.

وذكر بيان لإعلام الحشد الشعبي ان "فرق الهندسة العسكرية باشرت بحفر خندق وساتر ترابي كبير ضمن حدود الرطبة وصولا الى معبر الوليد الحدودي وقضاء القائم لتحصينه بالكامل"، مضيفا ان "فرق الهندسة وصلت على مدى ايام من العمل المستمر الى آخر نقطة حدودية وهي معبر الوليد".