الايزيديون : قيام دولة كوردستان ضمان لعدم تكرار المآسي والكوارث بحقنا
لو كانت كوردستان مستقلة لما حدثت كارثة شنكال...
في إطار دعمهم ومساندتهم لاستفاء استقلال كوردستان، أكد مثقفون وناشطون من المكّون الكوردي الإيزيدي ، إن استقلال إقليم كوردستان وضم مناطقهم إليها هو الضمان الوحيد لحماية الايزيديين وبقية المكونات من حملات الإبادة الجماعية والكوارث التي تعرضوا لها في السابق ، وهوكفيل بعدم تكرار مآسي على شاكلة ماجرى في سنجار في أغسطس/آب 2014، إثر الهجوم البربري لتنظيم داعش على مدينتهم، والذي تسبب بقتل وتهجير آلاف الرجال والأطفال والنساء وعمليات السبي التي لحقت بنسائهم.
وقد شدّد هؤلاء في تصريحاتهم على كوردستانية مناطقهم، مشيرين، الى أن الإيزيدين من أقدم الشعوب التي سكنت أرض كوردستان, معابدهم واقدس مقدساتهم ، مثل لالش،موجودة في كوردستان. كما لفتوا إلى أنهم ، كإيزيديين، سيكونون من أكثر المكونات استفادة من وجود دولة كوردستان المستقلة.
لقمان سليمان وهوإعلامي من المكون الإيزيدي من قضاء شيخان ، قال لـ (باسنيوز) إن " كوردستان مثل حديقة زاهية بالورود من مختلف الالوان ، تتعايش فيها مختلف المكونات بسلام ، ويجب أن تبقى رمزاً للتنوع والتعددية والتعايش" ، وتابع قائلاً : " نتمنى أن تكون دولة كوردستان المرتقبة ، علمانية تحترم جميع الأديان والقوميات والمذاهب وتقوم على قوانين خاصة ودستور علماني يحمي خصوصية الديانة الايزيدية وبقية الاديان" .
وطالب سليمان بعدم افساح المجال للمتطرفين والمتشددين والعنصريين الذين لايمكن ان يكون لهم وجود في كوردستان التي هي وطن للجميع ، مشدداً ، على مشاركة الجميع في الاستفتاء والتصويت بنعم .
مشيرا الى الأغلبية الساحقة من الكورد الايزديين سيتوجهون الى صناديق الاقتراع وسيصوتون بنعم لاستقلال كوردستان .
من جهتها ، قالت سوزان سفر، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة من مجمع شاريا ، أن "المرأة الإيزيدية تعرضت لأقسى أنواع المعاناة والمآسي، ولكنها اثبتتت للجميع بأنها قوية جدا وان بإمكانها أن تقرر مصيرها بنفسها". مستدركة " الان ، وصلت المرأة الايزيدية الى قناعة بأن وجود دولة كوردستانية مستقلة كفيل أن يحميها ويحفظ كرامتها" .
وتابعت " لو كانت كوردستان دولة مستقلة وشنكال تابعة لها لما حدث لهم ما حدث على أيدي الإرهابيين وجيرانهم من بعض العشائر العربية التي تنكرت لكل قيم الجيرة والمروءة والشهامة والعيش المشترك بل تنكرت حتى لإنسانيتها وشاركت في جرائم داعش ضد الايزيديين". .
مشيرة إلى أن " وجود الآلاف من الأطفال والنساء الايزديات ، حتى الان، في قبضة داعش يجب أن يجعلنا نفكر جيدا وأن ندعم بقوة الاستفتاء لاستقلال كوردستان وانجاح العملية ". مستدركة ، " انا على قناعة بأن الايزيديين سوف يصوتون بنعم بشكل لافت في هذه العملية. "
وأشارت سفر إلى تضحيات الأيزيدين في النضال من أجل الحق الكوردي "الايزيديين هم أصحاب هذا الأرض لابد أن يكونوا شركاء أساسيين في تأسيس دولة كوردستان، كما كانوا شركاء في التضحيات والدفاع عن كوردستان منذ البداية ".
من جهته قال، حسين باعدري، ناشط ايزيدي من ناحية باعدري " إن دولة كوردستان قادمة ونحن الايزديين سوف نكون أول الداعمين لعملية الاستفتاء ، وسوف ندعم بأصواتنا انجاح أول خطوة نحو إعلان دولتنا المستقلة ".
وأكد باعدري إن قولنا (نعم) في الاستفتاء هو وقبل كل شيء حق لنا و خدمة لمصالحنا كإيزيديين ".
وطالب باعدري بأن تحمي دولة كوردستان المستقلة خصوصية جميع المكونات، وتحترم جميع الأديان بحيث تكون وطناً للجميع دون .
وكان المجلس الاعلى للاستفتاء في اقليم كوردستان اعلن امس الاحد عن وثيقة حقوق المكونات الدينية والقومية في دولة كوردستان المرتقبة .
والوثيقة مؤلفة من 16 مادة ابرزها اعتماد الفيدرالية في مناطق المكونات، وقد اُعلن قبل يوم واحد من تنظيم استفتاء الاستقلال .
وتهدف الوثيقة اساسا الى ضمان الحقوق القومية والسياسية والدينية والثقافية والجغرافية لمكونات كوردستان بمختلف اعراقهم وانتماءاتهم.
وكان رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني قال مؤخرا إن كوردستان لن تكون دولة قومية بل ستكون ديمقراطية مدنية فيدرالية لا تميز بين سكانها على الاطلاق .
ولم يستبعد الرئيس بارزاني بان تجرى تغييرات على النشيد الوطني لكوردستان بل وحتى العلم وقال إن كوردستان تحترم حقوق الجميع ولا تميز بين سكانها.
ويوجد في إقليم كوردستان أغلبية من الكورد المسلمين يعيشون جنبا إلى جنب مع سكان يعتنقون معتقدات عديدة لاسيما المسيحيين والايزيديين والشبك والكاكائيين والتركمان وباقي الفئات الدينية والعرقية الأخرى.
وتؤكد الوثيقة ، على ضمان حقوق كل المكونات على اساس المواطنة والمساواة ، ومراعاة الخصوصية الدينية . منح الفيدرالية للمناطق الايزيدية وتنظيم ذلك بقانون.
كما اكدت الوثيقة على ضمان حقوق كل المكونات في المناطق المستقلة التي ستنظم وفق القانون .
وكذلك ضمان حقوق كل المكونات في المحكمة الفيدرالية وفق الدستور فيما يتعلق بالمطالب العامة ، وكذلك ضمانها في المؤسسات والمناصب العليا في المنظومة الدفاعية لكوردستان ، وفي قوات الامن الداخلي وقوات البيشمركة وتنظيمها وفق قانون. هذا بالاضافة الى ضمان كل الحقوق الاخرى الثقافية والسياسية وغيرها.