اخبار العراق الان

"الشباب" سبب الصراعات والانشقاقات داخل المجلس الأعلى.. هذه التفاصيل

"الشباب" سبب الصراعات والانشقاقات داخل المجلس الأعلى.. هذه التفاصيل

2017-07-23 00:00:00 - المصدر: عين العراق نيوز


"الشباب" سبب الصراعات والانشقاقات داخل المجلس الأعلى.. هذه التفاصيل

بغداد/.. عاصفة سياسية أذهلت الوسط السياسي العراقي، سيما الشيعي، بعد أن كشفت وسائل إعلام محلية عن عزم رئيس المجلس الأعلى والتحالف الوطني عمار الحكيم الانشقاق عن المجلس وتشكيل تحالف سياسي جديد.

أنباء كثيرة كانت قد أشارت إلى ان خلافات حادة وصلت إلى القطيعة بين الحكيم ومخضرمي المجلس الأعلى، مسبباته الأبرز، هي وحدانية الحكيم الشاب ذو الأربعين عاما، بالقرار السياسي وتركه الهيئة القيادية التي تتشكل من قيادات المجلس وأبرزهم عادل عبد المهدي وزير النفط السابق، وباقر الزبيدي الذي شغل عدة وزارات في حكومات الجعفري والمالكي، وجلال الدين الصغير، وغيرهم.

حراك إعلامي نشط أكد الخلافات حول بعض الرؤى فيما يتعلق بإدارة المجلس، فيما نفى المتحدث باسم المجلس حميد المعلة، "وجود انشقاق بالمعنى المتعارف عليه"، مبينا ان "تلك الأنباء فيها مبالغة ولا صحة لانشقاق السيد عمار الحكيم عن المجلس، أما زيارة الوفد لإيران فهي ليست رسمية وإنما بعض الأفراد من داخل المجلس قاموا بتلك الزيارة".

ولفت إلى انه "لو حصل مثل هذا الانشقاق فإن المجلس سيعلن عبر بيان رسمي يوضح حقيقة ما يجري".

قادة في ائتلافِ المواطن لم يتماسكوا أمام شاشة التلفاز، حيث أوضحوا أساس الخلاف وبذرته، بأن الحكيم وفي هذه الفترة أصبح "شبابي"، وأنه سيطرح مشروعاً جديدا خلال الفترةِ المقبلة، فيما اشار البعض منهم، الى ان هذا المشروع سيضمُ قياداتٍ شابة.

ويبدو أن هذا الأمر لم يرق، باقر الزبيدي الذي يعد أحد أهرامات المجلس الأعلى، الملتزم بخطابه المتعالي ونبرته المثقلة بحبه لنفسه ولتاريخه الجهادي في محاربة النظام السابق، وخبرته بكل الوزارات والمناصب التي تسنمها، حيث قال في حديث متلفز، ان "هناك تجاوز من الحكيم على الهيئة القيادية، فلم تعد القرارات تؤخذ كما ينص عليها النظام الداخلي للمجلس، بل أصبح هناك تفرد من قبل الحكيم في تقرير ما يراه مناسبًا وإبعاد الآخرين دون الرجوع إلى الهيئة القيادية".

وأضاف، الزبيدي إن "الإزاحة الجيلية هي أبرز الخلافات مع الحكيم، لذلك اتجهت القيادات الأخرى لتشكيل كيانات جديدة وأحزاب استعدادًا للانتخابات المقبلة".

الانسحاب عن المجلس ليس غريبا على عمار الحكيم، فقد فعلها قبل سنوات هادي العامري الذي انشق، متخذا من "بدر" بيتا جديدا، وكان الأمر طبيعيا، لكن ما حير الشارع العراقي خلال الـ24 ساعة الفائتة هو نبأ ترك الحكيم للمجلس، وهو من أبن المجلس وآل الحكيم، وكل واحد منهما يلتصق أسمه بالثاني دون خجل أو وجل.

ويرى مراقبون أن خروج الحكيم يأتي ضمن سياسة ليّ الأذرع، فالمجلس الأعلى يعني عائلة الحكيم، والحكيم يعني المجلس الأعلى، ولجوء الأخير إلى تلك الخطوة هو لإجبار تلك القيادات على الرضوخ للأمر الواقع، والقبول بقيادات جديدة شابة منافسة للقوى والكتل الأخرى.

تعاظم الخلاف، قاد قيادات مخضرمة من المجلس الأعلى بقيادة جلال الدين الصغير، باقر الزبيدي، وحامد الخضري، إلى التوجه لإيران، الأسبوع الماضي، لإجراء محادثات وتقديم شكوى إلى طهران بخصوص اختلافات وتباينات في وجهات النظر بينهم وبين الحكيم حول أمور داخلية في المجلس، وأخرى تخص كيفية التعاطي مع الملفات العراقية في الساحة.

مصادر مطلعة، أفادت لـ"عين العراق نيوز"، أن "تلك القيادات المؤمنة بولاية الفقيه والارتباط العقائدي بإيران، طالبت بدور أكبر في صناعة القرار داخل المجلس، فيما رفضت الصعود الكبير لنجم القيادات الشباب الجديدة التي لم يكن لها وجود في إيران قبل سقوط النظام العراقي في 2003".

وكان الحكيم أعلن مؤخرًا، عن تشكيل "تجمع أمل"، وهو تجمع سياسي شبابي يعمل على دمج الشباب في صفوف المجلس، وينظم دورات وفعاليات مختلفة لإكسابهم الثقافة اللازمة وزجهم في الحياة السياسية والبرامج الانتخابية، وشاشات التلفاز، وهو ما أثار غضب القيادات الكبيرة في المجلس.

وعلى الرغم من ورود أسم عادل عبد المهدي، إلا أنه فضل الوقوف على التل لمشاهدة ما يجري على ارض المجلس، حيث أكد أنه "ليس من أنصار الانشقاقات أو المحاور أو الصراعات الخطية، وهو ليس في منافسة وخصومة مع أي قيادي أو كادر في المجلس الأعلى أو غيره".

انشقاق قادة التحالف الوطني عن المجلس الأعلى، يعقبه انسحاب رئيسه ووريثه الشرعي السيد عمار الحكيم، يقود أحدى البيوتات الشيعية المعاصرة إلى مرحلة حرجة، سيما وان القوام السني قد قوي عوده، وتفرع ليصبح شبكة ثنائية العضلة، متمثلة بجبهتي سليم الجبوري وخميس الخنجر، وتوجههما نحو الجماهير بإعلام قوي ووعود مغرية.

النائب عن كتلة المواطن عامر الفايز, أكد في تصريح صحفي، ان "قادة مهمون من المجلس الأعلى الإسلامي، وتشكيل إئتلاف خاص بهم، قد يرجع بالضعف لذراع المجلس السياسية".

يذكر إن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سابقا"، هو أحد الأحزاب السياسية الاسلامية، تأسس في المنفى بالعاصمة الإيرانية طهران سنة 1982 وكان أول رئيس له هو، محمود هاشمي شاهرودي وناطقه الرسمي محمد باقر الحكيم.

محمد الباسم